ممّا لا شکّ فیه أنّه عندما نزلت هذه الآیات فی مکّة المکرّمة کان المسلمون أقلیّة ضعیفة، وکان العدو فی أوج القوّة والقدرة، ولم یکن أحد یتوقّع إنتصار المسلمین بهذه السرعة، فهو أمر غیر قابل للتصدیق فی تلک الظروف، ولا مجال للتنبّؤ به.
وکانت هجرة المسلمین بعد فترة وجیزة من هذا التاریخ حیث إکتسبوا خبرة وقوّة، ممّا جعلهم یحقّقون الإنتصار والغلبة على المشرکین فی أوّل مواجهة عسکریة معهم، وذلک فی معرکة بدر، حیث وجّه المسلمون صفعة قویّة مفاجئة لمعسکر الکفر، ولم یمض وقت طویل إلاّ ونلاحظ أنّ الإیمان بالرسالة المحمدیّة لم یقتصر على مشرکی مکّة فحسب، بل شمل الجزیرة العربیة أجمع، حیث استسلمت للدعوة الإلهیّة.
ألیس هذا النبأ الغیبی الإلهی الذی واجهنا بهذه الصراحة والجدیّة معجزة؟
ومن الواضح أنّ أحد عناصر الإعجاز فی القرآن الکریم هو تضمّنه للأخبار الغیبیة، وهذا ما نلاحظه فی الآیة مورد البحث.