تحوی هذه السّورة خصوصیات السور المکیّة التی تتناول الأبحاث الأساسیّة حول المبدأ والمعاد، وخصوصاً العقوبات التی نزلت بالاُمم السالفة، وذلک نتیجة عنادهم ولجاجتهم فی طریق الکفر والظلم والفساد.. ممّا أدّى بها الواحدة تلو الاُخرى إلى الإبتلاء بالعذاب الإلهی الشدید، وسبّب لهم الدمار العظیم.

ونلاحظ فی هذه السورة تکرار قوله تعالى: (ولقد یسّرنا القرآن للذّکر فهل من مدّکر)وذلک بعد کلّ مشهد من مشاهد العذاب الذی یحلّ بالاُمم لکی یکون درساً وعظة للمسلمین والکفّار.

ویمکن تلخیص أبحاث هذه السورة فی عدّة أقسام هی:

1ـ تبدأ السورة بالحدیث عن قرب وقوع یوم القیامة، وموضوع شقّ القمر، وإصرار وعناد المخالفین فی إنکار الآیات الإلهیّة.

2ـ والقسم الثانی یبحث بترکیز واختصار عن أوّل قوم تمرّدوا على الأوامر الإلهیة، وهم قوم نوح، وکیفیّة نزول البلاء علیهم.

3ـ أمّا القسم الثالث فإنّه یتعرّض إلى قصّة قوم «عاد» وألیم العذاب الذی حلّ بهم.

4ـ وفی القسم الرابع تتحدّث الآیات عن قوم «ثمود» ومعارضتهم لنبیّهم صالح (علیه السلام)وبیان معجزة الناقة، وأخیراً إبتلاؤهم بالصیحة السماویة.

5ـ تتطرّق الآیات بعد ذلک إلى الحدیث عن قوم «لوط» ضمن بیان واف لإنحرافهم الأخلاقی... ثمّ عن السخط الإلهی علیهم وإبتلائهم بالعقاب الربّانی.

6ـ وفی القسم السادس ترکّز الآیات الکریمة ـ بصورة موجزة ـ الحدیث عن آل فرعون، وما نزل بهم من العذاب الألیم جزاء کفرهم وضلالهم.

7ـ وفی القسم الأخیر تعرض مقارنة بین هذه الاُمم ومشرکی مکّة ومخالفی الرّسول

الأعظم(صلى الله علیه وآله) والمستقبل الخطیر الذی ینتظر مشرکی مکّة فیما إذا استمرّوا على عنادهم وإصرارهم فی رفض الدعوة الإلهیّة.

وتنتهی السورة ببیان صور ومشاهد من معاقبة المشرکین، وجزاء وأجر المؤمنین والمتّقین.

وسورة القمر تتمیّز آیاتها بالقصر والقوّة والحرکیة.

وقد سمّیت هذه السورة بـ (سورة القمر) لأنّ الآیة الاُولى منها تتحدّث عن شقّ القمر.