إنّ ما تثیره هذه الآیات فی الحقیقة إشارة إلى هذا المعنى، وهو أنّ أی نوع من أنواع التدبیر فی هذا العالم إنّما یعود إلى ذات الله المقدّسة، بدءاً من مسألة الموت والحیاة، إلى خلق الإنسان من نطفة لا قیمة لها، وکذلک الحوادث المختلفة التی تقع فی حیاة الإنسان فتضحکه تارةً وتبکیه اُخرى، کلّ ذلک من تدبیر الله سبحانه.
والنجوم والکواکب المشرقة فی السماء تطلع وتغیب بأمره وتحت ربوبیته.
وفی الأرض الغنى وعدم الحاجة وما یقتنیه الإنسان کلّ ذلک یعود إلى ذاته المقدّسة.
وبالطبع فإنّ النشأة الاُخرى بأمره أیضاً، لأنّها حیاة جدیدة وإمتداد لهذه الحیاة واستمرارها.
هذا البیان ـ یبرز خطّ التوحید من جهة... ومن ـ جهة اُخرى ـ خطّ المعاد، لأنّ خالق الإنسان من نطفة لا قیمة لها فی الرحم قادر على تجدید حیاته أیضاً.
وبتعبیر آخر، إنّ جمیع هذه الاُمور کاشفة عن توحید أفعال الله وتوحید ربوبیته... أجل کلّ هذه الأصداء من إیحائه!