عرفنا الأصل التاریخی لعبادة الأصنام إلاّ أنّ لها دوافع ومبادیء نفسیّة وفکریة أیضاً، وقد اُشیر إلیها فی الآیات المتقدّمة، وذلک هو اتّباع الظنّ وما تهوى الأنفس!! والخیالات والأوهام الحاصلة للجهلاء، ومن ثمّ تنتقل إلى مقلّدیهم من المتحجّرین، وینتقل هذا التقلید من نسل إلى نسل.
وبالطبع فإنّ معبوداً کالصنم یتلاءم جیّداً مع أهوائهم، لأنّه لیس له سلطة على العباد، ولا معاد، ولا جنّة، ولا نار، ولا کتاب، ویعطیهم الحریة الکاملة، وإنّما یأتونه فی المشاکل فحسب، ویتصوّرون أنّه سینفعهم وأنّهم إنّما یستمدّون منه العون.
وأساساً فانّ «هوى النفس» ذاته یعدّ أکبر الأصنام وأخطرها، وهو الأصل لظهور الأصنام الاُخرى.