«المتین» کلمة مشتقّة من متن، وهو فی الأصل ما یکتنف العمود الفقری من لحم وعصب التی تشدّ الظهر وتجعله مهیّأً لتحمّل الأعباء، ولذلک فقد استعمل «المتن» بمعنى القوّة الکاملة والطاقة والقدرة، فبناءً على ذلک فإنّ ذکر «المتین» بعد ذکر کلمة «ذو القوّة» إنّما هو للتأکید، لأنّ «ذو القوّة» إشارة إلى أصل قدرة الله! «والمتین» إشارة إلى کمال القدرة، وحین تقترن هذه الکلمة بـ «الرزّاق» وهو صیغة مبالغة أیضاً تدلّ على هذه الحقیقة، وهی أنّ الله له منتهى القدرة والتسلّط فی إیلاء الرزق وإعطائه لمن یشاء، وهو یوصل الرزق إلى أیّة جهة کانت وأی مکان کان... فی أعماق البحار، وفی قمم الجبال، وفی سفوح التلال وعلى ضفاف الأنهار، وفی الودیان والصحاری والبراری... وجمیع ما فی الوجود ومن فی الوجود مجتمعون على مائدته الکریمة، إذاً فخلق الله للإنسان وسائر الموجودات لم یکن لحاجته إلیهم، بل لیفیض علیهم من لطفه العمیم.