قصور فخمة سُقُفها من فضة!! (قیم کاذبة)

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 12
سورة الزّخرف / الآیة 33 ـ 35 1ـ الإسلام یحطم القیم الخاطئة

تستمر هذه الآیات فی البحث حول «نظام القیم فی الإسلام»، وعدم اعتبار کون المال والثروة والمناصب المادیة هی المعیار فی التقییم، فتقول الآیة الأولى: (ولولا أن یکون النّاس أمّة واحدة لجعلنا لمن یکفر بالرّحمن لبیوتهم سقفاً من فضّة)(1).

ولجعلنا لهم بیوتاً لها عدّة طوابق ولها سلالم جمیلة (ومعارج علیها یظهرون)(2).

وقال بعض المفسّرین: إنّ المراد أن السلالم مصنوعة من الفضة، وعدم تکرار کلمة الفضة لوضوح المراد. وکأنّهم لم یعتبروا وجود السلالم لوحدها دلیلاً على أهمیّة البیوت، والأمر لیس کذلک، إذ إنّ وجود السلالم الکثیرة دلیل على عظمة البناء وتکونه من عدّة طوابق.

«السُقُف» جمع سَقْف، ویعتقد البعض أنها جمع سقیفة، أی المکان المسقف، إلاّ أنّ القول الأوّل أشهر.

ثمّ تضیف الآیة الاُخرى: (ولبیوتهم أبواباً وسرراً علیها یتّکئون).

وربّما کانت هذه الجملة إشارة إلى الأبواب والأسرّة الفضیة، لأنّ الآیة السابقة لما تحدثت عن السُّقُف الفضیة امتنع التکرار، ویمکن أیضاً أن یکون وجود الأبواب والأسرّة المتعددة ـ خاصّة وأن (أبواب) و(سرراً) نکرة، وقد وردت هنا لبیان الأهمیّة ـ دلیلاً بنفسه على عظمة تلک القصور، لأنّهم لایجعلون لبیت حقیر عدّة أبواب أبداً، بل هی مختصة بالقصور والبیوت الفخمة، وکذلک الحال بالنسبة لوجود الأسرّة.

ولم تکتف الآیة بهذا، بل استطردت أنّه إضافة إلى کل ذلک فقد جعلنا لهم مباهج وانواع الزینة (وزخرف)(3) لتکمل الحیاة المادیة وزخارفها وزبارجها من کل الجهات، القصور الفخمة المتعددة الطبقات، الأبواب والأسرّة المتعددة، وکل وسائل الزینة والنقوش والرسوم وسائر الجواذب التی یتحقق فیها مراد عبید الدنیا وأمانیهم.

ثمّ تضیف الآیة: (وإن کلّ ذلک لمّا متاع الحیاة الدّنیا والآخرة عند ربّک للمتّقین).

«الزخرف» فی الأصل بمعنى کل زینة مقترنة بالرسم والتصویر، ولما کان الذهب أحد أهم وسائل الزینة، فقد قیل له: زخرف، وإنّما قیل للکلام الأجوف الذی لا فائدة فیه: کلام مزخرف، لأنهم یحیطونه ویلبسونه المزوقات لیصبح مقبولاً.

وخلاصة القول: إنّ هذه الاُسس المادیة ووسائل الزینة الدنیویة، حقیرة لا قیمة لها عند الله تعالى فلا ینبغی أن تکون إلاّ من نصیب الأفراد الذین لا قیمة لهم کالکافرین ومنکری الحق، ولو لم یتأثر الناس من طلاب الدنیا ویمیلوا إلى الکفر لجعل الله تعالى هذه الاُمور من نصیب هذه الفئة فقط، لیعلم الجمیع أن هذه الاُمور لیست هی المعیار والمقیاس لشخصیة الإنسان وقیمته ومقامه.


1. «لبیوتهم» بدل اشتمال لـ (لمن یکفر بالرحمن) وتکرار (اللام) لهذا المعنى، أو بمعنى (على) أی: (على بیوتهم)، لکن الاحتمال الأوّل أصح.
2. «المعارج» جمع «معراج» ، وهو الوسیلة التی یستخدمها الإنسان للصعود إلى الطبقات العلیا.
3. اعتبر البعض (زخرف) عطفاً على (سقف)، ویعتقدون أنّها إشارة إلى وسائل الزینة المستقلة التی توضع تحت تصرف أمثال هؤلاء الأفراد. والبعض اعتبرها عطفاً على (من فضة) وکانت فی الأصل (من زخرف) ثمّ نصبت بنزع الخافض، وعلى هذا یصبح معنى الجملة: إنّا جعلنا بعض سقوف وأسرّة بیوت هؤلاء من ذهب وبعضها من فضة. (تأمل!).
سورة الزّخرف / الآیة 33 ـ 35 1ـ الإسلام یحطم القیم الخاطئة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma