إنّ الذکرى تنفع المؤمنین:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 13
سورة الذّاریات / الآیة 52 ـ 55 لابدّ من قلوب مهیّأة لقبول الحقّ:

قرأنا فی الآیة 39 من هذه السورة أنّ فرعون اتّهم موسى(علیه السلام) عندما دعاه إلى الله وترک الظلم أنّه ساحر أو مجنون، فهذا الإتّهام ورد على لسان المشرکین فی زمان النّبی محمّد (صلى الله علیه وآله)أیضاً إذ اتّهموه بمثل ما اتّهم فرعون موسى وقد عزّ ذلک على المؤمنین الأوائل والقلائل کما کان یؤلم روح النّبی(صلى الله علیه وآله).

فالآیات محلّ البحث ومن أجل تسلیة النّبی والمؤمنین تقول: (کذلک ما أتى الّذین من قبلهم من رسول إلاّ قالوا ساحر أو مجنون)(1).

کانوا یتّهمون الرسل السابقین بأنّهم سحرة لأنّهم لم یجدوا جواباً منطقیاً لمعاجزهم الباهرة، وکانوا یخاطبون رسولهم بأنّه «مجنون»... لأنّه لم یکن على غرارهم ومتلوّناً بلون المحیط ولم یستسلم للاُمور المادیّة.

فبناءً على ذلک لا تحزن ولا تکترث وواصل المسیر بالصبر والاستقامة، لأنّ مثل هذه الکلمات قیلت فی أمثالک یارسول الله من رجال الحقّ وأهله.

ثمّ یضیف القرآن هل أنّ هذه الأقوام الکافرة تواصت فیما بینها على توجیه هذه التّهمة إلى جمیع الأنبیاء: (أتواصوا به)؟!

وکان عملهم هذا إلى درجة من الإنسجام، وکأنّهم اجتمعوا فی مجلس ـ فی ما وراء التاریخ ـ وتشاوروا وتواصوا على أن یتّهموا الأنبیاء عامّةً بالسحر والجنون لیخفّفوا من وطأة نفوذهم فی نفوس الناس!

ولعلّ کلاًّ منهم کان یرید أن یمضی من هذه الدنیا ویوصی أبناءه وأحبابه بذلک!

ویعقّب القرآن على ذلک قائلا: (بل هم قوم طاغون)(2).

وهذه هی إفرازات روح الطغیان حیث یتوسّلون بکلّ کذب واتّهام لإخراج أهل الحقّ من الساحة، وحیث إنّ الأنبیاء یأتون الناس بالمعجزات فإنّ خیر ما یلصقونه بهم من التّهم أن یَسِموهم بالسحر أو الجنون، فبناءً على ذلک یکون عامل «وحدة عملهم» هذا هی الروحیة الخبیثة والطاغیة الواحدة لهم.

ولمزید التسرّی عن قلب النّبی وتسلیته یضیف القرآن: (فتولّ عنهم).

وکن مطمئناً بأنّک قد أدّیت ما علیک من التبلیغ والرسالة (فما أنت بملوم).

وإذا لم یستجب اُولئک للحقّ فلا تحزن فهناک قلوب متعطّشة له جدیرة بحمله وهی فی إنتظاره.

وهذه الجملة فی الحقیقة تذکّر بالآیات السابقة التی تدلّ على أنّ النّبی کان یتحرّق لقومه حتى یؤمنوا ویتأثّر غایة التأثّر لعدم إیمانهم حتى کاد یهلک نفسه من أجلهم.

کما تشیر الآیة 6 من سورة الکهف حیث نقرأ فیها: (فلعلّک باخع نفسک على آثارهم إن لم یؤمنوا بهذا الحدیث أسف).

.. وبالطبع فإنّ القائد الحقّ ینبغی أن یکون کذلک.

قال المفسّرون: لمّا نزلت هذه الآیة حزن النّبی والمؤمنون لأنّهم تصوّروا أنّ هذا آخر الکلام فی شأن المشرکین وأنّ وحی السماء قد إنقطع ویوشک أن یحیق بهم العذاب... إلاّ أنّه لم تمض فترة قصیرة حتى نزلت الآیة بعدها لتأمر النّبی بالتذکیر: (وذکّر فإنّ الذّکرى تنفع المؤمنین)(3).

فکان أن أحسّ الجمیع بالإطمئنان!

والآیة تشیر إلى أنّ هناک قلوباً مهیّأة تنتظر کلامک یارسول الله وتبلیغک فإذا ما عاند جماعة ونهضوا بوجه الحقّ مخالفین، فإنّ هناک جماعةً آخرین تتوق إلى الحقّ من أعماق قلوبهم وأرواحهم ویؤثّر فیها کلامک اللّین!


1. «کذلک» خبر لمبتدأ محذوف وتقدیر الکلام: «الأمر کذلک».
2. «بل» فی الآیة الآنفة للأضراب.
3. تفسیر مجمع البیان، ج 9، ص 161.
سورة الذّاریات / الآیة 52 ـ 55 لابدّ من قلوب مهیّأة لقبول الحقّ:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma