لمَ لم ینزل القرآن على أحد الأغنیاء؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 12
سورة الزّخرف / الآیة 31 ـ 32 سؤالین مهمّین

کان الکلام فی الآیات السابقة فی ذرائع المشرکین فی مواجهة دعوة الأنبیاء، فکانوا یتّهمونهم بالسحر تارة، ویتوسلون تارة أخرى بتقلید الآباء وینبذون کلام الله وراء ظهورهم، وتشیر الآیات ـ مورد البحث ـ إلى حجّة واهیة اُخرى من حجج اُولئک المشرکین، فتقول: (وقالوا لولا نزّل هذا القرآن على رجل من القریتین عظیم) أی مکّة والطائف.

لقد کانوا معذورین بتشبثهم بمثل هذه الذریعة من جهة، إذ کان المعیار فی تقییمهم للبشر هو المال والثروة والمقام الظاهری والشهرة.

إنّ صغار العقول هؤلاء کانوا یتصوّرون أنّ الأثریاء، وزعماء قبائلهم الظلمة هم أقرب الناس إلى الله سبحانه، ولذلک فإنّهم کانوا یتعجبون لماذا لم تنزل موهبة النبوّة والرحمة الإلهیّة العظیمة هذه على رجل من قبیل هؤلاء الأفراد ونزلت على یتیم فقیر خالی الید اسمه محمّد! إن هذا لشیء عجاب لا یکاد یصدق!

نعم، إنّ نظام القیم الخاطیء یستتبع مثل هذا الاستنباط، وهذا هو السبب فی بلاء المجتمعات البشریة العظیم، والعامل الأساس فی انحرافها الفکری، حیث تقلب الحقائق تماماً فی بعض الأحیان.

إنّ حامل هذه الدعوة الإلهیّة یجب أن یکون إنساناً تغمر وجوده روح التقوى... أن

یکون إنساناً واعیاً، ذا إرادة وتصمیم، شجاعاً عادلاً، عارفاً بآلام المحرومین والمظلومین، ذائقاً لمرارتها...

هذه هی القیم التی یلزم توفّرها من أجل حمل هذه الرسالة السماویّة،  لا الألبسة الفاخرة الجمیلة، والقصور الفخمة الفارهة المزیّنة بأنواع الزینة والزخارف، خاصّة وإن أیّاً من أنبیاء الله لم یکن متمتعاً بهذه الصفات والمزایا المادیة، لئلاّ تشتبه القیم الأصیلة بالقیم المزیّفة.

وللمفسّرین أقوال فی مراد المشرکین من الرجل فی مکّة والطائف؟ إلاّ أنّ أغلبهم اعتبروا «الولید بن المغیرة» رجل مکّة، و«عروة بن مسعود الثقفی» رجل الطائف، وإن کان البعض قد ذکر أن عتبة بن ربیعة من مکّة، وحبیب بن عمر الثقفی من الطائف.

إلاّ أنّ الظاهر أن قول اُولئک المشرکین لم یکن یدور حول شخص معین، بل کان هدفهم الإشارة إلى أحد الأثریاء المعروفین، وله عشیرة مشهورة.

ویردّ القرآن الکریم بأجوبة قاطعة على هذا النمط من التفکیر المتسافل الخرافی، ویجسد النظرة الإلهیّة الإسلامیّة تماماً، فیقول أوّلاً: (أهم یقسمون رحمة ربّک) فیمنحوا النبوّة من یشاؤون، وینزلوا علیه الکتاب السماوی، وإذا لم یعجبهم إنسان أهملوه؟

هؤلاء على خطأ کبیر، فإنّ ربّک هو الذی یقسم رحمته، وهو یعلم ـ أفضل من سواه ـ من یستحق هذا المقام العظیم، ومن هو أهل له، کما ورد ذلک فی الآیة 124 من سورة الأنعام أیضاً: (الله أعلم حیث یجعل رسالته).

فضلاً عن ذلک، فإنّ وجود التفاوت والإختلاف بین البشر من ناحیة مستوى المعیشة، لا یدلّ على تفاوتهم فی المقامات والمنازل المعنویّة مطلقاً، بل: (نحن قسمنا بینهم معیشتهم فی الحیاة الدّنیا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات لیّتخذ بعضهم بعضاً سخریّ).

لقد نسی هؤلاء أنّ حیاة البشر حیاة جماعیّة، ولا یمکن أن تدار هذه الحیاة إلاّ عن طریق التعاون والخدمة المتبادلة، فإذا ما تساوى کلّ الناس فی مستوى معیشتهم وقابلیّاتهم ومکانتهم الاجتماعیة، فإنّ أصل التعاون والخدمة المتبادلة سیتزلزل.

بناء على هذا فینبغی أن لا یخدعهم هذا التفاوت، ویظنّوا أنّه معیار القیم الإنسانیة، إذ: (ورحمة ربّک خیر ممّا یجمعون) بل إن کل المقامات والثروات  لا تعدل جناح بعوضة فی مقابل رحمة الله والقرب منه.

إنّ التعبیر بـ «ربّک» الذی تکرّر مرّتین فی هذه الآیة، إشارة لطیفة إلى لطف الله الخاص بنبىّ الإسلام الأکرم(صلى الله علیه وآله)، ومنحه مقام النبوّة والخاتمیّة.

سورة الزّخرف / الآیة 31 ـ 32 سؤالین مهمّین
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma