ما ورد فی هذه الآیات عن المتّقین وأوصافهم یتلخّص ـ فی الحقیقة ـ فی قسمین «التوجّه نحو الله» «الخالق» وذلک فی ساعات یتوفّر فیها من جمیع الجهات الإستعداد لبیان الحاجة عنده مع حضور القلب، وتبلغ أسباب إنشغال الفکر وإنصراف الذهن إلى أدنى حدّ أی فی أواخر اللیل!
والآخر «التوجّه نحو الخلق» ومعرفة إحتیاج المحتاجین سواءً أظهروا حاجتهم أم کتموها.
وهذا المطلب هو ما أشار إلیه القرآن فی آیاته مراراً وأوصى به، والآیات التی یرد فیها ذکر الصلاة، ثمّ یتلوها ذکر الزکاة، وتعول على الإثنین معاً، تشیر إلى هذه المسألة، لأنّ الصلاة أبرز مظهر لعلاقة الإنسان بالخالق، والزکاة أجلى مظهر لعلاقته بخلق الله.