لیست الآیات محلّ البحث وحدها تتحدّث عن الموت بأنّه حقّ، بل هناک آیات کثیرة فی القرآن تصرّح بأنّ الموت حقّ ویقین، إذ نقرأ فی الآیة 99 من سورة الحجر (واعبد ربّک حتّى یأتیک الیقین). وفی الآیة 47 من سورة المدثر نقرأ ما یشبه هذا التعبیر أیضاً.
کلّ ذلک لأنّ الإنسان إذا أنکر کلّ شیء فلیس بوسعه أن ینکر أنّ الموت حقّ وأنّه لابدّ أن یُطرق بابه، فالموت یطرق أبواب الجمیع ویأخذهم معه أخیراً.
والإلتفات ـ إلى حقیقة الموت ـ یُعدّ إنذاراً لجمیع الناس لیفکّروا أکثر وأحسن ویعرفوا طریقهم المقدمین علیه وما هو أمامهم ویستعدّوا له!
الطریف أنّنا نقرأ فی بعض الرّوایات أنّ رجلا جاء إلى عمر فقال: إنّی أحبّ الفتنة وأکره الحقّ وأشهد على ما لم أره، فأمر عمر به فحُبس، فبلغ ذلک علی(علیه السلام) فقال: یاعمر إنّ حبسه ظلم وقد أثمت على ذلک. فقال: ولِمَ؟ فقال علی: إنّه ـ یحبّ أمواله وأولاده وقد قال الله عنهما فی بعض آیاته أنّهما فتنة (إنّما أموالکم وأولادکم فتنة)(1) ویکره الموت والقرآن یعبّر عنه بأنّه حقّ (وجاءت سکرة الموت بالحقّ)(2) ویشهد بوحدانیة الله وهو لم یره. فقال عمر: لولا علی لهلک عمر(3).