لست وحدک المبتلى بالعدوّ:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 13
سورة ق / الآیة 12 ـ 15 سورة ق / الآیة 16 ـ 18

تعالج هذه الآیات مسألة المعاد من خلال نوافذ متعدّدة! ففی البدایة ومن أجل تثبیت قلب النّبی (صلى الله علیه وآله) وتسلیته تقول: لست وحدک المرسل الذی کذّبه الکفّار وکذّبوا محتوى دعواته ولا سیّما المعاد فإنّه: (کذّبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرسّ وثمود)!.

وجماعة «ثمود» هم قوم صالح النّبی العظیم إذ کانوا یقطنون منطقة «الحجر» شمال الحجاز.

أمّا «أصحاب الرسّ» فهناک أقوال عند المفسّرین، فالکثیر من المفسّرین یعتقدون أنّهم طائفة کانت تقطن الیمامة، وکان عندهم نبیّ یُدعى حنظلة فکذّبوه. وألقوه فی البئر فی آخر الأمر «من معانی الرسّ هو البئر» والمعنى الآخر الأثر الیسیر الباقی من الشیء، وقد بقی من هؤلاء القوم الشیء الیسیر فی ذاکرة التاریخ!.

ویرى بعض المفسّرین أنّهم «قوم شعیب» لأنّهم کانوا یحفرون الآبار، ولکن مع الإلتفات إلى أنّ «أصحاب الأیکة» المذکورین فی الآیات التالیة هم قوم شعیب أنفسهم ینتفی هذا الاحتمال أیضاً.

وقال بعض المفسّرین: هم بقایا قوم ـ صالح ـ أی ثمود، ومع الإلتفات إلى ذکر ثمود على حدة فی الآیة فإنّ هذا الاحتمال یبدو بعیداً أیضاً.

فعلى هذا یکون التّفسیر الأوّل هو الأنسب، وهو ما إشتهر على أقلام المفسّرین وألسنتهم!.

ثمّ یضیف القرآن قائلا: (وعاد وفرعون وإخوان لوط) والمراد بإخوان لوط هم قومه، وقد عبّر القرآن عن لوط بأنّه أخوهم، وهذا التعبیر مستعمل فی اللغة العربیة بشکل عام.

وکذلک من بعدهم: (وأصحاب الأیکة وقوم تُبّع). والأیکة: معناها الأشجار الکثیرة المتداخلة بعضها ببعض ـ أو الملتفّة أغصانها ـ و«أصحاب الأیکة» هم طائفة من قوم شعیب کانوا یقطنون منطقة غیر «مدین» وهی منطقة ذات أشجار کثیرة(1)!

والمراد من «قوم تبّع» طائفة من أهل الیمن، لأنّ «تبّع» لقب لملوک الیمن، باعتبار أنّ هؤلاء القوم یتبعون ملوکهم، وظاهر تعبیر القرآن هنا وفی آیة اُخرى منه 37 ـ الدخان هو ملک مخصوص من ملوک الیمن إسمه (أسعد أبو کرب) کما نصّت علیه بعض الرّوایات، ویعتقد جماعة من المفسّرین بأنّه کان رجلا صالحاً مؤمناً یدعو قومه إلى اتّباع الأنبیاء، إلاّ أنّهم خالفوه(2).

ثمّ إنّ الآیة هذه أشارت إلى جمیع من ذکرتهم من الأقوام الثمانیة فقالت: (کلٌّ کذّب الرّسل فحقّ وعید).

وما نراه فی النصّ من أنّ جمیع هؤلاء کذّبوا الرسل والحال أنّ کلّ قوم کذّبوا رسولهم فحسب، لأنّ الفعل الصادر منهم جمیعاً التکذیب نال الأنبیاء جمیعاً وإن کان کلّ قوم قد کذّبوا نبیّهم وحده فی زمانهم.

أو لأنّ تکذیب أحد النّبیین والرسل یعدّ تکذیباً لجمیع الرسل، لأنّ محتوى دعوتهم سواء.

وعلى کلّ حال، فإنّ هؤلاء الاُمم کذّبوا أنبیاءهم وکذّبوا مسألة المعاد والتوحید أیضاً، وکانت عاقبة أمرهم نُکراً ووبالا علیهم، فمنهم من اُبتلی بالطوفان، ومنهم من أخذته الصاعقة، ومنهم من غرق بالنیل، ومنهم من خُسفت به الأرض أو غیر ذلک، وأخیراً فإنّهم ذاقوا ثمرة تکذیبهم المرّة!! فکن مطمئناً یارسول الله أنّه لو واصل هؤلاء تکذیبهم لک فلن یکونوا أحسن حالا من السابقین.

ثمّ یشیر القرآن إلى دلیل آخر من دلائل إمکان النشور ویوم القیامة فیقول: (أفعیینا بالخلق الأوّل)(3).

ثمّ یضیف القرآن: إنّهم لا یشکّون ولا یتردّدون فی الخلق الأوّل لأنّهم یعلمون أنّ خالق الإنسان هو الله ولکنّهم یشکّون فی المعاد مع کلّ تلک الدلائل الواضحة: (بل هم فی لبس جدید).

وفی الحقیقة إنّهم فی تناقض بسبب هوى النفس والتعصّب الأعمى، فمن جهة یعتقدون بأنّ خالق الناس أوّلا هو الله إذ خلقهم من تراب، إلاّ أنّهم من جهة اُخرى حین یقع الکلام على المعاد وخلق الإنسان ثانیة من التراب یعدّون ذلک أمراً عجیباً ولا یمکن تصوّره وقبوله، فی حین أنّ الأمرین متماثلان: «وحکم الأمثال فی ما یجوز وما لا یجوز واحد».

وهکذا فإنّ القرآن یستدلّ على المعاد فی هذه الآیات والآیات الآنفة بأربعة طرق مختلفة، فتارةً عن طریق علم الله، واُخرى عن طریق قدرته، وثالثة عن طریق تکرّر صور المعاد ومشاهده فی عالم النباتات، وأخیراً عن طریق الإلتفات إلى الخلق الأوّل.

ومتى ما عُدنا إلى آیات القرآن الاُخر فی مجال المعاد وجدنا هذه الأدلّة بالإضافة إلى أدلّة اُخر وردت فی آیات مختلفة وبصورة مستقلّة، وقد أثبت القرآن المعاد بالمنطق القویم والتعبیر السلیم والاُسلوب الرائع (القاطع) للمنکرین وبیّنه بأحسن وجه... فلو خضعوا لمنطق العقل وتجنّبوا الأحکام المسبقة والتعصّب الأعمى والتقلید الساذج فسرعان ما یذعنوا لهذه المسألة وسیعلمون بأنّ المعاد أو یوم القیامة لیس أمراً ملتویاً وعسیراً.


1. لمزید الإیضاح یراجع ذیل الآیات 78 من سورة الحجر و176 من سورة الشعراء.
2. لمزید الإیضاح یراجع ذیل الآیة 37 من سورة الدخان.
3. فی الجملة الآنفة إیجاز حذف وتقدیر الکلام فی تمامیته أن یقال «أفعیینا بالخلق الأوّل حتى نعجز عن الثانی».
سورة ق / الآیة 12 ـ 15 سورة ق / الآیة 16 ـ 18
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma