الفرق بین الإسلام والإیمان:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 13
سبب النّزولسورة الحجرات / الآیة 16 ـ 18

کان الکلام فی الآیة المتقدّمة على معیار القیم الإنسانیة، أی التقوى، وبما أنّ التقوى ثمرة لشجرة الإیمان، الإیمان النافذ فی أعماق القلوب، ففی الآیتین الآنفتین بیان لحقیقة الإیمان إذ تقول الآیة الأولى: (قالت الأعراب آمنّا قل لم تؤمنوا ولکن قولوا أسلمنا ولمّا یدخل الإیمان فی قلوبکم).

وطبقاً لمنطوق الآیة فإنّ الفرق بین «الإسلام» و«الإیمان» فی أنّ: الإسلام له شکل ظاهری قانونی، فمن تشهد بالشهادتین بلسانه فهو فی زمرة المسلمین وتجری علیه أحکام المسلمین.

أمّا الإیمان فهو أمر واقعی وباطنی، ومکانه قلب الإنسان لا ما یجری على اللسان أو ما یبدو ظاهراً!

الإسلام ربّما کان عن دوافع متعدّدة ومختلفة بما فیها الدوافع المادیّة والمنافع الشخصیة، إلاّ أنّ الإیمان ینطلق من دافع معنوی، ویسترفد من منبع العلم، وهو الذی تظهر ثمرة التقوى الیانعة على غصن شجرته الباسقة!

وهذا ما أشار إلیه الرّسول الأکرم(صلى الله علیه وآله) فی تعبیره البلیغ الرائع: «الإسلام علانیة والإیمان فی القلب»(1).

کما إنّا نقرأ حدیثاً آخر عن الإمام الصادق یقول فیه: الإسلام یحقن الدم وتؤدّى به الأمانة وتستحلُّ به الفروج والثواب على الإیمان(2).

وربَّما کان لهذا السبب أنّ بعض الروایات تحصر مفهوم الإسلام بالإقرار اللفظی، فی حین أنّ الإیمان إقرار باللسان وعمل بالأرکان، إذ تقول الروایة «الإیمان إقرار وعمل، والإسلام إقرار بلا عمل»(3).

وهذا المعنى نفسه وارد فی تعبیر آخر فی بحث الإسلام والإیمان، یقول «فضیل بن یسار» سمعت الإمام الصادق(علیه السلام):

یقول: إنّ الإیمان یشارک الإسلام ولا یشارکه الإسلام، إنّ الإیمان ما وقر فی القلوب والإسلام ما علیه المناکح والمواریث وحقن الدماء(4).

وهذا التفاوت فی المفهومین فیما إذا اجتمع اللفظان معاً، إلاّ أنّه إذا انفصل کلٌّ عن الآخر فربَّما أطلق الإسلام على ما یُطلق علیه بالإیمان، أی أنّ اللفظین قد یستعملان فی معنى واحد أحیاناً.

ثمّ تضیف الآیة محل البحث فتقول: (وإن تطیعوا الله ورسوله لا یلتکم من أعمالکم شیئ)وسیوفّیکم ثواب أعمالکم بشکل کامل ولا ینقص منها شیئاً.

وذلک لـ (انّ الله غفورٌ رحیم).

(لا یلتکم) مشتقٌّ من «لَیت» على زنة (ریب) ومعناه الإنقاص من الحق(5).

والعبارات الأخیرة فی الحقیقة إشارات إلى أصل قرآنی مسلّم به وهو أنّ شرط قبول الأعمال «الإیمان»، إذ مضمون الآیة أنّه إذا کنتم مؤمنین بالله ورسوله إیماناً قلبیاً وعلامته طاعتکم لله والرّسول فإنّ أعمالکم مقبولة، ولا ینقص من أجرکم شیء، ویثیبکم الله، وببرکة هذه الأعمال یغفر ذنوبکم لأنّ الله غفور رحیم.

وحیث إنّ الحصول على هذا الأمر الباطنی أی الإیمان لیس سهلاً، فإنّ الآیة التالیة تتحدّث عن علائمه، العلائم التی تمیّز المؤمن حقّاً عن المسلم والصادق عن الکاذب، وأولئک الذین استجابوا لله وللرسول رغبةً وشوقاً منهم عن أولئک الذین استجابوا طمعاً أو للوصول إلى المال والدنیا فتقول: (إنّما المؤمنون الّذین آ منوا بالله ورسوله ثمّ لم یرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم فی سبیل الله)!

أجل، إنّ أوّل علامة للإیمان هی عدم التردّد فی مسیر الإسلام، والعلامة الثانیة الجهاد بالأموال، والعلامة الثالثة التی هی أهم من الجمیع الجهاد بالنفس.

وهکذا فإنّ الإسلام یستهدف فی الإنسان أجلى العلائم «ثبات القدم وعدم الشک والتردّد من جهة، والإیثار بالمال والنفس من جهة أخرى».

فکیف لا یرسخ الإیمان فی القلب والإنسان لا یقصّر عن بذل المال والروح فی سبیل المحبوب!؟

ولذلک فإنّ الآیة تُختتم بالقول مؤکّدةً: (أولئک هم الصّادقون).

هذا هو المعیار الذی حدّده الإسلام لمعرفة المؤمنین الحق وتمییزهم عن الکاذبین المدّعین بالإسلام تظاهراً، ولیس هذا المعیار منحصراً بفقراء جماعة بنی أسد، بل هو معیار واضح وجلی ویصلح لکلّ عصر وزمان لفصل المؤمنین عن المتظاهرین بالإسلام، ولبیان قیمة اُولئک الذین یمنّون بأن أسلموا على النّبی(صلى الله علیه وآله) وذلک بحسب الظاهر فحسب، إلاّ أنّه عند التطبیق والعمل لا یوجد فیهم أقلّ علامة من الإیمان أو الإسلام.

وفی قبال اُولئک رجال لا یدّعون شیئاً ولا یمنّون، بل یرون أنفسهم مقصّرین دائماً، وفی الوقت ذاته هم فی طلیعة المضحّین والمؤثرین بأموالهم وأنفسهم فی سبیل الله.

ولو أنّا اتخذنا معیار القرآن لمعرفة المؤمنین الواقعیین وتمییزهم عن سواهم لما کان معلوماً من خلال هذا العدد الهائل من آلاف الآلاف و«الملایین» ممّن یدّعون الإسلام کم هم المؤمنون حقّاً؟! وکم هم المسلمون فی الظاهر فحسب؟!


1. تفسیر مجمع البیان، ج 9، ص 138.
2. أصول الکافی، ج 2، (باب أنّ الإسلام یحقن به الدم، ح 1).
3. المصدر السابق، ح 2.
4. المصدر السابق، (باب أنّ الإیمان یشرّک الإسلام، ح 3).
5. فعلى هذا یکون الفعل لیت أجوف یائیاً وإن کان الفعل ولت بهذا المعنى أیضاً.
سبب النّزولسورة الحجرات / الآیة 16 ـ 18
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma