3ـ الغیبة من أعظم الذنوب وأکبرها!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 13
2ـ لا تجسّسوا!4ـ مفهوم الإغتیاب؟

قلنا إنّ رأس مال الإنسان المهم فی حیاته ماءُ وجهه وحیثیّته، وأی شیء یهدّده فکأنّما یهدّد حیاته بالخطر.

وأحیاناً یعدّ اغتیال وقتل الشخصیة أهم من اغتیال الشخص نفسه، ومن هنا کان إثمه أکبر من قتل النفس أحیاناً.

إنّ واحدةً من حِکم تحریم الغیبة أن لا یتعرّض هذا الاعتبار العظیم ورأس المال المعنوی للأشخاص لخطر التمزّق والتلوّث وأن لا تهتک حرمة الأشخاص ولا تلوّث حیثیّاتهم، وهذا مطلب مهم تلقّاه الإسلام باهتمام بالغ!

والأمر الآخر إنّ الغیبة تولّد النظرة السیئة وتضعف العلائق الاجتماعیة وتوهنها وتتلف رأس مال الإعتماد وتزلزل قواعد التعاون «الإجتماعی»!

ونعرف أنّ الإسلام أولى أهمّیةً بالغةً من أجل الوحدة والإنسجام والتضامن بین أفراد

المجتمع، فکلّ أمر یقوی هذه الوحدة فهو محل قبول الإسلام وتقدیره، وما یؤدّی إلى الإخلال بالأواصر الاجتماعیة فهو مرفوض، والاغتیاب هو أحد عوامل الوهن والتضعیف...

ثمّ بعد هذا کلّه فإنّ الإغتیاب ینثر فی القلوب بذور الحقد والعداوة وربّما أدّى أحیاناً إلى الاقتتال وسفک الدماء فی بعض الأحیان.

والخلاصة أنّنا حین نقف على أنّ الإغتیاب یعدّ واحداً من کبائر الذنوب فإنّما هو لآثاره السیئة فردیةً کانت أم اجتماعیة!

وفی الروایات الإسلامیة تعابیر مثیرة فی هذا المجال نورد هنا على سبیل المثال بعضاً منها!

قال رسول الله(صلى الله علیه وآله): «إنّ الدرهم یصیبه الرجل من الربا أعظم عند الله فی الخطیئة من ست وثلاثین زنیة یزنیها الرجل، وأربى الربى عِرض الرجل المسلم»(1).

وما ذلک إلاّ لأنّ الزنا وإن کان قبیحاً وسیئاً، إلاّ أنّ فیه جَنبة حق الله، ولکنَّ الربا وما هو أشدّ منه کإراقة ماء وجه الإنسان وما إلى ذلک فیه جنبة حق الناس.

وقد ورد فی روایة اُخرى أنّ النّبی(صلى الله علیه وآله) خطب یوماً بصوت عال ونادى: «یامعشر من آمن بلسانه ولم یؤمن بقلبه! لا تغتابوا المسلمین ولا تتّبعوا عوراتهم فإنّه من تتّبع عورة أخیه تتّبع الله عورته ومن تتّبع الله عورته یفضحه فی جوف بیته»(2).

کما ورد فی حدیث ثالث أنّ الله أوحى لموسى(علیه السلام) قائلاً: «من مات تائباً من الغیبة فهو آخر من یدخل الجنّة، ومن مات مصرّاً علیه فهو أوّل من یدخل النّار»(3).

کما نقرأ حدیثاً آخر عن النّبی(صلى الله علیه وآله) أنّه قال: «الغیبة أسرع فی دین الرجل المسلم من الأکلة فی جوفه»(4).

وهذا التشبیه یدلُّ على أنّ الإغتیاب کمثل الجَرب الذی یأکل اللحم، فإنّه یذهب بالإیمان بسرعة.

ومع الإلتفات إلى أنّ بواعث الغیبة ودوافعها أمور متعدّدة کالحسد والتکبّر والبخل والحقد والأنانیة وأمثالها من صفات دمیمة وقبیحة یتّضح السرّ فی سبب کون الغیبة وتلویث سمعة المسلمین وهتک حرمتهم لها هذا الأثر المدمّر لإیمان الشخص.

والروایات الإسلامیة فی هذا الصدد کثیرة، ونختتم بحثنا هذا بذکر حدیث آخر نقل عن الإمام الصادق(علیه السلام) إذ یقول: «من روى على مؤمن روایةً یرید بها شینه وهدم مروّته لیسقط من أعین الناس أخرجه الله من ولایته إلى ولایة الشیطان فلا یقبله الشیطان»(5).

إنّ جمیع هذه التأکیدات والعبارات المثیرة إنّما هی للأهمیة القصوى التی یولیها الإسلام لصون ماء الوجه وحیثیّة المؤمنین الاجتماعیة، وکذلک للأثر المخرّب ـ الذی تترکه الغیبة ـ فی وحدة المجتمع والإعتماد المتبادل فی القلوب، وأسوأ من کل ذلک أنّ الغیبة تسوق إلى إشعال نار العداوة والبغضاء والنفاق وإشاعة الفحشاء فی المجتمع لأنّه حین تنکشف عیوب الناس الخفیّة عن طریق الغیبة لا تبقى لها خطورة فی أعین الناس ویکون التلوّث بها فی غایة البساطة!.


1. المحجّة البیضاء، ج5، ص253.
2. المصدر السابق، ص252.
3. المصدر السابق.
4. أصول الکافی، ج 2، (باب الغیبة، ح 1) ـ الآکلة نوع من الأمراض الجلدیة.
5. وسائل الشیعة، ج 8 ، ص 608، الباب 157، ح 2.
2ـ لا تجسّسوا!4ـ مفهوم الإغتیاب؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma