المؤمنون أخوة:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 13
سبب النّزولالأوّل: شروط قتال أهل البغی «البُغاة»

یقول القرآن هنا قولاً هو بمثابة القانون الکلّی العام لکلّ زمان ومکان: (وإن طائفتان من المؤمنین اقتتلوا فأصلحوا بینهم)(1).

وصحیح أنّ کلمة «اقتتلوا» مشتقّة من مادة القتال ومعناها الحرب، إلاّ أنّها کما تشهد بذلک القرائن تشمل کلّ أنواع النزاع وإن لم یصل إلى مرحلة القتال والمواجهة «العسکریة» ویؤیّد هذا المعنى أیضاً بعض ما نقل فی شأن نزول الآیة...

بل یمکن القول: إنّه لو توفّرت مقدّمات النزاع کالمشاجرات اللفظیة مثلاً التی تجرّ إلى المنازعات الدامیة فإنّه ینبغی وطبقاً لمنطوق الآیة أن یُسعى إلى الإصلاح بین المتنازعین، لأنّه یمکن أن یستفاد هذا المعنى من الآیة المتقدّمة عن طریق إلغاء الخصوصیة.

وعلى کلّ حال، فإنّ من واجب جمیع المسلمین أن یصلحوا بین المتنازعین منهم لئلاّ تسیل الدماء وأن یعرفوا مسؤولیتهم فی هذا المجال، فلا یکونوا متفرّجین کبعض الجهلة الذین یمرّون بهذه الاُمور دون اکتراث وتأثّر! فهذه هی وظیفة المؤمنین الأولى عند مواجهة أمثال هذه الاُمور.

ثمّ یبیّن القرآن الوظیفة الثانیة على النحو التالی: (فإن بغت إحداهما على الاُخرى) ولم تستسلم لاقتراح الصلح (فقاتلوا الّتی تبغی حتّى تفیء إلى أمر الله).

وبدیهی أنّه لو سالت دماء الطائفة الباغیة والظالمة ـ فی هذه الأثناء ـ فإثمها علیها، أو کما یصطلح علیه إنّ دماءهم هدر، وإن کانوا مسلمین، لأنّ الفرض أنّ النزاع واقع بین طائفتین من المؤمنین...

وهکذا ـ فإنّ الإسلام یمنع من الظلم وإن أدّى إلى مقاتلة الظالم، لأنّ ثمن العدالة أغلى من دم المسلمین أیضاً، ولکن لا یکون ذلک إلاّ إذا فشلت الحلول السلمیة.

ثمّ یبیّن القرآن الوظیفة الثالثة فیقول: (فإن فاءت فأصلحوا بینهما بالعدل).

أی لا ینبغی أن یقنع المسلمون بالقضاء على قوة الطائفیة الباغیة الظالمة بل ینبغی أن یعقب ذلک الصلح وأن یکون مقدّمة لقلع جذور عوامل النزاع، وإلاّ فإنّه بمرور الزمن ما أن یُحسّ الظالم فی نفسه القدرة حتى ینهض ثانیة ویثیر النزاع.

قال بعض المفسّرین: یستفاد من التعبیر «بالعدل» أنّه لو کان حقّ مضاع بین الطائفتین أو دم مراق وما إلى ذلک ممّا یکون منشأ للنزاع فیجب إصلاحه أیضاً، وإلاّ فلا یصدق علیه «إصلاح بالعدل»(2).

وحیث إنّه تمیل النوازع النفسیة أحیاناً فی بعض الجماعات عند الحکم والقضاء الى إحدى الطائفتین المتخاصمتین وتنقض «الإستقامة» عند القضاة فإنّ القرآن ینذر المسلمین فی رابع تعلیماته وما ینبغی علیهم فیقول: (وأقسطوا إنّ الله یحبّ المقسطین)(3).

والآیة التالیة تضیف ـ لبیان العلّة والتأکید على هذا الأمر قائلةً: (إنّما المؤمنون إخوة فأصلحوا بین أخویکم).

فکما تسعون للإصلاح بین الأخوین فی النَسَب، فینبغی أن لا تألوا جهداً فی الدخول بصورة جادّة للإصلاح بین المؤمنین المتخاصمین بعدالة تامّة!

وما أحسنه من تعبیر وکم هو بلیغ إذ یعبّر القرآن عن جمیع المؤمنین بأنّهم «أخوة» وأن یسمّی النزاع بینهم نزاعاً بین الأخوة! وأنّه ینبغی أن یبادر إلى إحلال الإصلاح والصفاء مکانه...

وحیث إنّه فی کثیر من الأوقات تحلّ «الروابط» فی أمثال هذه المسائل محل «الضوابط» فإنّ القرآن یضیف فی نهایة هذه الآیة مرّةً اُخرى قائلاً: (واتّقوا الله لعلّکم ترحمون).

وهکذا تتّضح إحدى أهم المسؤولیات الاجتماعیة على المسلمین فی ما بینهم فی تحکیم العدالة الاجتماعیة بجمیع أبعادها.


1. مع أنّ کلمة «طائفتان» مثنى طائفة، إلاّ أنّ فعلها جاء بصیغة الجمع «اقتتلوا» لأنّ کلّ طائفة مؤلفة من مجموعة من الأفراد.
2. تفسیر المیزان، ج18، ص342.
3. کلمة «المقسطین» مأخوذة من «القسط» ومعناها فی الأصل التقسیم بالعدل، وحین ترد على صیغة الفعل الثلاثی «قسط» على زنة ضرب تعنی الظلم والتجاوز على حصّة الآخرین ظلماً، إلاّ أنّه حین تأتی ثلاثی مزید فیقال «أقسط» فإنّها تعنی إعطاء الحصة عدلاً، وهل القسط والعدل بمعنى واحد أم لا؟ هناک بحث ذکرناه فی ذیل الآیة 29 من سورة الأعراف لا بأس بمراجعتها.
سبب النّزولالأوّل: شروط قتال أهل البغی «البُغاة»
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma