الظلم والإنتصار

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 12
سورة الشورى / الآیة 41 ـ 43 سورة الشورى / الآیة 44 ـ 46

تعتبر هذه الآیات ـ فی الحقیقة ـ تأکیداً وتوضیحاً وتکمیلا للآیات السابقة بشأن الإنتصار ومعاقبة الظالم والعفو فی المکان المناسب، والهدف من ذلک أنّ معاقبة الظالم والإنتقام منه من حق المظلوم، ولا یحق لأحد منعه عن حقّه، وفی نفس الوقت إذا صادف أن سیطر المظلوم على الظالم وانتصر علیه، وعند ذلک صبر ولم ینتقم فإنّ ذلک یعتبر فضیلة کبرى.

فأوّلا تقول الآیة: (ولمن انتصر بعد ظلمه فاولئک ما علیهم من سبیل)(1)  فلا یحق لأحد أن یمنع هذا العمل، ولا یلوم ذلک الشخص أو یوبخه أو یعاقبه،  ولا یتوانى فی نصر مثل هذا المظلوم، لأنّ الإنتصار وطلب العون من الحقوق الطبیعیة لأىّ مظلوم، ونصر المظلومین مسؤولیة کلّ إنسان حر ومتیقظ الضمیر.

(إنّما السّبیل على الذّین یظلمون النّاس ویبغون فی الأرض بغیر الحق). وإضافة إلى عقابهم الدنیوی (اُولئک لهم عذاب ألیم) ینتظرهم فی الآخرة.

یقول بعض المفسّرین حول الاختلاف بین جملة (یظلمون النّاس) وجملة (یبغون فی الأرض بغیر الحق) أنّ الجملة الاُولى إشارة إلى موضوع (الظلم) والثانیة إلى (التکبر)(2).

البعض الآخر اعتبر الاُولى إشارة إلى (الظلم) والثانیة إشارة إلى (الوقوف بوجه الحکومة الإسلامیة).

«بغى» تعنی فی الأصل الجد والمثابرة والمحاولة للحصول على شیء ما، ولکن کثیراً ما تطلق على المحاولات لغصب حقوق الآخرین، والتجاوز عن حدود وحقوق الخالق، لذا فإنّ للظلم مفهوماً خاصاً وللبغی مفهوماً عاماً یشمل أىّ تعد أو تجاوز للحقوق الإلهیّة.

عبارة (بغیر الحق) تأکید لهذا المعنى، وعلى هذا الأساس فإنّ الجملة الثانیة من باب ذکر العام بعد ذکر الخاص.

أمّا آخر آیة فتشیر مرّة اُخرى إلى الصبر والعفو، لکی تؤکّد أنّ الإنتقام والعقاب والقصاص من الظالم لا یمنع المظلوم من العفو، حیث تقول: (ولمن صبر وغفر إن ذلک لمن عزم الاُمور)(3).

«العزم» فی الأصل یعنی (التصمیم لإنجاز عمل معیّن)، ویطلق على الإرادة القویة، وقد تکون عبارة (عزم الاُمور) إشارة إلى أنّ هذا العمل من الأعمال التی أمر الله بها ولا یمکن أن تنسخ، أو أنّه من الأعمال التی یجب أن یشد الإنسان العزم لها، وأیاً کان من المعنیین فهو یدل على أهمیة هذا العمل.

والملفت للنظر ذکر (الصبر) قبل (الغفران)، لأنّه مع عدم وجود الصبر لا یمکن أن یحصل العفو والغفران، حیث یفقد الإنسان السیطرة على نفسه ویحاول الإنتقام مهماکان.

ومرّة اُخرى نذکّر بهذه الحقیقة، وهی أنّ العفو والغفران مطلوبان فی حال القوّة والإقتدار، وأن یستفید الطرف المقابل من ذلک بأفضل شکل أیضاً، وقد تکون عبارة «من عزم الاُمور» لتأکید هذا المعنى أیضاً، لأنّ التصمیم بخصوص شیء معیّن یحدث عندما یکون الإنسان قادر على إنجاز ذلک الشیء، على أیّة حال فإنّ العفو الذی یکون مفروضاً من قبل الظالم، أو یشجعه فی عمله ویجرئه على ذلک، غیر مطلوب.

بعض الرّوایات فسّرت الآیات أعلاه بثورة الإمام المهدی(عجّل اللّه فرجه) وانتقامه وانتصاره على الظالمین والمفسدین فی الأرض، وکما قلنا عدّة مرات سابقاً فإنّ مثل هذه التفاسیر من قبیل بیان المصداق الواضح ولا تمنع من عمومیة مفهوم الآیة وشمولیته(4).


1. عبارة (ظلمه) هی من باب إضافة المصدر إلى المفعول.
2. تفسیر الکشاف، وتفسیر روح المعانی وتفسیر روح البیان، ذیل الآیات مورد البحث.

 

3. اللام فی (لمن صبر) هی لام القسم وفی (لمن عزم الاُمور) للتأکید، والإثنان یوضحان أهمیة هذا الأمر الإلهی أی (العفو).
4. تفسیر نورالثقلین، ج 4، ص 585، من تفسیر على بن ابراهیم.

سورة الشورى / الآیة 41 ـ 43 سورة الشورى / الآیة 44 ـ 46
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma