یتصور العدید من الناس أنّ علاقة أعمال الإنسان بالجزاء الإلهی مثل العقود الدنیویة وما تحتویه من الأجر والعقاب، فی حین قلنا ـ مراراً ـ إنّ هذه العلاقة أقرب ما تکون إلى الإرتباط التکوینی منه إلى الإرتباط التشریعی.
وبعبارة اُخرى فإنّ الأجر والعقاب أکثر ما یکون بسبب النتیجة الطبیعیة والتکوینیة لأعمال الإنسان حیث یشملهم ذلک. والآیات أعلاه خیر شاهد على هذه الحقیقة.
وبهذا الخصوص هناک روایات کثیرة فی المصادر الإسلامیة نشیر إلى بعضها لتکمیل الموضوع:
1ـ ورد فی إحدى خطب نهج البلاغة: «ماکان قوم قط فی غض نعمة من عیش، فزال عنهم إلاّ بذنوب اجترحوها، لأن الله لیس بظلام للعبید، ولو أنّ الناس حین تنزل بهم النقم، وتزول عنهم النعم، فزعوا إلى ربّهم بصدق من نیّاتهم، ووله من قلوبهم، لردّ علیهم کلّ شارد، وأصلح لهم کلّ فاسد»(1).
2ـ وهناک حدیث آخر عن أمیر المؤمنین الإمام علی(علیه السلام) فی (جامع الأخبار) حیث یقول: «إنّ البلاء للظالم أدب، وللمؤمن امتحان، وللأنبیاء درجة، وللأولیاء کرامة»(2).
وهذا الحدیث خیر شاهد للاستثناءات التی ذکرناها لهذه الآیة.
3ـ وورد فی حدیث آخر عن الإمام الصادق(علیه السلام) فی الکافی أنّه قال: «إنّ العبد إذا کثرت ذنوبه، ولم یکن عنده من العمل ما یکفرها، ابتلاه بالحزن لیکفرها»(3).
4ـ وهناک باب خاص لهذا الموضوع فی کتاب اُصول الکافی یشمل 12 حدیث(4).
وکل هذه هی غیر الذنوب التی صرّحت الآیة أعلاه بأنّ الخالق سیشملها بعفوه ورحمته، حیث إنّها ـ بحدّ ذاتها ـ کثیرة.