وهنا یطرح سؤالان

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 12
المترفون الباغونالنجوم السماویة الآهلة

الأوّل: لو کان تقسیم الأرزاق وفق هذا البرنامج، فلماذا إذن نرى أشخاصاً لهم رزق وفیر وقد أفسدوا وطغوا کثیراً فی الدنیا ولم یمنعهم الخالق، سواء على مستوى الأفراد، أو الدول الناهبة والظالمة؟

الجواب: وفی الجواب على هذا السؤال یجب الإنتباه إلى هذه الملاحظة، وهی أنّ بسط الرزق أحیاناً قد یکون اُسلوباً للامتحان والاختبار، لأنّ جمیع الناس یجب أن یُختبروا فی هذا العالم، فقسم منهم یختبرون بواسطة المال.

وأحیاناً قد یکون بسط الرزق لبعض الأفراد لکی یعلموا بأنّ الثروة لا تجلب السعادة، فعسى أن یعثروا على الطریق ویرجعوا إلى خالقهم، ونحن الآن نرى بعض المجتمعات غرقى بأنواع النعم والثروات، وفی نفس الوقت شملتهم مختلف المصائب والمشاکل، کالخوف، والقتل، والتلوّث الخلقی، والقلق بأنواعه المختلفة.

فأحیاناً تکون الثروة غیر المحدودة نوعاً من العقاب الإلهی الذی یشمل بعض الناس، فإذا نظرنا إلى حیاتهم من بعید نراها جمیلة، أمّا إذا تفحصناها عن قرب فسوف نشاهد التعاسة بأدنى حالاتها!، وفی هذا المجال هناک قصص عدیدة لسلاطین الثروة فی الدنیا، حیث یطول بنا المقام لو أردنا سردها.

السؤال الآخر هو: ألا یعنی هذا الکلام أنّه متى ما کان الإنسان فقیراً فلا ینبغی له السعی للتوسع فی الرزق، لأنّ الخالق جعل مصلحته فی هذا الفقر؟

الجواب: وللجواب على هذا السؤال نقول: إنّه قد تکون قلّة الرزق بسبب کسل الإنسان وتهاونه أحیاناً، فهذا النقص والحرمان لیس ما یریده الله حتماً، بل بسبب أعماله، والإسلام یدعو الجمیع إلى الجهد والجهاد والمثابرة وفقاً لتأکیده على أصل السعی وبذل الجهد الذی یشیر إلیه القرآن فی آیات عدیدة، وسنّة الرّسول(صلى الله علیه وآله) والأئمة الأطهار(علیهم السلام).

ولکن عندما یبذل الإنسان منتهى جهده، ورغم ذلک تغلق الأبواب فی وجهه، علیه أن یعلم بأنّ هناک مصلحة معیّنة فی هذا الأمر، فلا یجزع، ولا ییأس، ولا ینطق بالکفر، ویستمر فی محاولاته ویستسلم لرضا الخالق أیضاً.

وتجدر الإشارة إلى هذه الملاحظة وهی أنّ کلمة (عباده) لا تتعارض أبداً مع الطغیان عند بسط الرزق، لأنّ هذه العبارة تستخدم فی الأفراد الصالحین والسیئین والمتوسطی

الحال، مثل: (قل یا عبادی الذین أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله).(1)

صحیح أنّ الخالق ینزل الرزق بقدر حتى لا یطغی العباد، إلاّ أنّه لا یمنعهم أو یحرمهم، لذا فإنّ الآیة التی بعدها تقول: (وهو الذی ینزل الغیث من بعد ما قنطوا وینشر رحمته).

ولماذا لا یکون هذا: (وهو الولی الحمید

هذه الآیة تتحدّث عن آیات وعلائم التوحید فی نفس الوقت الذی تبیّن فیه نعمة ولطف الخالق، لأنّ نزول المطر یشتمل على نظام دقیق للغایة ومحسوب، فعندما تشرق الشمس على المحیطات تفصل ذرات الماء الدقیقة عن الأملاح وترسلها على شکل سحب إلى السماء، ثمّ تقوم طبقات الجو العلیا الباردة بتکثیفها، ثمّ تحملها الریاح إلى الأراضی الیابسة، ثمّ تتحول أخیراً إلى قطرات مطر بسبب برودة الهواء وضغطه الخاص وتهطل على الأرض، وتنفذ فیها دون تخریب.

نعم، فلو دققنا النظر فی هذا النظام، فسنجد علائم قدرة الخالق وعلمه متجلیة فیه، فهو الولی الحمید الذی یقوم بتأمین کلّ حاجات العباد وتشملهم ألطافه العدیدة.

ولابدّ من القول أنّ کلمة (غیث) تعنی المطر النافع، کما یقول العدید من المفسّرین وبعض علماء اللغة، فی حین أنّ (المطر) یطلق على جمیع الأنواع الاُخرى النافعة والضارة.

لذا، فبعد تلک الجملة وردت عبارة: (وینشر رحمته).

یاله من تعبیر لطیف وشامل! فهو ینشر رحمته لإحیاء الأراضی المیتة، ونمو النباتات وتنظیف الهواء، وتأمین ماء الشرب للإنسان وباقی الکائنات الحیة، والخلاصة فی جمیع المجالات.

فلو أراد الإنسان أن یدرک مفهوم هذه الجملة القرآنیة، فإنّ علیه أن یتوجه نحو الجبال والسهول بعد نزول المطر وعندما تشرق الشمس، کی یشاهد الجمال واللطافة ورحمة الخالق الواسعة وهی تعمر کلّ مکان.

وقد تکون الاستفادة من کلمة (غیث) بسبب أنّ لها جذوراً مشترکة مع (غوث) المأخوذة من الإغاثة، ولهذا السبب فإنّ بعض المفسّرین اعتبر الکلمة أعلاه إشارة إلى أىّ إغاثة من قبل الخالق بعد الیأس ونشر رحمته(2).

ولهذه المناسبة ـ أیضاًـ فإنّ الآیة التی بعدها تتحدّث عن أهم آیات علم وقدرة الخالق، حیث تقول: (ومن آیاته خلق السّماوات والأرض وما بث فیهما من دابة).

فالسموات بعظمتها، بمجرّاتها وکواکبها، بملایین الملایین من النجوم العظیمة اللامعة، بنظامها الدقیق الذی یبهت الإنسان عند مطالعته لها، والأرض بمنابعها الحیاتیة ونباتاتها المتنوعة والورود والفواکه بمختلف البرکات والمواهب والجمال! کلها تعتبر آیات وعلائم تدل علیه... هذا من جانب.

ومن جانب آخر فالأحیاء فی الأرض والسماء، کأنواع الطیور، ومئات الآلاف من الحشرات، وأنواع الحیوانات الألیفة والمتوحشة، والزواحف، والأسماک بأنواعها وأحجامها، والعجائب المختلفة الموجودة فی کلّ نوع من هذه الأنواع، والأهم من ذلک حقیقة (الحیاة) وأسرارها التی لم یستطع أحد التوصل إلى کنهها بعد آلاف السنین من البحوث لملایین العلماء، کلّ ذلک هو من آیات الخالق.

والملفت للنظر أنّ (دابة) تشمل الکائنات الحیة المجهریة التی لها حرکات لطیفة وعجیبة، وتشمل الحیوانات الکبیرة العملاقة التی یصل طولها إلى عشرات الأمتار ووزنها إلى عشرات الأطنان، فکل صنف یسبّح على طریقته الخاصّة ویحمد الخالق، ویبیّن عظمته تعالى وقدرته وعلمه اللامحدود، بلسان حاله.

وتقول الآیة فی نهایتها: (وهو على جمعهم إذا یشاء قدیر)(3).

أمّا ما هو المقصود من جمع الأحیاء الذی تذکره هذه الآیة؟ فقد ذکر العدید من المفسّرین أنّه الجمع للحساب وجزاء الأعمال فی القیامة، ویمکن اعتبار الآیات التی تذکر القیامة بعنوان (یوم الجمع) دلیلا على هذا المعنى (مثل الآیة 7 من نفس هذه السورة والآیة 9 من سورة التغابن).

سؤال: وهنا قد یطرح هذا السؤال وهو: هل أنّ جمیع الأحیاء سیحشرون یوم القیامة، حتى غیر الإنسان؟ حیث یقال أحیاناً أنّ کلمة (دابة) تطلق على غیر الإنسان، وهنا ستُطرح هذه المشکلة وهی کیف ستحشر الأحیاء من غیر الإنسان للحساب، فی حین أنّها لا تتمتع بعقل ولا اختیار ولا تکلیف؟

الجواب: وقد ورد جواب هذا السؤال فی نهایة الآیة 38 من سورة الأنعام: (وما من دابّة فی الأرض ولا طائر یطیر بجناحیه إلا أمم أمثالکم ما فرطنا فی الکتاب من شیء ثمّ إلى ربهم یحشرون).

وقلنا أنّ حیاة العدید من الحیوانات مقترنة مع نظام بدیع وعجیب، فما المانع من أن تکون أعمالها نتاج نوع من العقل والشعور فیها؟ وهل هناک ضرورة لإرجاع جمیع هذه الاُمور إلى الغریزة؟ وفی هذه الحالة یمکن تصوّر نوع من الحشر والحساب لها (اقرأ شرحاً أکثر لهذا الموضوع فی ذیل تفسیر الآیة 38 من سورة الأنعام).

ویحتمل فی تفسیر الآیة أعلاه أنّ المقصود من (الجمع) الجانب المقابل  لـ (بث)، أی أنّ (بث) تشیر إلى خلق أنواع الکائنات الحیة باختلافها، ثمّ إذا شاء الخالق (جمعها) وأفناها. فکما أنّ العدید من الأحیاء ـ (على مدى التاریخ) ـ انتشرت بشکل عجیب، ثمّ انقرضت واختفت فیما بعد، کذلک جمعها وإبادتها یکون بید الخالق، فهی فی الحقیقة تشبه الآیات التی تقول: یحیی ویمیت (أی الخالق).

وبهذا فإنّ قضیة حساب الحیوانات سوف تکون أجنبیة عن هذه الآیة.


1. الزّمر، 53.
2. یقول الراغب فی مفرداته: الغوث یقال فی النصرة، والغیث فی المطر.
3. (إذ) وکما یقول صاحب الکشاف، تدخل على الفعل المضارع کما تدخل على الفعل الماضی، مثل (واللیل إذا یغشى)ولکن الفعل أکثر ما یکون بعد (إذا) على شکل الماضی وقلیل جداً على المضارع.
المترفون الباغونالنجوم السماویة الآهلة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma