یقبل التوبة عن عباده

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 12
سورة الشورى / الآیة 24 ـ 26 سورة الشورى / الآیة 27 ـ 31

هذه الآیات تعتبر استمراراً للآیات السابقة فی موضوع الرسالة وأجرها، ومودّة ذوی القربى وأهل البیت(علیهم السلام).

فأوّل آیة تقول: إنّ هؤلاء القوم لا یقبلون الوحی الإلهی، بل: (أم یقولون افترى على الله کذب) وهذا الإعتقاد ولید أفکارهم حیث ینسبونه إلى الخالق.

فی حین: (فإن یشاء الله یختم على قلبک) ویجرّدک من قابلیة إظهار هذه الآیات.

وفی الحقیقة، فإنّ هذا الأمر إشارة إلى الاستدلال المنطقی المعروف، وهو أنّه إذا ادعى شخص النبوة، وجاء بالآیات البینات والمعاجز، وشمله النصر الإلهی، فلو کذب على الخالق فإنّ الحکمة الإلهیّة تقتضی سحب المعاجز منه وفضحه وعدم حمایته، کما ورد فی الآیات 44 إلى 46 من سورة الحاقة: (ولو تقوّل علینا بعض الأقاویل * لأخذنامنه بالیمین * ثمّ لقطعنا منه الوتین).

وقد ذکر بعض المفسّرین احتمالات اُخرى فی تفسیر هذه الجملة، إلاّ أنّ ما قلناه أعلاه هو أفضل وأوضح التفاسیر کما یظهر.

ونلاحظ أیضاً أنّ إحدى التهم التی نسبها الکفار والمشرکون إلى الرّسول(صلى الله علیه وآله) هی أنّه یعتبر أجر الرسالة فی مودّة أهل بیته وأنّه یکذب على الخالق فی هذا الأمر: (جاء ذلک وفقاً

للبحث فی الآیات السابقة) إلاّ أنّ الآیة أعلاه نفت هذه التهمة عنه(صلى الله علیه وآله).

ولکن بالرغم من هذا، فإنّ مفهوم الآیة لا یختص بهذا المعنى، فأعداء الرّسول کانوا یتهمونه بهذه التهمة فی کلّ القرآن والوحی کما تقول الآیات القرآنیة الاُخرى، حیث نقرأ فی الآیة 38 من سورة یونس: (أم یقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله).

وورد نفس هذا المعنى باختلاف بسیط فی الآیات 13 و35 من سورة هود، وقسم آخر من الآیات القرآنیة، حیث إنّ هذه الآیات دلیل لما انتخبناه من تفسیر للآیة أعلاه.

ثم تقول الآیة لتأکید هذا الموضوع: (ویمح الله الباطل ویحق الحق بکلماته)(1).

فهذه هی مسؤولیة الخالق فی توضیح الحق وفضح الباطل وفقاً لحکمته، وإلاّ فکیف یسمح لشخص بالکذب علیه وفی نفس الوقت ینصره ویظهر على یدیه المعاجز؟

کما أنّ من الاخطاء الکبیرة أن یتصور بعض المشرکین قیام الرّسول(صلى الله علیه وآله) بهذا العمل مُخفیاً ذلک عن علم الخالق: (إنّه علیم بذات الصدور).

وکما قلنا فی تفسیر الآیة 38 من سورة فاطر،فإنّ (ذات) لا تعنی فی اللغة العربیة عین الأشیاء وحقیقتها، بل هو مصطلح من قبل الفلاسفة(2)، حیث إنّ ذات تعنی، (الصاحب)، عندها سیکون مفهوم جملة: (إنه علیم بذات الصدور) إنّ الخالق علیم بالأفکار والعقائد المسیطرة على القلوب، وکأنّما هی صاحبة هذا القلب ومالکته.

وهذه إشارة لطیفة إلى استقرار الأفکار وحاکمیتها على قلوب وأرواح الناس (فدقق فی ذلک).

وبما أنّ الخالق یبقی طریق الرجعة مفتوحاً أمام العباد، لذا فإنّ الآیات القرآنیة بعد ذم أعمال المشرکین والمذنبین القبیحة تشیر إلى أنّ الابواب التوبة مفتوحة دائماً، ولذا تقول الآیة محل البحث: (وهو الذی یقبل التوبة عن عباده ویعفو عن السّیّئات).

إلاّ أنّکم إذا تظاهرتم بالتوبة وأخفیتم أعمالا اُخرى، فلا تتصوروا أنّ ذلک یخفى عن علم الخالق، لأنّه: (ویعلم ما تفعلون).

وقلنا فی سبب النّزول الذی ذکرناه فی بدایة الآیات السابقة، أنّه بعد نزول آیة المودّة، قال بعض المنافقین وضعفاء الإیمان: إنّ هذا الکلام افتراه محمّد على الخالق، ویرید به أن یذلّنا بعده لأقربائه، عندها نزلت آیة: (أم یقولون افترى على الله کذب) ردّاً علیهم، وعندما علموا بنزول هذه الآیة ندم بعضهم وبکى وبات قلق البال، فی ذلک الوقت نزلت الآیة: (وهو الذی یقبل التوبة...)وبشّرتهم بغفران الذنب إذا تابوا إلى الله توبةً نصوحاً.

أمّا آخر آیة فتوضّح الجزاء العظیم للمؤمنین، والعذاب الألیم للکافرین فی جمل قصیرة فتقول: إنّ الله تعالى یستجیب لدعاء المؤمنین وطلباتهم: (ویستجیب الذین آمنوا وعملوا الصالحات). بل: (ویزیدهم من فضله)وسوف یعطیهم ما لم یطلبوا: (والکافرون لهم عذاب شدید).

وتقدم ذکر تفاسیر مختلفة للأمر الذی سیستجیبه للمؤمنین، حیث حدّد بعض المفسّرین ذلک فی طلبات معیّنة، منها:

أنّه سیستجیب دعاء المؤمنین أحدهم للآخر.

ومنها أنّه سیقبل عباداتهم وطاعاتهم.

ومنها أنّ ذلک مختص بشفاعتهم لاخوانهم.

ولکن لا یوجد أىّ دلیل على هذا التحدید، حیث إنّ الخالق سیستجیب لأىّ طلب للمؤمنین الذین یعملون الصالحات والأکثر من ذلک فإنّه سیهبهم من فضله اُموراً قد لا تخطر على بالهم ولم یطلبوها، وهذا غایة اللطف والرحمة الإلهیّة بخصوص المؤمنین.

وورد فی حدیث عن الإمام الصادق(علیه السلام) عن الرّسول الأکرم(صلى الله علیه وآله) فی تفسیر: (ویزیدهم من فضله): «الشفاعة لمن وجبت له النّار ممن أحسن إلیهم فی الدنیا»(3).

ولا یعنی هذا الحدیث العظیم فی معناه اقتصار الفضل الإلهی بهذا الأمر فحسب، بل یعتبر أحد مصادیقه الواضحة.


1. لاحظوا أنّ «یمح» هی فی الأصل کانت (یمحو) حیث سقطت الواو لأنّ الرسم القرآنی ـ عادة ـ هکذا، مثل (ویدع الإنسان بالشر) الإسراء، 11 (وسندع الزبانیة) العلق، 18، إلاّ أنّه وفقاً للرسم الحدیث فإنّ الواو تذکر فی جمیع هذه الکلمات، إلاّ أنّها تحذف فی القرآن غالباً.
2. راجع مفردات الراغب.
3. تفسیر مجمع البیان، ج 9، ص 46، ذیل الآیات مورد البحث.
سورة الشورى / الآیة 24 ـ 26 سورة الشورى / الآیة 27 ـ 31
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma