فی الروایات الإسلامیة الواردة فی تفسیر الآیة الأخیرة من سورة الفتح تأکید لا مزید علیه على قوله تعالى: (رحماء بینهم) ومن بین هذه الروایات ما نقرأه عن الإمام الصادق(علیه السلام): «المسلم أخو المسلم، لا یظلمه ولا یخذله ولا یخونه ویحقّ على المسلم الإجتهاد فی التواصل والتعاون على التعاطف والمواساة لأهل الحاجة وتعاطف بعضهم على بعض، حتى تکونوا کما أمرکم الله عزَّ وجلَّ رحماء بینکم متراحمین، مغتّمین لما غاب عنکم من أمرهم على ما مضى علیه معشر الأنصار على عهد رسول الله»(1).
إلاّ أنّ العجیب أنّ المسلمین فی هذا العصر لا یقتدون بتعالیم هذه الآیة المؤثرة وما تنقله من خصائص أصحاب رسول الله والمؤمنین الصادقین، وربّما تحامل بعضهم على بعض وأثار الحفیظة وسفک الدماء وهو ما لم یفعله أعداء الإسلام أحیاناً...
وربّما ارتبطوا بالکفّار وأنشأوا علائق المحبّة حتى تظن أنّهم إخوان من أصل واحد ونسب واحد.
فلا خبر عن الرکوع والسجود ولا النیّات الخالصة ولا ابتغاء فضل الله ولا آثار السجود فی سیماهم ولا الزرع الذی أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه!!
والعجیب أیضاً... أنّه کلّما ابتعدنا عن الأصول القرآنیة هذه منینا بالذل والنکبة أکثر فأکثر ومع ذلک لا نلتفت من أین نؤکل؟! وما تزال حمیّة الجاهلیة تصدّنا عن التفکیر وإعادة النظر والعودة نحو القرآن...
اللّهمَّ نبّهنا من نومة الغافلین!...
اللّهمَّ وفّقنا أن نحیى فیها خلال أصحاب رسول الله وصفاتهم التی ذکرتها هذه الآیات البیّنات...
اللّهمَّ ارزقنا الشدّة على أعدائنا والرحمة فیما بیننا والتسلیم لأمرک، والإهتمام الى ما تولیه إیّانا من العنایات الخاصّة والجد والسعی إلى النهوض بالمجتمع الإسلامی إلى الخیر والإزدهار.
اللّهمَّ ارزقنا فتحاً مبیناً یتحرّک فی ظلّه المجتمع الإسلامی وأن نوفّق إلى نشر تعالیم هذا الدین القویم الذی یهب الحیاة للناس فی هذا العصر الذی هو أحوج الى المعنویات من أی وقت آخر، وأن نفتح کلّ یوم قلوباً جدیدة إلى نور الإسلام...
آمین یا ربّ العالمین
نهایة سورة الفتح
1. أصول الکافی، طبقاً لتفسیر نور الثقلین، ج 5، ص 77، ح 91.
