بحوث

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 13
رؤیا النّبی الصادقة:عمرة القضاء:

وفی الآیة الکریمة عدّة ملاحظات تلفت النظر:

ینبغی الإلتفات إلى أنّ «اللام» فی (لتدخلنّ) هی لام القسم، وأنّ «النون» فی آخر الفعل هی للتوکید، بأنّ هذا هو وعد إلهی قطعی فی المستقبل وتنبؤ معجز صریح عن أداء المناسک والعمرة فی کامل الأمان ومنتهى الطمأنینة ـ وکما سنبیّن ـ کان هذا التوقّع والتنبّؤ صادقاً فی شهر ذی القعدة ذاته من السنة المقبلة، وهکذا أدّى المسلمون مناسک العمرة بهذه الصورة!

جملة (إن شاء الله) هنا لعلّها نوع من تعلیم العباد لکی یعوّلوا على مشیئة الله عند الإخبار عن المستقبل وأن لا ینسوا إرادة الله، وأن لا یجدوا أنفسهم غیر محتاجین أو مستقلّین عنه، وربّما هی إشارة للظروف التی یهیّؤها الله لهذا التوفیق «توفیق الله المسلمین لزیارة بیته فی المستقبل القریب» والبقاء على خط «التوحید والسکینة والتقوى»...

کما یمکن أن تکون إشارة إلى بعض المسلمین الذین تنتهی أعمارهم فی هذه الفترة والفاصلة الزمانیة ولا یوفّقون إلى زیارة بیت الله، والجمع بین هذه المعانی کلها لا مانع منه أبداً...

التعبیر بـ (فتحاً قریب) کما یعتقد کثیرٌ من المفسّرین هو إشارة إلى صلح الحدیبیّة الذی عبّر عنه القرآن بالفتح المبین، ونعرف أنّ هذا الفتح کان السبیل إلى دخول المسجد الحرام فی السنة التالیة.

على حین أنّ جماعة آخرین یعتقدون أنّ (فتحاً قریب) إشارة إلى «فتح خیبر».

وبالطبع فإنّ کلمة (قریب) فیها تناسبٌ أکثر مع «فتح خیبر» لأنّه کان ـ «تحقّقه العینی» بعد هذه الرؤیا فی فترة أقل زمناً من فتح مکّة بعدها، ثمّ بعد هذا فإنّ القرآن یقول فی الآیة 18 من هذه السورة ذاتها عند الکلام على بیعة الرضوان: (فأنزل السّکینة علیهم وأثابهم فتحاً قریب). وکما قلنا ـ ویعتقد بذلک أکثر المفسّرین أیضاً ـ أنّ المراد من هذا الفتح هو «فتح خیبر» والقرائن الموجودة فی الآیة تحکی عن هذا الفتح أیضاً، ومع الإلتفات إلى أنّ الآیة محل البحث تنسجم مع تلک الآیة فیبدو أنّ الآیتین بمعنى واحد...(1).

وفی تفسیر علی بن إبراهیم روایة تشیر إلى هذا المعنى أیض(2).

جملة «محلّقین رؤوسکم ومقصّرین» إشارة إلى واحد من مناسک العمرة وآدابها وهو «التقصیر» وبه یخرج المحرم من إحرامه وقد استدل بعضهم بالآیة فی التخییر عند الخروج من الإحرام بین التقصیر فی تقلیم الأظافر والحلق، لأنّ الجمع بینهما لیس واجباً قطعاً.

جملة «فعلم ما لم تعلموا» إشارة إلى مسائل مهمّة مطویة فی صلح الحدیبیّة وقد انکشفت بمرور الزمن ـ إذ قویت قواعد الإسلام وانتشر صوته وترامت اصداؤه فی کلّ مکان وطُویت نزعة الحرب عند المسلمین واستطاعوا أن یفتحوا «خیبر» بفارغ البال وقرار البلبال، وأرسلوا المبلّغین إلى أطراف الجزیرة العربیة وبعث النّبی(صلى الله علیه وآله) رسائله إلى أعاظم رؤوساء الدول آنئذ، فهذه مسائل کان الفرد المسلم لا یعرفها لکنّ الله کان یعلمها...

نواجه فی هذه الآیة الکریمة موضوع الرؤیا، وهی رؤیا النّبی(صلى الله علیه وآله) الصادقة التی تعدّ (غصناً من غصون) الوحی وهی مشابهة لقصة رؤیا إبراهیم(علیه السلام) وذبح ولده إسماعیل الواردة فی سورة الصافات الآیة 102.

«ولمزید الإیضاح وتفصیل البیان حول الرؤیا وتعبیر الأحلام من المناسب مراجعة تفسیر سورة یوسف فی هذا التّفسیر».

الآیة محل البحث واحدة من المسائل الغیبیة التی أخبر عنها القرآن، وهی شاهد على أنّ هذا الکتاب سماویّ وأنّه من معاجز النّبی الکریم حیث یخبرُ قاطعاً عن أداء مناسک العمرة ودخول المسجد الحرام فی المستقبل القریب وعن الفتح القریب قبله أیضاً، وکما نعلم أنّ هذین التنبّؤین قد حدثا فعلاً، وقد ذکرنا قصة «فتح خیبر» والآن نتحدّث عن قصة «عمرة القضاء»:


1. التعبیر بـ (من دون ذلک) إمّا بمعنى قبل ذلک، أی قبل أداء العمرة یفتح الله علیکم فتحاً قریباً فی السنة المقبلة، أو بمعنى «غیر ذلک» أی سینال المؤمنون فتحاً قریباً غیر زیارة بیت الله والعمرة أیضاً.
2. تفسیر نورالثقلین، ج 5، ص 76، ح 84.
رؤیا النّبی الصادقة:عمرة القضاء:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma