ما هی حمیّة الجاهلیة؟!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 13
التعصّب «وحمیة الجاهلیة» أکبر سدٍّ فی طریق الکفّار:سورة الفتح / الآیة 27

قلنا أنّ «الحمیّة» فی الأصل من مادة «حَمِی» ومعناها الحرارة، ثمّ صارت تستعمل فی معنى الغضب، ثمّ استعملت فی النخوة والتعصّب الممزوج بالغضب أیضاً..

وهذه الکلمة قد تستعمل فی هذا المعنى المذموم «مقرونة بالجاهلیة أو بدونها» بعض الأحیان، وقد تستعمل فی المدح حیناً آخر، فتکون عندئذ بمعنى التعصّب فی الاُمور الإیجابیة البنّاءة!

یقول الإمام أمیر المؤمنین(علیه السلام) حین انتقده بعض أصحابه المعاندین: «مُنیت بمن لا یطیع إذا أمرت ولا یجیب إذا دعوت أما دین یجمعکم ولا حمیّة تحشمکم»(1).

غیر أنّ هذه الکلمة غالباً ما ترد فی الذم کما ذکرها الإمام علی(علیه السلام) مراراً فی خطبته القاصعة ذامّاً بها إبلیس إمام المستکبرین: «صدّقه به أبناءُ الحمیة وأخوان العصبیة وفرسان الکبر والجاهلیة»(2).

وفی مکان آخر من هذه الخطبة یقول محذّراً من العصبیات الجاهلیة: «فاطفئوا ما کمن فی قلوبکم من نیران العصبیة وأحقاد الجاهلیة فإنّما تلک الحمیة تکون فی المسلم من خطرات الشیطان ونخواته ونزعاته ونفثاته»(3).

وعلى کلّ حال فلا شکّ أنّ وجود مثل هذه الحالة فی الفرد أو المجتمع باعث على تخّلف ذلک المجتمع وتکبیل العقل والفکر الإنسانی ومنعه من الإدراک الصحیح والتشخیص السالم... وربّما تذرُ جمیع مصالحه مع الریاح!...

وأساساً فإنّ انتقال السنن الخاطئة من جیل لآخر ومن قوم لآخرین ما کان إلاّ فی ظل هذه الحمیّة المشؤومة، ومقاومة الأمم للأنبیاء والقادة غالباً ما تکون عن هذه السبیل أیضاً...

یُنقل عن الإمام علی بن الحسین حین سئل عن «العصبیة» أنّه قال(علیه السلام): «العصبیة التی یأثم علیها صاحبها أن یرى شرار قومه خیراً من خیار قوم آخرین ولیس من العصبیة أن یحب الرجل قومه ولکن من العصبیة أن یعین قومه على الظلم»(4).

إنّ خیر سبیل لمقاومة هذه السجیة السیئة والنجاة من هذه المهلکة العظمى السعی والجد لرفع المستوى الثقافی والفکری وإیمان کلّ قوم وجماعة..

وفی الحقیقة إنّ القرآن عالج هذا المرض بالآیة المتقدّمة ـ محل البحث ـ حیث یتحدّث عن المؤمنین ذوی السکینة والتقوى، فحیث توجد التقوى فلا توجد حمیّة الجاهلیة، وحیث توجد حمیّة الجاهلیة فلا تقوى ولا سکینة.


1. نهج البلاغة. الخطبة 39.
2. المصدر السابق، الخطبة 192.
3. المصدر السابق.
4. تفسیر نور الثقلین، ج 5، ص 73، ح 70.
التعصّب «وحمیة الجاهلیة» أکبر سدٍّ فی طریق الکفّار:سورة الفتح / الآیة 27
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma