لا تستعجلوا بالساعة!!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 12
سورة الشورى / الآیة 16 ـ 18 سورة الشورى / الآیة 19 ـ 20

الآیات السابقة کانت تتحدّث عن واجبات النّبی(صلى الله علیه وآله)، کاحترامه لمحتوى الکتب السماویة، وتطبیق العدالة بین جمیع الناس وترک أىّ محاججة أو خصومة بینه وبینهم، أمّا الآیات التی نبحثها، فلکی تکمّل البحث السابق وتثبت أنّ حقانیة نبیّ الإسلام لا تحتاج إلى دلیل، تقول: (والذین یحاجون فی الله من بعد ما استجیب له حجتهم داحضة عند ربّهم) وبما أنّ نقاشهم ومحاججتهم لیس لکشف الحقیقة، بل للعناد والإصرار تقول الآیة (وعلیهم غضب).

(ولهم عذاب شدید) لعدم وجود غیر هذا الجزاء للمعاندین.

وقد ذکر المفسّرون تفاسیر مختلفة حول المقصود من جملة: (من بعد ما استجیب له).

فقالوا: إنّ المقصود هو استجابة عامة الناس من ذوی القلوب الطاهرة، والذین لیست لهم نوایا خبیثة، ویستسلمون للحق ویخضعون له مستلهمین ذلک من الفطرة الإلهیّة ومشاهدة محتوى الوحی والمعاجز المختلفة للنبی الأکرم(صلى الله علیه وآله).

وقد یکون المقصود بها استجابة دعاء الرّسول(صلى الله علیه وآله) بحق معارضیه کما فی معرکة بدر،

حیث أدّى ذلک إلى فناء قسم عظیم من جیش العدو وانکسار شوکته.

وأحیاناً اعتبروا ذلک إشارة إلى قبول أهل الکتاب، حیث کانوا ینتظرون نبیّ الإسلام(صلى الله علیه وآله) قبل ظهوره، ویذکرون علامات ظهوره للناس من خلال کتبهم، وکانوا یظهرون الإیمان والحب له، إلاّ أنّه بعد ظهور الإسلام أنکروا کلّ ذلک، لأنّ مصالحهم غیر المشروعة أصبحت فی خطر.

ویبدو أنّ التّفسیر الأوّل هو الأفضل، لأنّ التّفسیر الثّانی یقتضی أن تکون هذه الآیات نازلة بعد معرکة بدر، فی حین أنّه لا دلیل على هذا الأمر، ویظهر أنّ جمیع هذه الآیات نزلت فی مکّة.

والتّفسیر الثّالث لا یتلاءم مع اُسلوب الآیة، لأنّه یجب أن یقال: «من بعدما استجابوا له».

إضافةً إلى أنّ ظاهر جملة: (یحاجّون فی الله) یشیر إلى محاججة المشرکین بخصوص الخالق، ولیس أهل الکتاب بالنسبة إلى النّبی(صلى الله علیه وآله) ولکن ما هی المواضیع المطروحة المشار إلیها فی هذه المحاججة الباطلة؟ هناک اختلاف بین المفسّرین:

فقال البعض: إنّ المقصود هو ادعاء الیهود الذین یقولون بأنّ دینهم کان موجوداً قبل الإسلام وإنّ أسبقیته دلیلٌ على أفضلیته.

أو ما دمتم تدّعون الوحدة فتعالوا وآمنوا بدین موسى(علیه السلام) لأنّ الطرفین یقبلانه.

ولکن ـ کما قلناـ فإنّ من المستبعد أن یکون الکلام فی هذه الآیات مع الیهود أو أهل اکتاب، لأنّ «المحاججة فی الله» أکثر ما تخص المشرکین، لذا فإنّ الجملة أعلاه تشیر إلى الأدلة الواهیة للمشرکین فی قبولهم بالشرک، والتی منها شفاعة الأصنام أو اتباع دین الآباء والأجداد.

على أیّة حال، فالمعاندون الذین یصرّون على عنادهم بعد وضوح الحق، سیفتضح أمرهم بین خلق الله، وسیشملهم غضب الخالق فی هذا العالم والعالم الآخر.

ثم یشیر القرآن إلى أحد أدلة التوحید وقدرة الخالق، وفی نفس الوقت یتضمّن إثبات النبوة حیال المتحاججین ذوی المنطق الواهی، حیث تقول الآیة: (الله الذی أنزل الکتاب بالحق والمیزان).

«الحق» کلمة جامعة تشمل المعارف والعقائد الحقة، والأخبار الصحیحة والبرامج

المتطابقة مع الحاجة الفطریة والاجتماعیة، وما شابه ذلک، لأنّ الحق هو الشیء الموجود الذی یطابق مصداقه الخارجی، ولیس له جنبة ذهنیة وخیالیة.

وأمّا «المیزان» فله معنى عام فی مثل هذه الموارد، بالرغم من أنّ معناه اللغوی هو وسیلة لقیاس الوزن، إلاّ أنّه فی معناه الکنائی یطلق على أىّ معیار للقیاس الصحیح، وحتى شخص الرّسول(صلى الله علیه وآله) والأئمّة(علیهم السلام)، حیث أنّ وجودهم معیار لتشخیص الحق من الباطل ومیزان یوم القیامة، والمیزان فی القیامة یراد به هذا المعنى.

بناءً على هذا فإنّ الخالق أنزل کتاباً على نبیّ الإسلام(صلى الله علیه وآله) بحیث یعتبر هو الحق، والمیزان للتقییم، والتدقیق فی محتوى هذا الکتاب سواء معارفه وعقائده، واستدلالاته المنطقیة، أو قوانینه الاجتماعیة، وحتى برامجه لتهذیب النفوس وتکامل البشر... کلّ ذلک یعتبر دلیلا على حقانیته.

إنّ هذا المحتوى العظیم ـ بهذا العمق ـ من شخص اُمّی لا یعرف القراءة والکتابة، وقد نشأ فی مجتمع یعتبر من أکثر المجتمعات تخلّفاً، یعتبر بحدّ ذاته دلیلا على عظمة الخالق، ووجود عالم ما وراء الطبیعة، وحقانیة من جاءبه.

وهکذا فإنّ الجملة أعلاه تعتبر جواباً للمشرکین ولأهل الکتاب.

وبما أنّ نتیجة کلّ هذه الاُمور، خاصّة ظهور الحق بشکل کامل وتحقق العدالة وإقامة المیزان تتّضح فی یوم القیامة، لذا فإنّ الآیة تقول فی نهایتها: (وما یدریک لعل الساعة قریب).

فالقیامة عندما تقام یحضر الجمیع فی محکمة عدله، ویواجهون المیزان الذی یقیس حتى حبّة الخردل أو أصغر منها.

ثم یشیر القرآن إلى موقف الکفار والمؤمنین حیال القیامة، فتقول الآیة: (یستعجل بها الذین لا یؤمنون به).

فهؤلاء لا یقولون ذلک بسبب عشقهم للقیامة والوصول إلى لقاء المحبوب، أبداً، إنّ کلامهم هذا من قبیل الاستهزاء والإنکار، ولو کانوا یعلمون ما سیحل علیهم یوم القیامة لم یطلبوا مثل هذا الأمر.

(والذین آمنوا مشفقون منها ویعلمون أنّها الحق)(1).

طبعاً لحظة قیام القیامة خافیة على الجمیع، حتى بالنسبة للأنبیاء المرسلین والملائکة المقرّبین، لیکون هذا الأمر اُسلوباً تربویاً مستمراً للمؤمنین، واختباراً واتمام حجة للمنکرین، ولکن لا یوجد أىّ شک فی أصل وقوعها.

ومن هنا یتّضح مدى التأثیر التربوی العمیق للإیمان بالقیامة ومحکمة العدل الإلهی الکبیرة على المؤمنین خاصّة وفی احتمالهم حصول هذا الأمر فی أیّة لحظة من اللحظات.

وکإعلان عام، تقول الآیة فی نهایتها: (ألا إن الذین یمارون فی الساعة لفی ضلال بعید)لأنّ نظام هذا العالم یعتبر ـ بحدّ ذاته ـ دلیلا على أنّه مقدمة لعالم آخر وبدونه سیکون خلق هذا العالم عبثاً ولیس له أىّ معنى، وهذا لا یتناسب مع حکمة الخالق ولا مع عدالته.

وتشیر عبارة (ضلال بعید) إلى أنّ الإنسان قد یضل الطریق أحیاناً، إلاّ أنّه لا یبتعد عنه کثیراً، وبقلیل من البحث والجهد یمکنه أن یکتشف الطریق وأحیاناً یکون البعد کبیراً جداً بحیث یصعب ـ أو یستحیل ـ علیه العثور على الطریق مرّة اُخرى.

والطریف فی الأمر أنّنا نقرأ فی حدیث عن النّبی الأکرم(صلى الله علیه وآله): «سأل رجل رسول الله فی إحدى سفراته وبصوت مرتفع: یا محمّد...، فأجابه الرّسول(صلى الله علیه وآله) وبصوت مرتفع مثل صوته «ما تقول؟».

قال الرجل: متى الساعة؟

قال الرّسول(صلى الله علیه وآله): «إنّها کائنة فما أعددت لها؟».

قال الرجل: حبّ الله ورسوله!

قال الرّسول(صلى الله علیه وآله): «أنت مع من أحببت»(2).


1. «مشفقون» من کلمة «إشفاق» وتعنی العلاقة المقترنة مع الخوف، فمتى ما تعدّت بحرف (من) یطغى جانب الخوف علیها، وعندما تتعدّى بحرف (على) یطغى جانب الإنتباه والمراقبة علیها، ولذا فإنّ الإنسان یقول لصاحبه وصدیقه: «أنا مشفق علیک» (تفسیر روح المعانی ومفردات الراغب).
2. تفسیر المراغی، ج 25، ص 32.
سورة الشورى / الآیة 16 ـ 18 سورة الشورى / الآیة 19 ـ 20
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma