إنّ إطلاق اسم «الشورى» على هذه السورة المبارکة یعود إلى محتوى الآیة 38 منها والتی تدعو المسلمین إلى المشورة فی اُمورهم.
ولکن بالإضافة إلى هذا الموضوع، وإلى ما تتضمّنهُ السورة من بحوث ومضامین السور المکّیة من بحث فی المبدأ والمعاد، والقرآن والنبوّة، فإنّها تتناول قضایا اُخرى یمکن الإشارة إلیها مختصراً بما یلی من نقاط:
القسم الأوّل: وهو أهم أقسام السورة، یشتمل البحث فیه على قضیة الوحی الذی یمثل طریق ارتباط الأنبیاء(علیهم السلام) بالله تبارک وتعالى.
والملاحظ أنّ هذا الموضوع یلقی بظلاله على جمیع أجزاء السورة، فالسورة تبدأ بالإشارة إلیه وتنتهی به أیضاً.
وکامتداد لهذا الموضوع تثیر السورة بحوثاً حول القرآن ونبوة نبیّ الإسلام وبدایة الرسالة منذ أیام نبیّ الله نوح(علیه السلام).
القسم الثّانی: إشارات عمیقة المعنى إلى دلائل التوحید، وآیات الله فی الآفاق والأنفس التی تکمِّل البحث فی موضوع الوحی.
وفی هذا القسم ثمّة بحوث حول توحید الربوبیة.
القسم الثّالث: فی السورة إشارات إلى قضیة المعاد ومصیر الکفّار فی القیامة. وهو محدود قیاساً إلى الأقسام الاُخرى.
القسم الرابع: تشتمل السورة على مجموعة من البحوث الأخلاقیة التی تعکسها السورة بشکل خاص ودقیق، فهی تدعو أحیاناً إلى ملکات خاصّة مثل الاستقامة والتوبة والعفو والصبر وإطفاء نار الغضب.
وتنهى فی المقابل عن الرذیلة، والطغیان فی مقابل النعم الإلهیّة، أو العناد وعبادة الدنیا،
وکذلک تنهى عن الفزع والجزع عند ظهور المشاکل.
إنّ السورة تنطوی على مجموعة متکاملة من دروس الهدى هی فی الواقع شفاء للصدور ومسالک نور فی طریق الحق.
