أوّلا: الإختیار والعدالة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 12
کتاب الهدایة والشفاءثانیاً: الذنوب وسلب النعم

قوله تعالى: (وماربّک بظلاّم للعبید) دلیل واضح على قانون الإختیار وحریة الإرادة، وفیه حقیقة أنّ الله لا یعاقب أحداً بدون سبب، ولا یزید فی عقاب أحد دون دلیل، فسیاستهُ فی عباده العدالة المحضة، لأنّ الظلم یکون بسبب النقص والجهل والأهواء النفسیة، والذات الإلهیّة المقدسة منزّهة عن کلّ هذه العیوب والنواقص.

کلمة «ظلاّم» والتی هی صیغة مبالغة بمعنى «کثیر الظلم»، یمکن أن تشیر ـ هنا وفی آیات قرآنیة اُخرى ـ إلى أنّ العقاب دون سبب من قبل الخالق العظیم یعتبر مصداقاً للظلم الکثیر، لأنّه تعالى منزّه عن هذا الفعل.

وذهب بعضهم إلى أنّ الله تعالى لهُ عباد کثیرون، فلو أراد أن یظلم کلّ واحد منهم بجزء یسیر قلیل، عندها سیکون مصداقاً لـ«ظلاّم».

وهذان التّفسیران لا یتعارضان فیما بینهما.

المهم هنا أنّ القرآن وفی هذه الآیات البینات نفى الجبر الذی یؤدّی الى إشاعة الفساد وإرتکاب أنواع القبائح، والاعتقاد به یؤدّی إلى إلغاء أىّ نوع من المسؤولیة والتکلیف، بینما الجمیع مسؤولون عن أعمالهم، نتائجها تعود بالدرجة الأولى علیهم.

لذلک نقرأ فی حدیث عن الإمام علی بن موسى الرض(علیه السلام) فی الإجابة على هذا السؤال: هل یجبر الله عباده على المعاصی؟

فقال: «لا، بل یخیرهم ویمهلهم حتى یتوبوا».

فسئل(علیه السلام) مجدداً: هل کلّف عباده ما لا یطیقون؟

أجاب الإمام(علیه السلام): «کیف یفعل ذلک وهو یقول:(وما ربّک بظلام للعبید)».

ثم أضاف الإمام الرض(علیه السلام): «إنّ أبی، موسى بن جعفر نقل عن أبیه جعفر بن محمّد من زعم أنّ الله یجبر عباده على المعاصی أو یکلّفهم ما لا یطیقون فلا تأکلوا ذبیحته، ولا تقبلوا شهادته،

ولا تصلّوا وراءه ولا تعطوه من الزکاة شیئاً»(1).

إنّ هذا الحدیث الشریف یشیر ـ ضمناً ـ إلى هذه الملاحظة الدقیقة. وهی إنّ الجبریین ینتهون فی عقیدتهم إلى القول بـ «التکلیف بما لا یطاق» لأنّ الإنسان إذا کان مجبوراً على الذنب من ناحیة، وممنوعاً عنه من ناحیة اُخرى، فهذا یکون مصداقاً واضحاً للتکلیف بما لا یُطاق.


1. عیون أخبار الرضا، نقلا عن تفسیر نورالثقلین، ج 4، ص 555; وسائل الشیعة، ج 8، ص 313، ح 10762; بحارالانوار، ج 5، ص 11، ح 17. 
کتاب الهدایة والشفاءثانیاً: الذنوب وسلب النعم
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma