رضی الله عن المشترکین فی بیعة الرضوان:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 13
سورة الفتح / الآیة 18 ـ 19البیعة وخصوصیّاتها!

ذکرنا آنفاً أنّه فی الحدیبیّة جرى حوار بین ممثلی قریش والنّبی(صلى الله علیه وآله) وکان من ضمن السفراء «عثمان بن عفان» الذی تشدّه أواصر القُربى بأبی سفیان، ولعلّ هذه العلاقة کان لها أثر فی انتخابه ممثلاً عن النّبی(صلى الله علیه وآله) فبعثه إلى أشراف مکّة ومشرکی قریش لیطلعهم على أنّ النّبی لم یکن یقصد الحرب والقتال بل هدفه زیارة بیت الله واحترام الکعبة المشرّفة بمعیة أصحابه.. إلاّ أنّ قریشاً أوقفت عثمان مؤقتاً وشاع على أثر ذلک بین المسلمین أنّ عثمان قد قُتل! فقال النّبی(صلى الله علیه وآله): لا أبرح مکانی هذا حتى أقاتل عدوّی!

ثمّ جاء إلى شجرة هناک فطلب من المسلمین تجدید البیعة تحتها، وطلب منهم أن لا یقصّروا فی قتالهم المشرکین وأن لا یُولّوا أدبارهم من ساحات القتال(1).

فبلغ صدى هذه البیعة مکّة واضطربت قریش من ذلک بشدّة واطلقوا عثمان.

وکما نعرف فإنّ هذه البیعة عرفت ببیعة الرضوان وقد أفزعت المشرکین وکانت منعطفاً فی تاریخ الإسلام.

فالآیتان محل البحث تتحدّثان عن هذه القصة فتقول الأولى: (لقد رضی الله عن المؤمنین إذ یبایعونک تحت الشّجرة).

والهدف من هذه البیعة الإنسجام أکثر فأکثر بین القوى وتقویة المعنویات وتجدید التعبئة العسکریة ومعرفة الأفکار واختبار میزان التضحیة من قبل المخلصین الأوفیاء!

وهذه البیعة أعطت روحاً جدیداً فی المسلمین لأنّهم أعطوا أیدیهم إلى النبیّ وأظهروا وفاءهم من أعماق قلوبهم.

فأعطى الله هؤلاء المؤمنین المضحّین والمؤثرین على أنفسهم نفس رسول الله فی هذه اللحظة الحسّاسة والذین بایعوه تحت الشجرة أعطاهم أربعة أجور، ومن أهمّ تلک الأجور والاثابات الأجر العظیم وهو «رضوانه» کما عبّرت عنه الآیة 72 من سورة التوبة (ورضوان من الله أکبر)... أیضاً.

ثمّ تضیف الآیة قائلة: (فعلم ما فی قلوبهم فأنزل السّکینة علیهم).

سکینة واطمئناناً لا حدّ لهما، وهم بین سیل الأعداء فی نقطة بعیدة عن الأهل والدیار والعدو مدجّج بالسلاح، فی حین أن المسلمین عُزّل من السلاح «لأنّهم جاؤوا بقصد العمرة لا من أجل المعرکة» فوقفوا کالجبل الأشم لم یجد الخوف طریقاً إلى قلوبهم!.

وهذا هو الأجر الثّانی والموهبة الإلهیة الاُخرى، وأساساً فإنّ الألطاف الخاصة والإمدادات الإلهیة تشمل حال المخلصین والصادقین.

لذلک فإنّنا نقرأ حدیثاً عن الإمام الصادق (علیه السلام) یقول فیه!: «إنّ العبد المؤمن الفقیر لیقول یا ربّ ارزقنی حتى افعل کذا وکذا من البرّ ووجوه الخیر فإذا علم الله عزَّ وجلَّ ذلک منه بصدق نیّته کتب الله له من الأجر مثل ما یکتب له لو عمله إنّ الله واسع کریم»(2).

وفی ذیل هذه الآیة إشارة إلى الأجر الثّالث إذ تقول الآیة: (وأثابهم فتحاً قریب).

أجل، هذا الفتح وهو فتح خیبر کما یقول أغلب المفسّرین ]وإن کان یرى بعضهم أنّه فتح مکّة[ هو ثالث أجر وثواب للمؤمنین المؤثرین، المضحّین.

والتعبیر بـ«قریباً» تأیید على أنّ المراد منه «فتح خیبر»، لأنّ هذا الفتح حدث وتحقّق بعد بضعة أشهر من قضیّة الحدیبیّة وفی بدایة السنة السابعة للهجرة!

والأجر الرابع أو النعمة الرابعة التی کانت على أثر بیعة الرضوان من نصیب المسلمین کما تقول الآیة التالیة هی: (ومغانم کثیرة یأخذونه).

وواحدة من هذه الغنائم الکثیرة هی «غنائم خیبر» التی وقعت فی أیدی المسلمین بعد فترة قصیرة من قضیة الحدیبیّة، ومع الإلتفات إلى ثروة الیهود الکثیرة جدّاً تعرف أهمیة هذه الغنائم.

إلاّ أنّ تحدید هذه الغنائم بغنائم خیبر لا دلیل قطعی علیه، ویمکن عدّ الغنائم الاُخرى التی وقعت فی أیدی المسلمین خلال الحروب الإسلامیة بعد فتح (الحدیبیّة) فی هذه الغنائم الکثیرة!

وحیث إنّ على المسلمین أن یطمئنوا بهذا الوعد الإلهی اطمئناناً کاملاً فإنّ الآیة تضیف فی الختام: (وکان الله عزیزاً حکیم).

فإذا ما أمرکم فی الحدیبیّة أن تصالحوا فإنّما هو على أساس من حکمته، حکمة کشف عن إسرارها الأستار مضی الزمن، وإذا ما وعدکم بالفتح القریب والغنائم الکثیرة فهو قادر على أن یُلبس وعده ثیاب الإنجاز والتحقّق!

وهکذا فإنّ المسلمین المضحّین الأوفیاء أولی الإیمان والإیثار اکتسبوا فی ظل بیعة الرضوان فی تلک اللحظات الحسّاسة انتصاراً فی الدنیا والآخرة، فی حین أنّ المنافقین الجهلة وضعاف الإیمان احترقوا بنار الحسرات!

ونختم حدیثنا بکلام لأمیر المؤمنین (علیه السلام) حیث یتحدّث عن بسالة المسلمین الأوائل وثباتهم وجهادهم الذی لا نظیر له ویخاطب ضعاف الإیمان موبّخاً إیّاهم على خذلانهم فیقول: «فلمّا رأى الله صدقنا أنزل بعدوّنا الکبت وأنزل علینا النصر حتى استقر الإسلام ملقیاً جرانه ومتبوّئاً أوطانه ولعمری لو کنّا نأتی ما أتیتم. ما قام للدین عمود. ولا اخضرّ للإیمان عود وأیم الله لتحتلبنّها دماً ولتتبعنّها ندماً!»(3).


1. تفسیر مجمع البیان، ذیل الآیات مورد البحث.
2. بحار الأنوار، ج70، ص199.
3. نهج البلاغة، الخطبة 56.
سورة الفتح / الآیة 18 ـ 19البیعة وخصوصیّاتها!
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma