نتیجة اُخرى من الفتح المُبین:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 13
سورة الفتح / الآیة 5 ـ 7 ما المراد من «جنود السماوات والأرض»؟!

نقل جماعة من مفسّری الشیعة وأهل السنّة أنّه حین بُشّر النّبی(صلى الله علیه وآله) «بالفتح المبین» و«إتمام النعمة» و«الهدایة» و«النصرة».. قال بعض المسلمین ممّن کان مستاءً من صلح الحدیبیّة: هنیئاً لک یا رسول الله! لقد بیّن لک الله ماذا یفعل بک! فماذا یفعل بنا فنزلت الآیة (لیُدخل المؤمنین والمؤمنات)(1).

وعلى کلّ حال، فإنّ هذه الآیات تتحدّث عن علاقة صلح الحدیبیّة وآثاره وردّ الفعل المختلف فی أفکار الناس ونتائجه المثمرة، وکذلک عاقبة کلّ من الفریقین اللذینِ اُمتحنا فی هذه «البوتقة» والمختبر ـ فتقول الآیة الأولى من هذه الأیات محل البحث (لیُدخل المؤمنین والمؤمنات جنّات تجری من تحتها الأنهار خالدین فیه). فلا تُسلب هذه النعمة الکبرى عنهم أبداً...

وإضافة إلى ذلک فإنّ الله یعفو عنهم (ویکفّر عنهم سیّئاتهم وکان ذلک عند الله فوزاً عظیم)(2).

وبهذا فإنّ الله قد وهب المؤمنین بإزاء ما وهب لنبیّه فی فتحه المبین من المواهب الأربعة موهبتین عظیمتین هما «الجنّة خالدین فیها» و«التکفیرُ عن سیّئاتهم» بالإضافة إلى إنزال السکینة على قلوبهم ومجموع هذه المواهب الثلاث یعدّ فوزاً عظیماً لأولئک الذین خرجوا من الامتحان بنجاح وسلامة!.

وکلمة «الفوز» التی توصف فی القرآن غالباً بـ «العظیم» وأحیاناً توصف بـ«المبین» أو «الکبیر» بناءً على ما یقول «الراغب» فی «مفرداته» معناها الانتصار ونیل الخیرات المقرون بالسلامة، وذلک فی صورة ما لو کان فیه النجاة فی الآخرة وإن اقترن مع زوال بعض المواهب الدنیویة.

وطبقاً للروایة المعروفة عن أمیر المؤمنین علی(علیه السلام) حین ضربه اللعین عبد الرحمن بن ملجم فی محراب العبادة بالسیف على أمّ رأسه قال هاتفاً «فزت وربِّ الکعبة» وکأنّه یقول فزت بأنّی أمضیت خَتم صحیفتی بدم رأسی.

أجلْ قد تبلغ الامتحانات الإلهیة درجةً أن تضعضع الإیمان الضعیف وتغیّر القلوب، وإنّما یثبت المؤمنون الصادقون الذین تحلّوا بالسکینة والاطمئنان وسینعمون فی یوم القیامة بنتائجه، وذلک هو الفوز العظیم حقّاً!.

غیر أنّ إزاء هذه الجماعة، جماعة المنافقین والمشرکین الذین تتحدّث الآیة التالیة عن عاقبتهم بهذا الوصف فتقول: (ویعذّب المنافقین والمنافقات والمشرکین والمشرکات الظّانّین بالله ظنّ السّوء).

أجلْ، لقد ظنّ المنافقون حین تحرّک النّبی(صلى الله علیه وآله) ومعه المؤمنون من المدینة أن لا یعودوا نحوها سالمین کما تتحدّث عنهم الآیة 12 من هذه السورة ذاتها فتقول: (بل ظننتم أن لن ینقلب الرّسول والمؤمنون إلى أهلیهم أبد).

کما ظنّ المشرکون أیضاً أنّ محمّداً لن یعود إلى المدینة سالماً مع قلّة العَدد والعُدد وسیأفل کوکب الإسلام عاجلاً.. ثمّ یفصّل القرآن ببیان عذاب هؤلاء وعقابهم ویجعله تحت عناوین أربعة فَیقول أوّلاً: (علیهم دائرة السّوء)(3).

«الدائرة» فی اللغة هی الحوادث وما ینجم عنها أو ما یتّفق للإنسان فی حیاته، فهی أعم من أن تکون حسنةً أو سیئة غیر أنّها هنا بقرینة کلمة «السوء» یُراد منها الحوادث غیر المطلوبة!.

وثانیاً: (وغضب اللّه علیهم).

وثالثاً: (ولعنهم).

ورابعاً وأخیراً: فإنّه بالمرصاد (وأعدّ لهم جهنّم وساءت مصیر).(4)

والذی یسترعی الإنتباء أنّه فی الحدیبیّة کان أغلبُ الحاضرین من المسلمین رجالاً، وفی مقابلهم من المنافقین والمشرکین رجالاً أیضاً، غیر أنّ الآیات الآنفة أشرکت الرجال والنساء فی ذلک الفوز العظیم، وهذا العذاب الألیم، وذلک لأنّ الرجال المؤمنین أو المنافقین الذین یقاتلون فی «ساحات القتال» لا یحقّقون أهدافهم إلاّ أن تدعمهم النساء بالدعم اللازم.

وأساساً فإنّ الإسلام لیس دین الرجال فحسب فیُهمل شخصیّة المرأة، بل یهتمّ بها، وفی کلّ موطن یوهم الکلام بالاقتصار على الرجل مع عدم ذکر المرأة فیه یصرّح بذکرها لیُعلَم أنّ الإسلام دین الجمیع دون استثناء رجالاً ونساءً.

وفی آخر آیة من الآیات محل البحث إشارة اُخرى إلى عظمة قدرة الله فتقول الآیة: (ولله جنود السّماوات والأرض وکان الله عزیزاً حکیم).

وقد ورد هذا التعبیر مرّةً فی ذیل مقامات أهل الإیمان ومواهبهم، ومرّةً هنا فی ذیل الآیة التی تحکی عن عقاب المنافقین والمشرکین.. لیتّضح أنّ الله الذی له جنود السماوات والأرض جمیعاً قادر على الأمرین، فهو قادرٌ أن تشمل رحمته مستحقیها من عباده الصالحین وناصریه، کما أنّه قادر على أن ینزل غضبه وانتقامه ناراً تحرق المجرمین.

وممّا یستلفت النظر أنّ القرآن حین یذکر المؤمنین یصف الله بالعلم والحکمة، وهما یناسبان مقام الرحمة، ولکنّه حین یذکر المنافقین والمشرکین یصف الله بالعزة والحکمة، وهما یناسبان العذاب!


1. تفسیرالمراغی، ج 26، ص 85، وتفسیر روح الجنان، ج 10،ص 26، وتفسیر روح المعانی، ج 26، ص 86.
2. طبقاً لهذا البیان فإنّ جملتی «لیدخل» وکذلک «ویعذّب» اللتین هما فی الآیة التالیة معطوفان على جملة لیغفر، وقد اختار جماعة من المفسّرین هذا الرأی کالشیخ الطوسی فی تفسیر التبیان، والطبرسی فی تفسیر مجمع البیان، وأبو الفتوح الرازی فی تفسیره، غیر أنّ جماعة آخرین قالوا أنّ ما سبق آنفاً معطوف على جملة لیزدادوا إیماناً وهذا لا ینسجم مع شأن النّزول ولا مجازاة الکفّار.
3. «سَوْء» على زنة «نوع» کما یقول صاحب صحاح اللغة فیه معنى مصدری، و«السُوء» على وزن «نُور» اسم مصدر، غیر أنّ صاحب الکشّاف یقول أنّ کلیهما، بمعنى واحد.
4. «مصیر» وردت بمعانى مختلفة حیث یصل الإنسان واحد تلو الآخر.
سورة الفتح / الآیة 5 ـ 7 ما المراد من «جنود السماوات والأرض»؟!
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma