ماذا کانت هذه السکینة؟!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 13
نزول السکینة على قلوب المؤمنین:1ـ السکینة التی لا نظیر لها!

من الضروری هنا أن نعود إلى قصة «صلح الحدیبیّة» وأن نتصوّر أنفسنا فی فضاء الحدیبیّة وفی جوّها لنطّلع على عمق هذه الآیة.

لقد کان النّبی(صلى الله علیه وآله) قد رأى رؤیا «رحمانیة وإلهیة» أنّه دخل المسجد الحرام مع أصحابه، وعلى أثر رؤیاه تحرّک نحو زیارة بیت الله مع أصحابه وکان أغلب أصحابه یتوّقّعون أنّ هذه الرؤیا الصالحة سیتحقّق تعبیرها فی هذا السفر نفسه، لکنّ الذی قدّره الله کان شیئاً آخر! هذا کلّه من جانب.

ومن جانب آخر کان المسلمون قد أحرموا وجاءوا بالإبل لیهدوها أو ینحروها، ولکنّهم وعلى خلاف ما توقّعوا لم یوفّقوا لزیارة بیت الله، وأمر النّبی أن ینحروا الإبل فی الحدیبیّة التی

توقّفوا فیها هناک. وأن یحلّوا من إحرامهم، وکان ذلک أمراً صعباً علیهم ولا یمکن تصدیقُه، لأنّ آدابهم وسننهم وتعلیمات الإسلام أیضاً تنصّ على عدم الخروج والإحلال من الإحرام ما لم یتمَّ أداء المنَاسک الخاصة بالعمرة.

ومن جانب ثالث کان من مواد معاهدة الصلح فی الحدیبیة، مادة تقضی بإعادة المسلمین من یلجأ إلیهم من قریش ویعلن إسلامه ویدخل المدینة! ولا یلزم العکس، وکان هذا الموضوع صعباً على المسلمین للغایة.

ومن جانب رابع، فإنّ قریشاً لم ترغبْ أن تکتب کلمة «رسول الله» التی کان یدعى بها النّبی محمّد وأصرّ ممثلها سهیل بن عمرو على حذف الکلمة من معاهدة الصلح، ولم یوافق حتى على کتابة بسم الله الرحمن الرحیم، وأصرّ أن یکتب مکانها «بسمک اللّهمَّ»، التی کانت تنسجم مع سنّة أهل مکّة، فهذه الاُمور کلّ واحد منها کان غیر مرغوب فیه، فکیف بجمیعها؟ ولذلک تزلزلت قلوب بعض ضعاف الإیمان من أصحاب النّبی إلى درجة أنّه حین نزلت سورة (إنّا فتحن) قالوا أی فتح هذا؟!

هنا ینبغی أن یشمل لطف الله حال المسلمین وأن یُنزل علیهم السکینة والاطمئنان وأن لا یوجد فی قلوبهم الضعف والفتور فحسب، بل (لیزدادوا إیماناً مع إیمانهم)وتنطبق مصداقیة الآیة علیهم، فإنّ الآیة نزلت فی مثل هذه الظروف.

«السکینة» فی الأصل مشتقة من «السکون»، ومعناها الاطمئنان والدعة وما یزیل کل أنواع الشک والتردّد والوحشة من الإنسان ویجعله ثابت القدم فی طوفان الحوادث!

وهذه السکینة یمکن أن یکون لها جانب عقائدی فیزیلُ ضعف تزلزل العقیدة أو یکون لها جانب عملی بحیث یهب الإنسان ثبات القدم والمقاومة والاستقامة والصبر.

وبالطبع فإنّ البحوث السابقة وتعبیرات الآیة نفسها تتناسب مع استعمال السکینة فی معناها الأوّل أکثر.

فی حین أنّها فی الآیة 248 من سورة البقرة فی قصة «طالوت وجالوت» تعوّل على الأسس العملیة أکثر!

وقد ذکر جماعة من المفسّرین معانی اُخرَ للسکینة وترجع فی نهایتها إلى هذا التّفسیر أیضاً.

الطریف أنّ «السکینة» فی بعض الرّوایات فسّرت بالإیمان(1) کما فُسّرت فی بعضها بنسیم الجنّة الذی یبدو فی هیئة الإنسان ویمنح المؤمنین الإطمئنان(2)!

وکل هذه التفاسیر تأیید لما قلناه، لأنّ السکینة ولیدة الإیمان، وهی تهب الاطمئنان کنسیم الجنّة!

وینبغی الإلتفات أیضاً إلى هذه اللطیفة فی شأن السکینة، إذ عُبّر عنها بالإنزال (هو الّذی أنزل السّکینة) ونعلم أنّ هذا التعبیر فی القرآن قد یعنی الخلق والإیجاد وإیلاء النعمة أحیاناً... وحیث إنّها من عال إلى دان فقد ورد فی شأنها التعبیر بالإنزال!.


1. تفسیر البرهان، ج2، ص114.
2. المصدر السابق. 
نزول السکینة على قلوب المؤمنین:1ـ السکینة التی لا نظیر لها!
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma