1ـ الإجابة على بعض الأسئلة المهمة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 13
نتائج الفتح المبین الکبرى:2ـ المراد من «ما تقدّم» و«ما تأخّر»...

تثار هنا أسئلة کثیرة دأب المفسّرون منذ زمن قدیم حتى یومنا هذا بالإجابة على هذه الأسئلة!

ومن هذه الأسئلةِ، الأسئلةُ الثلاثة التالیة حول قوله تعالى لنبیّه: لیغفر لک الله ما تقدّم من ذنبک وما تأخّر!.

ما المراد من العبارة الآنفة (لیغفر لک الله) مع أنّ النّبی معصوم من الذنب؟!

وعلى فرض أن نغض النظر عن هذا الإشکال! فما علاقة المغفرة بالفتح وصلح الحدیبیة؟!

وإذا کان المقصود من قوله تعالى «وما تأخّر» هو الذنوب المستقبلیة! فکیف یمکن أن

تکون الذنوب الآتیة تحت دائرة العفو والمغفرة. ألیس مثل هذا التعبیر ترخیصاً لارتکاب الذنب؟!

وقد أجاب کلّ من المفسّرین بنحو خاص على مثل هذه الإشکالات، ولکن للحصول على الإجابة «الجامعة» لهذه الإشکالات والتّفسیر الدقیق لهذه الآیات لابدّ من ذکر مقدمة لهذا البحث وهی:

إنّ المهم هو العثور على العلاقة الخفیّة بین فتح الحدیبیّة ومغفرة الذنب لأنّها المفتاح الأصیل للإجابة على الأسئلة الثّلاثة المتقدّمة!

وبالتدقیق فی الحوادث التاریخیة وما تمخّضت عنه نصل إلى هذه النتیجة، وهی أنّه حین یظهر أیّ مذهب حق ویبرز فی عالم الوجود فإنّ أصحاب السنن الخرافیة الذین یرون أنفسهم ووجودهم فی خطر یکیلون التهم والاُمور التافهة إلیه ویشیعون الشائعات والأباطیل وینشرون الأراجیف الکاذبة بصدده وینسبون إلیه الذنوب العدیدة وینتظرون عاقبته وإلى أین ستصل؟!

فإذا واجه هذا المذهب فی مسیره الاندحار فإنّ ذلک یکون ذریعة قویة لإثبات النِسَب الباطلة ضدّه على أیدی أعدائه ویصرخون: ألم نقل کذا وکذا!!

ولکن حین ینال الانتصار وتحظى مناهجه وخططه بالموفقیة فإنّ تلک النسب تمضی کما لو کانوا قد رقموا على الماء!! وتتبدّل جمیع أقوالهم إلى حسرات وندامة ویقولون عندئذ لم نکن نعلم!

وخاصّةً فی شأن النّبی محمّد (صلى الله علیه وآله) کانت هذه التصوّرات والذنوب التی وصموها به کثیرة!! إذ عدّوه باغیاً للحرب والقتال ومثیراً لنار الفتنة معتداً بنفسه لا یقبل التفاهم وما إلى ذلک!

وقد کشف صلح الحدیبیّة أنّ مذهبه على خلاف ما یزعمه أعداؤه إذ کان مذهباً «تقدّمیاً» إلهیاً.. وکان آیات قرآنه ضامنة لتربیة النفوس الإنسانیة وطاویة لصحائف الظلم والإضطهاد والحرب والنزیف الدموی!.

فهو یحترم کعبة الله وبیته العتیق ولا یهاجم أیة جماعة أو قبیلة دون سبب، فهو رجل منطقیّ ویعشقه أتباعه، ویدعو جمیع الناس بحقّ إلى محبوبهم «الله» وإذا لم یضطره أعداؤه إلى الحرب فهو داعیة للسلام والصلح والدعة!...

وعلى هذا فقد غسل صلح الحدیبیّة جمیع الذنوب التی کانت قبل الهجرة وبعد الهجرة قد نسبت إلى النّبی(صلى الله علیه وآله) أو جمیع الذنوب التی نسبت إلیه قبل هذا الحادث أو ستنسب إلیه فی المستقبل احتمالاً... وحیث إنّ الله جعل هذا الفتح نصیب النّبی فیمکن أن یقال أن الله غفر للنبی ذنوبه جمیعاً.

والنتیجة أنّ هذه الذنوب لم تکون ذنوباً حقیقیة أو واقعیة بل کانت ذنوباً تصوریة وفی أفکار الناس وظنّهم فحسب، وکما نقرأ فی الآیة 14 من سورة الشعراء فی قصة موسى قوله مخاطباً ربّه (ولهم علیّ ذنب فأخاف أن یقتلون) فی حین أنّ ذنبه لم یکن سوى نصرة المظلوم من بنی إسرائیل وسحق ظلم الفراعنة لا غیر!.

وبدیهی أنّ هذا الفعل لا یعدّ ذنباً، بل دفاع عن المظلومین ولکنّه کان یعدّ ذنباً فی نظر الفراعنة وأتباعهم.

وبتعبیر آخر أنّ «الذنب» فی اللغة یعنی الآثار السیئة والتبعات التی تنتج عن العمل غیر المطلوب، فکان ظهورُ الإسلام فی البدایة تدمیراً لحیاة المشرکین، غیر أنّ إنتصاراته المتلاحقة والمتتابعة کانت سبباً لنسیان تلک التبعات.

فمثلاً لو کان لدینا بیت قدیم یوشک على الخراب ولکنّنا نلتجىُ إلیه ولنا به علاقة وطیدة فقام أحد الناس بتخریبه فإنّنا نغضب منه ونخطّئُه على فعله ولکنّه بعد بنائه من جدید مُحکماً سامقاً فإنّ أحکامنا السابقة تمضی أدراج الریاح!

وهکذا بالنسبة لمشرکی مکّة سواءً قبل هجرة النّبی أم بعدها إذ کانت أفکارهم وأذهانهم مبلبلة عن الإسلام وشخص النّبی بالذات، غیر أنّ إنتصارات الإسلام أزالت هذه التصورات والأفکار!

أجل: لو أخذنا مسألة العلاقة بین مغفرة هذه الذنوب وفتح الحدیبیّة بنظر الاعتبار لاتضح الموضوع بجلاء، واستفدنا العلاقة من «اللام» فی «لیغفر لک الله» فی کونها مفتاح «الرمز» لفتح معنى الآیة المغلق!

غیر أنّ من لم یلتفت إلى هذه «اللطیفة»... جعل عصمة النّبی(صلى الله علیه وآله)موضع استفهام وقال «والعیاذ بالله»: إنّ لدیه ذنوباً غفرها الله بفتح «الحدیبیة» أو حمل الآیة على خلاف ظاهر معناها وأنّ المراد (الذنوب عامّةً).

وقال بعضهم: بل هی ذنوب الناس التی إرتکبوها فی حقّ النّبی کأذاهم والإساءة إلیه

وقد غفرها الله بفتح «الحدیبیة» ]وفی هذه الصورة یکون الذنب قد اُضیف إلى مفعوله معنىً لا إلى فاعله[.

أو حملوا الذنب على ]ترک الأولى[.

وبعضهم فسّر ذلک بالفرض فقال: لیغفر لک الذنب الذی لو کنت عملته فَرضَاً أو ستعمله فقد غفر الله کلّ ذلک لک!.

لکن من المعلوم أنّ کلّ هذه التفاسر یمکن القول بأنّها تعسفیّة ودون أی دلیل! إذ لو خدشنا فی عصمة الأنبیاء.. لأنکرنا فلسفة وجودهم، لأنّ النّبی ینبغی أن یکون قدوة فی کلّ شیء، فکیف یستطیع المذنب أن یفی بهذا المنهج ویؤدّی حقّه؟!

زدْ على ذلک، فالمذنب بنفسه یحتاج إلى قائد یرشده ویدلّه لیهتدی به.

وهناک تفاسیر اُخرى تخالف ظاهر الآیة، والإشکال المهم فیها أنّها تقطع العلاقة ما بین مغفرة الذنب والفتح «صلح الحدیبیة».

فأحسنُ التفاسیر هو ما ذکرناه آنفاً، وهو ما یجیب على الأسئلة الثلاثة المتقدّمة فی مکان واحد! ویبیّن إرتباط الجمل فی الآیة..

کل ذلک هو فی شأن الموهبة الأولى من المواهب الأربعة التی وهبها الله نبیّه فی صلح الحدیبیة!.

أمّا «إتمام النعمة» على النّبی وهدایته إیّاه الصراط المستقیم ونصره النصر العزیز.. بعد الفتح فی الحدیبیّة فلیست هذه الاُمور ممّا تخفى على أحد.. فقد انتشر الإسلام بسرعة وسخّر القلوب المهیّأة! وظهرت عظمة تعلیماته للجمیع وأبطل السموم (المضادّة) وتمّت نعمة الله على النّبی وعلى المسلمین وهداهم الصراط المستقیم نحو الإنتصارات حتى أنّ جیش الإسلام لم یجد أیة مقاومة فی فتح مکّة وفتح أکبر حصن للمشرکین!.

نتائج الفتح المبین الکبرى:2ـ المراد من «ما تقدّم» و«ما تأخّر»...
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma