عاقبة قوم ثمود

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 12
سورة فصّلت / الآیة 17 ـ 18 أنواع الهدایة الإلهیّة

بعد أن تحدّثت الآیات السابقة عن قوم عاد، تبحث هاتان الآیتان فی قضیة قوم ثمود ومصیرهم، حیث تقول: إنّ الله قد بعث الرسل والأنبیاء لهم مع الدلائل البیّنة، إلاّ أنّهم: (وأمّا ثمود فهدیناهم فاستحبّوا العمى على الهدى).

لذلک: (فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما کانوا یکسبون).

وهؤلاء مجموعة تسکن «وادى القرى» (منطقة بین الحجاز والشام) وقد وهبهم الله أراضی خصبة خضراء مغمورة، وبساتین ذات نعم کثیرة، وکانوا یبذلون الکثیر من جهدهم فی الزراعة، ولقد وهبهم الله العمر الطویل والأجسام القویّة، وکانوا مهرة فی البناء القوی المتماسک، حیث یقول القرآن عنهم فی ذلک: (وکانوا ینحتون من الجبال بیوتاً آمنین)(1).

لقد جاءهم نبیّهم بمنطق قوی وقلب ملؤه الحبّ، ومعه المعاجز الإلهیّة، إلاّ أنّ هؤلاء القوم المغرورین المستعلین لم یرفضوا دعوته وحسب، بل آذوه وأتباعه القلیلین، لذلک شملهم الله بعقابه فی الدنیا، ولن یغنی ذلک عن عذاب الآخرة شیئاً.

نقرأ فی الآیة 78 من سورة الأعراف أنّهم اُصیبوا بزلزلة عظیمة، فبقیت أجسادهم فی المنازل بدون حراک: (فأخذتهم الرّجفة فأصبحوا فی دارهم جاثمین).

وفی الآیة 5 من سورة الحاقة قوله تعالى بشأنهم: (فأمّا ثمود فاُهلکوا بالطّاغیة).

أمّا الآیة 67 من سورة هود فتقول عنهم: (و أخذ الّذین ظلموا الصّیحة فأصبحوا فی دیارهم جاثمین).

أمّا الآیة التی نحن بصددها فقد استخدمت تعبیر «صاعقة».

قد یتصوّر البعض أنّ هناک تعارضاً بین هذه التعابیر، ولکن عند التدقیق یظهر أنّ الکلمات الأربع أعلاه (رجفة، طاغیة، صیحة، صاعقة) ترجع جمیعاً إلى حقیقة واحدة، لأنّ الصاعقة ـ کم قلنا سابقاً ـ لها صوت مخیف، بحیث یمکن أن نسمیها بالصیحة السماویة، ولها أیضاً ناراً محرقة، وهی عندما تسقط على منطقة معیّنة تحدث هزّة شدیدة، وکذلک هی وسیلة للتخریب.

فی الواقع إنّ البلاغة القرآنیة تستوجب أن تبیّن الأبعاد المختلفة للعذاب الإلهی بتعابیر مختلفة وفی سیاق آیات عدیدة کیما تخلّف أثراً عمیقاً فی نفس الإنسان.

وهؤلاء القوم قد واجهتهم عوامل مختلفة للموت فی إطار حادثة واحدة، بحیث إنّ کلّ عامل لوحده یکفی لإبادتهم کالصیحة الممیتة مثلا، أو الهزّة الأرضیة القاتلة، أو النّار المحرقة، وأخیراً الصاعقة المخیفة.

ولکن قد یتساءل عن مصیر الاشخاص الذین آمنوا بصالح(علیه السلام) بین هذه الأمواج القاتلة من الصواعق، فهل احترقوا بنیران غیرهم؟

القرآن یجیبنا على ذلک بقول الله عزّوجلّ: (ونجّینا الّذین آمنوا وکانوا یتّقون).

لقد أنجى هذه المجموعة إیمانها وتقواها، بینما شمل العذاب تلک الکثرة الطاغیة بسبب کفرها وعنادها، والمجموعتان یمکن أن تکونا نموذجاً لفئات من هذه الاُمة.

قال بعض المفسّرین: لقد آمن بالنبیّ صالح 110 أشخاص من بین مجموع القوم، ولقد أنقذ الله هؤلاء وأنجاهم فی الوقت المناسب.


1. الحجر، 82 .
سورة فصّلت / الآیة 17 ـ 18 أنواع الهدایة الإلهیّة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma