الآیة أعلاه تعتبر تأکیداً مجدّداً وشدیداً حول أهمیة الزکاة کفریضة إسلامیة، سواء کانت بمعنى الزکاة الواجبة أو بمفهومها الواسع، لأنّ الزکاة تعتبر أحد الأدوات الرئیسیة لتحقیق العدالة الاجتماعیة، ومحاربة الفقر والمحرومیة، وملء الفواصل الطبقیة، بالإضافة إلى تقویة البنیة المالیة للحکومة الإسلامیة، وتطهیر النفس من حبّ الدنیا وحبّ المال، والخلاصة: إنّ الزکاة وسیلة مثلى للتقرّب إلى الله تبارک وتعالى.

وقد ورد فی الروایات الإسلامیة أنّ ترک الزکاة یعتبر بمنزلة الکفر، وهو تعبیر یشبه ماورد فی الآیة التی نحن بصددها.

وفی هذا المجال نستطیع أن نقف مع الأحادیث التالیة:

أوّلا: فی حدیث عن الإمام الصادق(علیه السلام) أنّ من وصایا رسول الله لأمیر المؤمنین على بن أبی طالب قوله له: «یا علی کفر بالله العظیم من هذه الاُمّة عشرة، وعدّ منهم مانع الزکاة... ثمّ قال: یا علی من منع قیراطاً من زکاة ماله فلیس بمؤمن ولا مسلم ولا کرامة، یا علی: تارک الزکاة یسأل الله الرجعة إلى الدنیا، وذلک قوله عزّوجلّ: (حتّى إذا جاء أحدهم الموت قال ربّ ارجعون(1))(2).

ثانیاً: فی حدیث آخر عن الإمام الصادق(علیه السلام) أنّه قال: «إنّ الله عزّوجلّ فرض للفقراء فی أموال الأغنیاء فریضة لا یحمدون إلا بأدائها، وهی الزکاة، بها حقنوا دماءهم وبها سمّوا مسلمین»(3).

ثالثاً: أخیراً نقرأ فی حدیث عن الإمام الصادق(علیه السلام) قوله: «من منع قیراطاً من الزکاة فلیمت إن شاء یهودیاً أو نصرانیاً»(4).

وتقدّم بحث مفصل عن أهمّیة الزکاة فی الإسلام وفلسفتها وتاریخ وجوب الزکاة فی الإسلام، وکل ما یتعلّق بهامن اُمور، فی تفسیر الآیة 60 من سورة التوبة.

1. مؤمنون، 99.
2. وسائل الشیعة، ج 6، ص 18 و19 (باب ثبوت الکفر والإرتداد والقتل بمنع الزکاة استحلالا وجحوداً) وقد اعتبر بعض الفقهاء کصاحب الوسائل مثلا، أنّ الروایات أعلاه تختص بإنکار الزکاة، وج 9، ص 32، ح 11450 و11453 و11455.
3. المصدر السابق.
4. المصدر السابق.