جاء فی روایات عدیدة عن أئمّة أهل البیت (علیهم السلام) «من أراد أن یکتال بالمکیال الأوفی (من الأجر یوم القیامة) فلیکن آخر کلامه فی مجلسه: سبحان ربّک ربّ العزّة عمّا یصفون وسلام على المرسلین والحمد لله ربّ العالمین» (1) .
نعم، فلنختتم مجالسنا بتنزیه ذات الله، وإرسال السلام والتحیّات إلى رسله، وحمد وشکر الله على نعمه، کی تمحى الأعمال غیر الصالحة أو الکلمات المحرّمة التی جاءت فی ذلک المجلس.
وقد جاء فی کتاب التوحید للشیخ الصدوق، أنّ أحد علماء الشام حضر عند الإمام الباقر (علیه السلام)، فقال: جئت أسألک عن مسألة لم أجد أحداً یفسّرها لی، وقد سألت ثلاثة أصناف من الناس، فقال کلّ صنف غیر ما قال الآخر.
فقال أبو جعفر (علیه السلام): «وما ذلک»؟
فقال: أسألک ما أوّل ما خلق الله عزّوجلّ من خلقه؟ فإنّ بعض من سألته قال: القدرة. وقال بعضهم: العلم. وقال بعضهم: الروح؟
فقال أبو جعفر (علیه السلام): «ما قالوا شیئاً، أخبرک أنّ الله علا ذکره کان ولا شیء غیره، وکان عزیزاً ولا عزّ، لأنّه کان قبل عزّه، وذلک قوله تعالى: (سبحان ربّک ربّ العزّة عمّا یصفون ) (2) وکان خالقاً ولا مخلوق» والحدیث طویل أخذنا منه موضع الحاجة (وهو إشارة إلى أنّ ما قاله لک اُولئک النفر لا یخلو من شرک وهو مشمول لهذه الآیة، فإنّ الله عزّوجلّ کان قادراً وعالماً وعزیزاً منذ الأزل).
نهایة سورة الصافات
1. تفسیر مجمع البیان، ذیل الآیات مورد البحث، وأصول الکافی، ومن لا یحضره الفقیه، نقلا عن تفسیر نور الثقلین، ج 4، ص 440.
2. تفسیر نور الثقلین، ج 4، ص 440.
