نقاش الضعفاء والمستکبرین فی جهنّم

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 12
سورة غافر (المؤمن) / الآیة 47 ـ 50 سورة غافر (المؤمن) / الآیة 51 ـ 55

لقد لفت مؤمن آل فرعون فی نهایة کلامه نظر القوم إلى القیامة والعذاب وجهنم، لذلک جاءت هذه المجموعة من الآیات الکریمة وهی تقف بشکل رائع دقیق على تحاجج وتخاصم أهل النّار فیما بینهم، وبالذات تحاجج المتستضعفین مع المستکبرین.

یقول تعالى: (وإذ یتحاجّون فی النّار فیقول الضّعفاء للّذین استکبروا إنّا کنّا لکم تبعاً فهل أنتم مغنون عنّا نصیباً من النّار)(1).

المراد من «الضعفاء» هنا هم اُولئک الذین یفتقدون العلم الکافی والإستقلال الفکری، إذ کان هؤلاء یتبعون زعماء الکفر الذی یطلق علیهم القرآن اسم المستکبرین، وکانت التبعیة مجرّد انقیاد أعمى بلا تفکیر أو وعی.

ولکن هؤلاء الأتباع یعلمون أنّ العذاب سیشمل زعماءهم ولا یستطیعون الدفاع عن أنفسهم، فلماذا إذن یستغیثون بهم ویلجأون إلیهم کی یتحملوا عنهم قسطاً من العذاب؟

ذهب البعض إلى أنّ ذلک یحصل تبعاً لعادتهم فی الإنقیاد إلى زعمائهم فی هذه الدنیا، لذلک تکون استغاثتهم بهم فی الآخرة کنوع من الإنقیاد الا إرادی وراء قادتهم.

ولکن الأفضل أن نقول: إنّ الإستغاثة هناک هی نوع من السخریة والإستهزاء واللوم، یوم یثبت أنّ کلّ ادعاءات المستکبرین مجرّد تقوّلات زائفة عاریة عن المضمون والحقیقة(2).

(وفی الحقیقة فإنّ الإمام أمیر المؤمنین(علیه السلام) یحذّر بهذا الکلام اُولئک الذین سمعوا وصایا رسول الله(صلى الله علیه وآله) فی یوم الغدیر ـ أو أنّها وصلتهم بطریق صحیح ـ ثمّ اعتذروا بأنّهم نسوها لیتبعوا اُناساً آخرین).(3)

إنّ المستکبرین لم یسکتوا على هذا الکلام وذکروا جواباً یدل على ضعفهم الکامل وذلّتهم فی ذلک الموقف المهول، إذ یحکی القرآن على لسانهم قولهم: (قال الّذین استکبروا إنّا کلّ فیها إنّ الله قد حکم بین العباد).

یریدون أن یقولوا: لو کان بمستطاعنا حلّ مشاکلکم فالأحرى بنا والأجدر أن نحلّ مشاکلنا وما حلّ بنا، ولکنّا لا نستطیع أن نمنع العذاب عن أنفسنا ولا عنکم، ولا أن نتحمل عنکم جزءاً من العقاب!

والملاحظ هنا أنّ الآیة 21 من سورة «إبراهیم» تتضمن نفس هذا الإقتراح من قبل الضعفاء إزاء المستکبرین، الذین قالوا فی مقام الجواب: (لو هدانا الله لهدیناکم سواء علینا أجزعنا أم صبرنا مالنا من محیص).

والمقصود بالهدایة هنا هی الهدایة الى طریق الخلاص من العذاب.

وهکذا یظهر أنّ هذین الجوابین لا یتعارضان فیما بینهما، بل یکمل أحدهما الآخر.

وعندما تغلق فی وجههم السبل، سبل النجاة والخلاص، یتوجّه الجمیع إلى خزنة النّار: (وقال الّذین فی النّار لخزنة جهنّم ادعوا ربّکم یخفّف عنّا یوماً من العذاب)(4).

إنّهم یعلمون أنّ العذاب الإلهی لا یرتفع، لذلک یطلبون أن یتوقف عنهم ولو لیوم واحد کی یرتاحوا قلیلا... إنّهم قانعون بهذا المقدار!

لکن إجابة الخزنة تأتی منطقیة واضحة: (قالوا أو لم تک تأتیکم رسلکم بالبیّنات

وفی الجواب: (قالوا بلى).

فیستطرد الخزنة: (قالوا فادعوا وما دعاء الکافرین إلاّ فی ضلال).

إنّکم بأنفسکم اعترفتم بأنّ الأنبیاء والرسل جاءوا بالدلائل الواضحة، ولکنّکم کفرتم بما جاءکم وکذبتم الأنبیاء، لذلک لا ینفعکم الدعاء، لأنّ الله  لا یستجیب لدعاء الکافرین.

بعض المفسّرین یرى فی تفسیر الجملة الأخیرة أنّ المراد هو أنّنا لا نستطیع الدعاء لکم بدون اذن من الله تعالى، فادعوا انتم بذلک، وذلک اشارة إلى انغلاق سبل النجاة أمامکم.

صحیح أنّ الکافر یصبح مؤمناً فی یوم القیامة، إلاّ أنّ هذا الإیمان لا یقلل من آثار کفره، لذلک یلازمه لقب الکافر.

لکن یبدو أنّ التّفسیر الأوّل أفضل وأکثر قبولا.


1. یتصور البعض أنّ الضمیر فی «یتحاجون» یعود إلى آل فرعون، إلاّ أنّ القرائن تفید أنّ الآیة تنطوی على مفهوم عام یشمل جمیع الکفّار.
2. «تبعاً» جمع تابع، والبعض یحتمل أن تکون مصدراً، خصوصاً وأنّ إطلاق المصدر على الأشخاص الموصوفین بصفة معیّنة أمر متعارف. والمعنى فی هذه الحال هو: إنّنا کنّا لکم عین التبعیة.
3. المصباح للشیخ، نقلاً عن تفسیر نورالثقلین، ج 4، ص 526.
4. «خزنة» جمع خازن، وتعنی الحارس.
سورة غافر (المؤمن) / الآیة 47 ـ 50 سورة غافر (المؤمن) / الآیة 51 ـ 55
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma