اتبعونی أهدکم سبیل الرشاد:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 12
سورة غافر (المؤمن) / الآیة 38 ـ 40  سورة غافر (المؤمن) / الآیة 41 ـ 46

أشرنا آنفاً إلى أنّ مؤمن آل فرعون أوضح کلامه فی مجموعة من المقاطع، وفی هذه المجموعة من الآیات الکریمة نقف على المقطع الرابع، بعد أن أشرنا فی الآیات السابقة إلى ثلاثة منها.

إنّ هذا المقطع من کلام مؤمن آل فرعون ینصبّ فی مضمونه على إلفات نظر القوم إلى الحیاة الدنیویة الزائلة، وقضیة المعاد والحشر والنشر، إذ إنّ ترکیز هذه القضایا فی حیاة الناس له تأثیر جذری فی تربیتهم.

یقول تعالى: (وقال الّذی آمن یا قوم اتّبعون أهدکم سبیل الرّشاد).

لقد قرأنا سابقاً أنّ فرعون کان یقول: إنّ ما أقوله هو طریق الرشد والصلاح، إلاّ أنّ مؤمن آل فرعون أبطل هذا الادّعاء الفارغ، وأفهم الناس زوره، وحذّرهم أن یقعوا فریسة هذا الإدّعاء، إذ إنّ خططه ستفشل وسیصاب بسوء العاقبة ; فالطریق هو ما أقوله; إنّه طریق التقوى وعبادة الله.

ثم تضیف الآیة: (یا قوم إنّما هذه الحیوة الدّنیا متاع وإنّ الآخرة هی دار القرار).

یرید أن یقول لهم: لنفرض أنّنا انتصرنا ببذل الحیل والتوسّل بوسائل الخداع والمکر، وترکنا الحق وراء ظهورنا، وارتکبنا الظلم وتورطنا بدماء الأبریاء ; ترى ما مقدار عمرنا فی

هذا العالم؟ إنّ هذه الأیّام المعدودة ستنتهی وسنقع فی قبضة الموت الذی یجرّنا من القصور الفخمة إلى تحت التراب وتکون حیاتنا فی مکان آخر.

إنّ القضیة لیست فناء هذه الدنیا وبقاءالآخرة وحسب، بل الأهم من ذلک هی قضیة الحساب والجزاء، حیث یقول تعالى: (من عمل سیّئة فلا یجزى إلاّ مثلها ومن عمل صالحاً من ذکر أو أنثى وهو مؤمن فاُولئک یدخلون الجنّة یرزقون فیها بغیر حساب).

إنّ مؤمن آل فرعون ـ بکلامه هذاـ أثار أوّلا قضیة عدالة الله تبارک وتعالى، حیث یقاضی الإنسان بما اکتسبت یداه خیراً أو شرّاً.

و من جهة ثانیة أشار فی کلامه إلى الثواب والفضل الإلهی لذوی العمل الصالح، إنّه الجزاء الذی لا یخضع لموازین الحساب الکمیة، إذ یهب الله تبارک وتعالى للمؤمنین بغیر حساب، ممّا لم تره عین أو تسمعه اُذن ولا یخطر على فکر إنسان.

ومن جهة ثالثة أشار للتلازم القائم بین الإیمان والعمل الصالح.

ورابعة یشیر أیضاً إلى مساواة الرجل والمرأة فی محضر الله تبارک وتعالى، وفی القیم الإنسانیة.

لقد استخلص مؤمن آل فرعون من خلال طرحه الآنف الذکر فی أنّ الحیاة الدنیا وإن کانت متاعاً لا یغنی شیئاً عن الحیاة الاُخرى، إلاّ أنّه یمکن أن یکون وسیلة للجزاء اللامتناهی والعطایا التی تصدر عن المطلق جلّ وعلا. إذن هل هناک تجارة أربح من هذا؟

کما ینبغی أن نقول: إنّ عبارة «مثلها» تشیر إلى أنّ العقاب فی العالم الآخر یشبه نفس العمل الذی قام به الإنسان فی هذه الدنیا، مشابهة کاملة بکل ما للکلمة من دلالة ومعنى

أمّا تعبیر «بغیر حساب» فقد یکون إشارة إلى أنّ عدّ العطایا یختص بالأشخاص من ذوی الامکانات المحدودة، أمّا المطلق (جلّ وعلا) الذی لا تنقص خزائنه مهما بذل للآخرین (لأنّ کلّ ما یؤخذ من اللانهایة یبقى بلانهایة) لذلک فهو عطاء لایحتاج إلى حساب.

وبقیت مسألة بحاجة إلى جواب، وهی: هل ثمّة تعارض بین هذه الآیة وما جاء فی الآیة 160 من سورة الأنعام، حیث قوله تعالى: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسّیّئة فلا یجزى إلاّ مثلها وهم لا یظلمون

فی الجواب على هذا التساؤل نقول: إنّ «عشر أمثالها» إشارة للحدّ الأدنى من العطاء الإلهی، إذ هناک الجزاء الذی یصل إلى 700 مرّة وأکثر، ثمّ قد یصل العطاء الإلهی إلى مستوى الجزاء بـ «غیر حساب» وهو ممّا لا یعلم حدّه ولا یمکن تصوّره.

سورة غافر (المؤمن) / الآیة 38 ـ 40  سورة غافر (المؤمن) / الآیة 41 ـ 46
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma