د) أسلوب المجادلة بالتی هی أحسن

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 12
ج) الآثار السیئة للجدال السلبیسورة غافر (المؤمن) / الآیة 7 ـ 9

لا یستهدف «الجدال الإیجابی» تحقیر الطرف الآخر أو الإنتصار علیه، بل یهدف النفوذ إلى عمق أفکاره وروحه، لهذا فإنّ اُسلوب المجادلة بالتی هی أحسن یختلف کلیاً عن الجدال السلبی أو الباطل.

ولکی یؤثّر الطرف المجادل معنویاً على الطرف الآخر، علیه الاستفادة من الأسالیب الآتیة التی أشار إلیها القرآن الکریم بشکل جمیل:

ینبغی عدم الإصرار على الطرف المقابل بقبول الکلام على أنّه هو الحق، بل على المجادل إذا استطاع أن یجعل الطرف المقابل یعتقد بأنّه هو الذی توصّل إلى هذه النتیجة، وهذا الاُسلوب سیکون أکثر تأثیراً. بعبارة اُخرى: من المفید للطرف المقابل أن یعتقد بأنّ النتیجة أو الفکرة نابعة من أعماقه وهی جزء من روحه، کی یتمسک بها أکثر ویذعن لها بشکل کامل.

وقد یکون هذا الأمر هو سرّ ذکر القرآن للحقائق المهمّة کالتوحید ونفی الشرک وغیر ذلک على شکل استفهام، أو أنّه بعد أن ینتهی من استعراض وذکر أدلة التوحید یقول: (أإله مع الله)(1).

یجب الإمتناع عن کلّ من ما یثیر صفة العناد واللجاجة لدى الطرف الآخر، إذ یقول القرآن الکریم: (ولا تسبّوا الّذین یدعون من دون الله)(2). کی  لا یصر هؤلاء على عنادهم ویهینوا الخالق جلّ وعلا بتافة کلامهم.

یجب مراعاة منتهى الإیضاح فی النقاش مع أىّ شخص أو أىّ مجموعة، کی یشعر الطرف المقابل بأنّ المتحدّث إلیه یبغی حقّاً توضیح الحقائق لا غیر، فعندما یتحدّث القرآن عن مساوىء الخمر والقمار، فهو لا یتجاهل المنافع الثانویة المادیة والاقتصادیة التی یمکن أن یحصل علیها البعض منهما، فیقول: (قل فیهما إثم کبیر ومنافع للنّاس وإثمهما أکبر من نفعهم).(3)

إنّ هذا الطراز من الحدیث یحمل آثاراً إیجابیة کبیرة على المستمع.

یجب عدم الرّد بالمثل حیال المساوىء والأحقاد التی قد تطفح من الخصم، بل یجب سلوک طریق الرأفة والحبّ والعفو ما استطاع الإنسان إلى ذلک سبیلا، إذ إنّ الرّد بهذا الاُسلوب الودود یؤثّر کثیراً فی تلیین قلوب الأعداء المعاندین، کما یقول القرآن الکریم ویحثّ على ذلک: (إدفع بالّتی أحسن فإذا الّذی بینک وبینه عدواة کأنّه ولىّ حمیم)(4).

والخلاصة، إنّنا عندما ندقق فی اُسلوب نقاشات الأنبیاء علیهم السلام مع الأعداء والظالمین والجبارین، کما یعکسها القرآن الکریم، أو کما تعکسها تلک المناظرات العقائدیة بین رسول الله(صلى الله علیه وآله) أو أئمّة أهل البیت المعصومین(علیهم السلام) وبین أعدائهم وخصومهم، ننتهی إلى دورس تربویة فی هذا المجال تطوی فی تضاعیفها أدق الأسالیب والوسائل النفسیة التی تسهّل لنا النفوذ إلى أعماق الآخرین.

وبهذا الخصوص ینقل العلاّمة المجلسی فی (بحار الأنوار) روایة مفصّلة عن رسول الله(صلى الله علیه وآله)یضمّنها مناظرة طویلة بین الرّسول الأکرم وبین خمسة مجامیع مخاصمة هی: الیهود والنصارى والدهریین والثنویین (أتباع عقدیة التثنیة فی التألیه) ومشرکی العرب، تنتهی بسبب الاُسلوب الحکیم الجمیل والمؤثّر الذی استخدمه رسول الله(صلى الله علیه وآله) إلى قبول هؤلاء بالحق وإذعانهم وتسلیمهم له.

إنّ هذه المناظرة المربّیة بامکانها أن تکون لنا درساً بنّاءً فی مناظراتنا وأسالیب جدالنا ومناقشاتنا مع الآخرین(5).


1. النمل، 60.
2. الأنعام، 108.
3. البقرة، 219.
4. فصلت، 34.
5. یمکن ملاحظة نصّها الکامل فی بحار الأنوار، ج 9، ص 257 فما بعد.

 

ج) الآثار السیئة للجدال السلبیسورة غافر (المؤمن) / الآیة 7 ـ 9
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma