ب) الجدال السلبی والإیجابی

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 12
أ) مفهوم «جدال» و«مراء»ج) الآثار السیئة للجدال السلبی

یظهر من الآیات القرآنیة أنّ للفظ الجدال معانی واسعة، ویشمل کلّ أنواع الحدیث والکلام الحاصل بین الطرفین، سواء کان إیجابیاً أم سلبیاً، ففی الآیة 125 من سورة «النحل» نقرأ أمر الخالق تبارک وتعالى لرسوله الکریم(صلى الله علیه وآله) فی قوله تعالى:(وجادلهم بالّتی هی أحسن).

وفی الآیة 74 من سورة «هود» نقرأ عن إبراهیم(علیه السلام): (فلمّا ذهب عن إبراهیم الرّوع وجاءته البشرى یجادلنا فی قوم لوط) والآیة تشیر إلى النوع الإیجابی من المجادلة .

ولکن أغلب الإشارات القرآنیة حول المجادلة تشیر إلى النوع السلبی منها، کما نرى ذلک واضحاً فی سورة المؤمن التی نحن بصددها، حیث أشارت إلى «المجادلة» بمعناها السلبی خمس مرّات.

وفی کلّ الأحوال یتبیّن أنّ البحث والکلام والإستدلال والمناقشة لأقوال الآخرین، إذا کان لإحقاق الحقّ وإبانة الطریق وإرشاد الجاهل، فهو عمل مطلوب یستحق التقدیر، وقد یندرج أحیاناً فی الواجبات.

فالقرآن لم یعارض أبداً البحث والنقاش الاستدلالی والموضوعی الذی یستهدف إظهار الحق، بل حثّ على ذلک فی العدید من الآیات القرآنیة.

وفی مواقف معیّنة طالب القرآن المعارضین بالإتیان بالدلیل والبرهان فقال: (هاتوا برهانکم)(1).

وفی المواقف التی کانت تتطلب إظهار البرهان والدلیل، ذکر القرآن أدلة مختلفة، کما نقرأ ذلک فی آخر سورة یس حین جاء ذلک الرجل إلى رسول الله(صلى الله علیه وآله) وهو یمسک بیده عظماً فقال له سائلا: (من یحیى العظام وهی رمیم)(2) فذکر القرآن عدداً من الأدلة على لسان الرّسول الأکرم فی المعاد وقدرة الخالق على إحیاء الموتى.

وفی القرآن نماذج اُخرى واضحة على الجدال الإیجابی، کما فی الآیة 258 من سورة البقرة، التی تعکس کلام إبراهیم(علیه السلام) وأدلته القاطعة أمام نمرود.

والآیات 47 ـ 54 من سورة طه تعکس تحاجج موسى وفرعون.

وکذلک نجد القرآن ملیء بالأدلة المختلفة التی أقامها رسو ل الله(صلى الله علیه وآله) مقابل عبدة الأصنام والمشرکین وأصحاب الذرائع.

ومن جهة اُخرى یذکر القرآن الکریم نماذج اُخرى من مجادلات أهل الباطل لإثبات دعاواهم الباطلة من خلال استخدام السفسطات الکلامیة والحجج الواهیة لابطال الحق وغوایة عوام الناس.

إنّ السخریة والإستهزاء والتهدید والإفتراء والإنکار الذی لا یقوم على دلیل، هی مجموعة من الأسالیب التی یعتمدها الظالمون الضالّون إزاء الأنبیاء ودعواتهم الکریمة، أمّا الاستدلال الممزوج بالعاطفة والحبّ والرأفة بالناس فهو اُسلوب الأنبیاء، رسل السماء إلى الأرض.

فی الرّوایات الإسلامیة والتاریخ الإسلامی آثار کثیرة وغنیّة عن مناظرات الرّسول الأکرم(صلى الله علیه وآله) وأئمّة أهل البیت(علیهم السلام) مع المعارضین، وإذا ما توفّر جهد معیّن على جمعها وتصنیفها فإنّها ستشکّل کتاباً کبیراً وضخماً للغایة. (وقد قام العلاّمة الشیخ الطبرسی بجمع بعضها فی کتابه «الإحتجاج»).

وبالطبع لم ینحصر مقام المجادلة بالتی هی أحسن ومناظرة الخصوم على المعصومین، بل إنّ الأئمّة(علیهم السلام) کانوا یحثّون من یجدون فیه القدرة الکافیة والمنطق القوی المتین للقیام بهذه الوظیفة، والاّ فقد تضعف جبهة الحق ویقوى عود خصومها، ویجدون فی أنفسهم الجرأة فی مواجهة الحق والتمادی فی عنادهم.

وفی هذا الإتجاه نقرأ فی حدیث، أنّ أحد أصحاب الإمام الصادق(علیه السلام) یلقّب بـ «الطیار» ویدعى (حمزة بن محمّد) جاء إلى الإمام الصادق(علیه السلام) وقال له: «بلغنی أنک کرهت مناظرة الناس» فأجابه الإمام(علیه السلام) بقوله: «أمّا مثلک فلا یکره، من إذا طار یحسن أن یقع، وإن وقع یحسن أن یطیر، فمن کان هذا لا نکرهه»(3).

وهذا کلامٌ جامع یشیر بوضوح کاف إلى لزوم توفر القوّة والمتانة فی قدرة الإستدلال والمناظرة وخصم الطرف المقابل لمن یرید خوض المناظرة مع الخصوم، کی یکون بمقدوره استخلاص النتائج وإنهاء البحث، فلابدّ من حضور اشخاص مستعدّین ولهم تسلّط کاف على البحوث الاستدلالیة، حتى لا یحسب ضعف منطقهم بأنّه من ضعف دینهم ومذهبهم.


1. البقرة، 111.
2. یس، 78.
3. رجال الکشی، ص 298، وبحارالانوار، ج 73، ص 404، الباب 145.
أ) مفهوم «جدال» و«مراء»ج) الآثار السیئة للجدال السلبی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma