بحوث

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 12
صفات تبعث الأمل فی النفوسسورة غافر (المؤمن) / الآیة 4 ـ 6

تنطوی الآیات الثلاث الآنفة الذکر على مجموعة من الملاحظات، نقف علیها من خلال النقاط الآتیة:

أولا: فی الآیات أعلاه آیة 2 و3 بعد ذکر الله وقبل ذکر المعاد (إلیه المصیر) اشتملت الآیتان على ذکر سبع صفات للذات الإلهیّة، بعضها من «صفات الذات» والبعض الآخر منها من «صفات الفعل» التی انطوت على إشارات للتوحید والقدرة والرحمة والغضب، ثمّ ذکرت «عزیز» و«علیم» وجعلتهما بمثابة القاعدة التی نزل الکتاب الإلهی (القرآن) على أساسهما.

أمّا صفات «غافر الذنب» و«قابل التوب» و«شدید العقاب» و«ذی الطول» فهی بمثابة المقدمات اللازمة لتربیة النفوس وتطویعها لعبادة الواحد الأحد.

ثانیاً: ابتدأت الصفات الآنفة الذکر بصفة «غافر الذنب» أوّلا و«ذی الطول» أخیراً، أی صاحب النعمة والفضل کصفة أخیرة. وفی موقع وسط جاءت صفة «شدید العقاب» وهکذا ذکرت الآیة الغضب الإلهی بین رحمتین. ثمّ إنّنا نلاحظ أنّ الغضب الإلهی جاء وسط حدیث الآیة عن ثلاث صفات من صفات الرحمة الإلهیّة، وفی کلّ ذلک دلیل على المعنى المکنون فی «یا من سبقت رحمته غضبه».

ثالثاً: لا یقتصر المعنى فی جملة (إلیه المصیر) على عودة الجمیع ورجوعهم کافةً إلیه تعالى فی یوم القیامة، وإنّما تشیر أیضاً إلى الإنتهاء المطلق لکل الاُمور فی هذا العالم والعالم الآخر إلیه تعالى، وانتهاء سلسلة الوجود إلى قدرته وإرادته .

رابعاً: جاء تعبیر (لا إله إلاّ هو) فی ختام الصفات، وهو حکایة عن مقام التوحید والعبودیة الذی لا یلیق بغیر الله تعالى، حیث تنتهی أمام عبودیته کل العبودیات الاُخرى. وهکذا یکون تعبیر «لا إله إلاّ هو» بمثابة النتیجة النهائیة الأخیرة للبیان القرآنی فی هذا المورد.

ولذلک نقرأ فی حدیث عن ابن عباس أنّه تعالى: (غافر الذّنب) للشخص الذی یقول: لا إله إلاّ الله. وهو تعالى: (قابل التّوب) للذی یقرّ بالعبودیة ویقول:لا إله إلاّ الله. وهو (شدید العقاب) للذی لا یقرّ ولا یقول: لا إله إلا الله. وهو (ذی الطّول) وغنی عمّن لایقول: لا إله إلا الله.

من کلّ ذلک یتّضح أن محور الصفات المذکورة هو التوحید، الذی یدور مدار الإعتقاد الصحیح والعمل الصالح.

خامساً: من وسائل الغفران فی القرآن:

ثمّة فی کتاب الله اُمور کثیرة تکون أسباباً وعناوین للمغفرة ومحو الذنوب والسیئات،

وفیما یلی نشیر إلى بعض هذه العناوین:

التوبة: إذ فی آیة 8 من سورة التحریم قوله تعالى: (یا أیّها الّذین آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً عسى ربّکم أن یکفّر عنکم سیّئاتکم).

الإیمان والعمل الصالح: حیث نقرأ فی سورة محمّد ـ آیة 2 قوله تعالى: (والّذین آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزّل على محمّد وهو الحقّ من ربّهم کفّر عنهم سیّئاتهم).

التقوى: ونرى مصداقها فی قوله تعالى: (إن تتّقوا الله یجعل لّکم فرقاناً ویکفّر عنکم سیّئاتکم)(1).

الهجرة والجهاد والشهادة: ومصداقها قوله تعالى فی الآیة 195 من سورة «آل عمران»: (فالّذین هاجروا وأخرجوا من دیارهم وأوذوا فی سبیلی وقاتلوا وقتلوا لأکفّرنّ عنهم سیّئاتهم).

صدقة السر: وذلک قوله تعالى: (إن تبدوا الصّدقات فنعمّا هی وأن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خیر لکم ویکفّر عنکم من سیّئاتکم)(2).

الإقراض: کما فی قوله تعالى: (إن تقرضوا الله قرضاً حسناً یضاعفه لکم ویغفر لکم)(3).

اجتناب کبائر الذنوب: حیث یقول تعالى: (إن تجتنبوا کبائر ما تنهون عنه نکفّر عنکم سیّئاتکم).(4)

وهکذا یتبیّن لنا أنّ أبواب المغفرة الإلهیّة مفتوحة من کلّ مکان، وأنّ عباد الله بوسعهم طَرق هذه الأبواب والولوج إلى المغفرة الإلهیّة، وقد رأینا فی الآیات الآنفة الذکر سبعة من هذه الأبواب التی تضمن الخلاص لمن یلج أىّ واحد منها، أو کلّها جمیعاً.


1. الأنفال، 29.
2. البقرة، 271.
3. التغابن، 17.
4. النساء، 31.

 

صفات تبعث الأمل فی النفوسسورة غافر (المؤمن) / الآیة 4 ـ 6
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma