توضیح لمفهوم اللانهایة:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
الذین یأملون لقاء الله: الإخلاص أو روح العمل الصالح:

یقوم القرآن الکریم بتجسید العدد اللانهائی ویقرّب معنى العلم المطلق غیر المحدود لله تعالى، ویقرّب سعة عالم الوجود العظیم إلى أفکارنا. وقد استخدم القرآن فی ذلک توضیحاً بلیغاً للغایة، وذکر أرقاماً حیَّة وذات روح.

تُرى هل هناک أعداد حیَّة واُخرى میتة؟

نعم، ففی الریاضیات إذا وُضعت الأصفار إلى یمین العدد الصحیح فهی  لا تعبِّر فی الواقع سوى عن أعداد میتة لا تستطیع أن تجسِّد عظمة شیء معیّن.

الأشخاص الذین یهتمّون بالقضایا الریاضیة والحسابیة یعرفون أنَّ العدد الواحد (کرقم واحد مثلا) لو وضع أمامهُ مِن الجهة الیمنى أصفاراً بطول کیلومتر واحد، فسیکون عدد عظیم جدّاً ومحیِّر ولا یمکن تصوّر عظمته، ولکن لمن؟ للاشخاص الریاضیین لا عامّة الناس الذین لا یستطیعون تصوّر العظمة فی هذا الرقم.

العدد الحی هو العدد الذی تنشغل أفکارنا به، ویجسِّد الحقائق کما هی ویملک روحاً ولساناً وعظمة.

والقرآن الکریم بدلا مِن أن یقول: إنَّ مخلوقات عالم الوجود تتجاوز فی کثرتها الرقم الذی تقع على یمینه مئات الکیلومترات مِن الأصفار، یقول: إذا تحوّلت جمیع الأشجار إلى أقلام، وکلّ البحار إلى مواد وحبر، فإنَّ الأقلام ستتکسر ومیاه البحار ستنتهی، ولا تنتهی أسرار ورموز وحقائق عالم الوجود، هذه الأسرار التی یحیط بها جمیعاً علم الله تعالى.

فکّروا جیّداً وتأملوا المقدار الذی یستطیع أن یکتبهُ القلم، ثمّ ما هو عدد الأقلام التی یمکن صناعتها مِن غصن واحد صغیر من شجرة معیّنة؟

ومعلوم أنّ باستطاعتنا صناعة آلاف بل حتى ملایین الأقلام مِن شجرة کبیرة عظیمة، ولنا أن نتصوّر کمیّة الاقلام التی یمکن صنعها مِن أشجار الأرض جمیعاً وغاباتها!

من الجهة الثّانیة لنا أن نتصوّر عدد الکلمات التی یمکن کتابتها مِن قطرة حبر واحدة، ثمّ علینا أن نتصوَّر ما نستطیع کتابته مِن حوض واحد، فبحیرة واحدة، فبحر واحد، فمحیط، ومِن ثمّ جمیع بحار الأرض ومحیطاتها!

إنَّ الحصیلة ـ بلا شک ـ ستکون رقماً عجیباً وخیالیاً!!

وتتوضّح عظمة المثال القرآنی إذا عرفنا أنَّ رقم (سبع) لیسَ للتحدید، بل هو إشارة للکثرة، ومعنى هذا الکلام أنّنا لو أضفنا لهذا العدد أضعافه مِن البحار، فإنَّ کلمات الله لا تنفد.

والآن لِنتصوّر الحیویة والروح الدافقة فی هذا العدد، والشاهد الحی الذی یبعث الیقظة فی روح الإنسان، ویشغل فکره ویجعلهُ یفکِّر فی آفاق اللانهایة!

إنَّ العدد الذی یتضمّنه المثال القرآنی یحس بعظمته الجمیع سواء کانوا ریاضیین أو أمیین.

نعم، إنَّ علم الله تعالى هو أعلى وأوسع مِن هذا العدد.

علم غیر محدود ولا مُتناهی.

علم یشمل کلّ الوجود، سابقاً وحاضراً ومستقبلا، وهو یضم فی طیّاته کلّ الأسرار والحقائق!

الآیة الثّانیة فی البحث والتی هی آخر آیة فی سورة الکهف، عبارة عن مجموعة مِن الأسس والأصول للإعتقادات الدینیة، التی تترکّز فی التوحید والمعاد ورسالة الرّسول (صلى الله علیه وآله). والآیة فی مضمونها إشارة إلى نفس المضمون الذی ورد فی بدایة السورة المبارکة، ففی البدایة تحدَّثت السورة عن الله والوحی والجزاء والقیامة، والآیة الأخیرة هی خلاصة لمجموع ما ورد فی السورة، التی اشتملت فی قسم مهم منها على الأصول الثلاثة الآنفة باعتبارها محاور للسورة.

ولأنَّ قضیة النبوة قد اقترنت مع أشکال مِن الغلو والمبالغة على طول التاریخ، لذا فإنَّ الآیة تقول: (قل إنّما أنا بشرٌ مِثلکم یوحى إلیّ ).

وهذا التعبیر القرآنی نسف جمیع الإمتیازات المقرونة بالشرک التی تُخرج الأنبیاء مِن صفة البشریة إلى صفة الألوهیة.

ثمّ تشیر الآیة إلى قضیة التوحید مِن بین جمیع القضایا الاُخرى فی الوحی الإلهی حیث تقول: (أنّما إلهکم إله واحد ).

أمّا لماذا تمّت الإشارة إلى هذه القضیة؟ فذلک لأنَّ التوحید هو خلاصة جمیع المعتقدات، وغایة کلّ البرامج الفردیة والاجتماعیة التی تجلب السعادة للإنسان.

وفی مکان آخر، أشرنا إلى أنَّ التوحید لیسَ أصلا مِن أصول الدین وحسب، وإنّما هو خلاصة لجمیع أصول وفروع الإسلام.

لو أردنا ـ على سبیل المثال ـ أن نشبِّه التعلیمات الإسلامیة مِن الأصول والفروع على أنّها قطع مِن الجواهر، عندها نستطیع أن نقول: إنَّ التوحید هو السلک والخیط الذی یربط جمیع هذه القطع إلى بعضها البعض لیتشکَّل مِن المجموع قلادة جمیلة وثمینة.

وإذا أردنا أن نشبِّه التعلیمات الإسلامیة أصولا وفروعاً بأعضاء الجسم، فإنَّ التوحید سیکون روح الإنسان التی تهب الحیاة لکافّة الأعضاء.

وقد أثبتنا فی بحوثنا حول المعاد والنبوة أنَّ هذین الأصلَیْن لا ینفصلان عن التوحید. یعنی: عندما نعرف الخالق بجمیع صفاته، فإنّنا نعلم أنَّ مثل هذا الخالق یجب أن یرسل الأنبیاء، وتقتضی حکمته وعدالته أن توجد محکمة عادلة وأن یکون هناک بعثاً.

والمسائل الاجتماعیة، وکلّ المجتمع الإنسانی وما یرتبط به، ینبغی أن یکون فیه شعاع مِن التوحید حتى یتوحّد وینتظم ویستقر.

لهذا السبب نقرأ فی الأحادیث القدسیّة إنّ: «کلمة لا اله إلاّ الله حصنی فمن دخل حصنی أمن من عذابی».

وکلّ منّا قد سمع أیضاً أنّ النّبی (صلى الله علیه وآله) قال فی بدایة الإسلام: (قولوا لا إله إلاَّ الله تفلحو).

الجملة الثّالثة فی الآیة الکریمة تشیر إلى قضیة البعث وتربطها بالتوحید بواسطة (فاء التفریع) حیث تقول: (فمن کان یرجوا لقاءَ ربّه فلیعمل عملا صالح ).

بالرغم مِن أنّ لقاء الله بمعنى المشاهدة الباطنیة ورؤیة الذات المقدّسة بعین البصیرة هو أمرٌ ممکن فی هذه الدنیا بالنسبة للمؤمنین الحقیقیین، إلاَّ أنَّ هذه القضیة تکتسب جانباً عاماً یوم القیامة بسبب مشاهدة الآثار الکبیرة والواضحة والصریحة للخالق تبارک وتعالى. لذا فإنَّ القرآن استخدم هذا التعبیر فی خصوص یوم القیامة.

مِن جانب آخر، فإنَّ الإنسان الذی ینتظر أمراً معیّناً، ویأمل شیئاً ما، فمن الطبیعی أن یُهىّء نفسهُ ویعدّها لإستقبال ذلک الأمر، أمّا الشخص الذی یدّعی  ولا یستعد، وینتظر ولا یعمل، فهو فی الواقع مدع کاذب لا غیر.

لهذا السبب فإنَّ الآیة أعلاه تقول: (فلیعمل عملا صالح ) حیث وردت بصیغة الأمر; الأمر الذی یلازمه الرجاء والأمل بانتظار لقاء الله.

وفی آخر جملة ثمّة توضیح للعمل الصالح فی جملة قصیرة، هی قوله تعالى: (ولا یشرک بعبادة ربّه أحد ).

بعبارة اُخرى: لا یکون العمل صالحاً ما لم تتجلى فیه حقیقة الإخلاص.

فالهدف الإلهی یعطی لعمل الإنسان عمقاً ونورانیة خاصّة، ویوجّهه الوجهة الصحیحة، وعندما نفقد الإخلاص یکون العمل ذا جنبة ظاهریة حیث یشیر إلى المنافع الخاصّة، ویفقد عمقه وأصالته ووجهتهُ الصحیحة.

فی الحقیقة إنَّ العمل الصالح الذی ینبع مِن أهداف إلهیّة، ویمتزج بالإخلاص ویتفاعل معه، هو الذی یکون جوازاً للقاء الله تبارک وتعالى.

وقد أشرنا سابقاً إلى أنَّ العمل الصالح لهُ مفهوم واسع للغایة، وهو یشمل أی برنامج مفید وبنّاء، فردی واجتماعی، وفی أىّ قضیة مِن قضایا الحیاة.

الذین یأملون لقاء الله: الإخلاص أو روح العمل الصالح:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma