الذین یأملون لقاء الله:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
سبب النّزول توضیح لمفهوم اللانهایة:

الآیات أعلاه فی نفس الوقت الذی تبحث بحثاً مستقلا، إلاَّ أنّها متصلة مع بحوث هذه السورة، حیثُ إنَّ کلّ قصّة مِن القصص الثلاث الواردة فی السورة، تکشف الستار عن مواضیع جدیدة وعجیبة، وکأنّما القرآن یرید أن یقول فی هذه الآیات: إنَّ الإطلاع على قصّة أصحاب الکهف، وموسى والخضر، وذی القرنین، یعتبر لا شیء إزاء علم الله غیر المحدود، لأنَّ علمهُ سبحانه وتعالى ومعرفتهُ تشمل کافّة الکائنات وعالم الوجود فی الماضی والحاضر والمستقبل.

القرآن الکریم یخاطب الرّسول (صلى الله علیه وآله) ـ فی أوّل آیة نبحثها ـ بقوله: (قل لو کان البحر مداداً لکلمات ربّی لنفد البحر قبل أن تنفد کلمات ربّی ولو جئنا بمثلهُ مدد ).

«مداد» تعنی الحبر، أو أی مادة ملوّنة تساعد فی الکتابة، وهی فی الأصل مأخوذة مِن «مدَّ» بمعنى السحب، حیث تتوضّح خطوط الکتابة بسحب القلم(1) .

(کلمات) جمع کلمة، وهی فی الأصل تعنی الألفاظ التی یتمّ التحدّث بها، أو بعبارة اُخرى: الکلمة لفظ یدل على المعنى، وبما أنَّ کلّ موجود مِن موجودات هذا العالم هو دلیل على علم وقدرة الخالق، لذا فإنَّهُ یطلق فی بعض الأحیان على کلّ موجود اسم (کلمة الله) ویختص هذا التعبیر أکثر بالموجودات المهمّة العظیمة.

فبالنسبة للمسیح عیسى (علیه السلام) یقول القرآن الکریم: (إنّما المسیحُ عیسى بن مریم رسول الله وکلمته ألقاها إلى مریم ) (2) .

وفی الآیة التی نبحثها فإنَّ (کلمة) قد استخدمت بهذا المعنى، أی إشارة إلى موجودات عالم الوجود التی تدل کلّ واحدة فیه على الصفات المختلفة لله تبارک وتعالى.

وفی الحقیقة إنّ القرآن یُلفت أنظارنا فی هذه الآیة إلى هذه الحقیقة وهی:  لا تظنّوا أنَّ عالم الوجود محدود بما تشاهدونه أو تعلمونه أو تحسّونه، بل هو على قدر مِن السعة والعظمة بحیث لو أنَّ البحار تتحوّل إلى حبر، وتکتب صفاته وخصائصه، فإنّها ـ أی البحار ـ ستجف قبل أن تحصی موجودات عالم الوجود.

ومِن الضروری الإلتفات هنا إلى أنَّ کلمة البحر یراد بها الجنس وکذلک کلمة (مثل) فی قوله: (ولو جئنا بمثله مدد ) فإنّه یراد بها الجنس أیضاً، وهذه إشارة إلى أنّنا مهما أضفنا مِن أمثال هذه البحار إلیها فإنَّ الکلمات الإلهیّة لا تنتهی  ولا تنفد.

ولهذا السبب فلیس ثمّة تعارض بین هذه الآیة وما ورد فی سورة لقمان فی قوله تعالى فی الآیة 27: (ولو أنّما فی الأرض مِن شجرة أقلام والبحر یمدّه مِن بعده سبعة أبحر ما نفدت کلمات الله ). یعنی أنَّ هذه الأقلام ستتکسر والمحابر ستجف حتى آخر قطرة، ومع ذلک فإنّ أسرار المخلوقات وحقائق عالم الوجود لا تنتهی.

وینبغی الإنتباه هنا إلى أنَّ الآیة أعلاه فی الوقت الذی تُجسِّد فیه سعة عالم الوجود اللامتناهیة فی الماضی والحاضر والمستقبل، فإنّها تُوَضِّح ـ أیضاً ـ العلم المطلق وغیر المحدود للخالق جلَّ وعلا، لأنّنا نعلم أنَّ الله سبحانه وتعالى یحیط علمه بما کان موجوداً فی عالم الوجود، وبما سیکون موجوداً، وفی الوقت الذی یعتبر فیه علم الله تعالى «علماً حضوریاً» فإنّه لا یفترق عن وجود هذه الموجودات. (فدقق فی ذلک).

إذن نستطیع أن نقول: لو أنَّ جمیع المحیطات وبحار الأرض تحوّلت إلى حبر ومداد، ولو أنَّ کافّة الأشجار تحوّلت إلى أقلام، فإنَّ ذلک کُلّه لا یستطیع الإحاطة بما هو موجود فی علم الخالق جلَّ وعلا.


1. نقل الفخر الرازی فی معنى «مداد» إضافة إلى ما ذکر معنى آخر، وهو «الزیت» الذی یوضع فی المصباح ویکون سبباً للنور، والإثنان یرجعان إلى معنى واحد.
2. النساء، 171.
سبب النّزول توضیح لمفهوم اللانهایة:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma