عاقبة الکافرین:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
سورة الکهف / الآیة 99 ـ 102سورة الکهف / الآیة 103 ـ 108

لقد تناولت الآیة السابقة سد یأجوج ومأجوج وانهدامه عند البعث، وهذه الآیات تستمر فی قضایا القیامة، فتقول أوّلا: إنّنا سنترک فی ذلک الیوم ـ الذی ینتهی فیه العالم ـ بعضهم یموج ببعض: (وترکنا بعضهم یومئذ یموج فی بعض ).

إنَّ استخدام کلمة «یموج» إمّا بسبب الکثرة الکاثرة للناس فی تلک الواقعة، وشبیه لهُ ما نقوله مِن أنَّ الناس فی القضیة الفلانیة یموجون، کنایة عن کثرتهم، أو بسبب الإضطراب والخوف الذی یصیب الناس فی ذلک الیوم، وکأنّما أجسادهم تهتز کأمواج الماء.

طبعاً لا یوجد تناقض بین المعنیین، ویمکن أن یشمل تعبیر الآیة کلا الحالتین.

بعد ذلک تضیف الآیات: (ونفخ فی الصور فجمعناهم جمع ) وبلا شک فإنَّ کافّة الناس سیجمعون فی تلک الساحة ولن یستثنى مِنهم أحد، وتعبیر (فجمعناهم جمع ) إشارة إلى هذه الحقیقة.

مِن مجموع الآیات نستفید أنَّ ثمّة تحوّلان عظیمان سیحصلان عند نهایة هذا العالم وبدایة العالم الجدید:

الأوّل: فناء الموجودات والناس بشکل آنی.

والثّانی: إحیاء الموتى بشکل آنی أیضاً.

ولا نعلم مقدار الفاصل بین الحدثین، ولکنَّ القرآن یُعبِّر عن هذین التحوّلین بعنوان (نفخ الصور)، وسنشرح ما یراد من ذلک فی نهایة الآیة 68 مِن سورة الزمر إن شاء الله.

وهناک روایة ینقلها «أصبغ بن نباتة» عن الإمام الصادق (علیه السلام)، یبیّن فیه (علیه السلام) أنَّ المقصود مِن قوله تعالى: (وترکنا بعضهم یومئذ یموج فی بعض ) هو یوم القیامة(1) .

وقد یتصوّر البعض أنّ هناک تعارضاً بین الرّوایة وبین ما ذکرناه أعلاه فی تفسیر الآیة، حیث قلنا: إنّها تعنی مرحلة فناء الدنیا، کما یظهر مِن الآیات التی تسبقها والتی تلیها، لکن هذا التعارض سیزول إذا التفتنا إلى ملاحظة وهی أنَّهُ یتمّ استخدام یوم القیامة فی بعض الأحیان بمعناه الواسع الذی یشتمل على المقدمات (أی مقدمات القیامة) ونحن نعرف: أنّ الفناء السریع للدنیا هو أحد المقدمات.

ثمّ تتناول الآیات تفصیل حال الکافرین، حیث توضّح عاقبة أعمالهم، والصفات التی تقود إلى هذه العاقبة، فتقول: (وعرضنا جهنّم یومئذ للکافرین عرض ).

إنَّ جهنَّم ستظهر لهم، وتتّضح لهم الأنواع المختلفة مِن عذابها، وهذا هو بحدّ ذاته عذاب ألیم موجع، فکیف إذا ولجوها!؟

ولکن مَن هُم الکافرون؟ ولماذا یُصابون بمثل هذه العاقبة؟

الآیة تعرِّف هؤلاء بجملة قصیرة واحدة بقولها: (الذین کانت أعینهم فی غطاء عن ذکری ) وبالرغم من أنّهم یمتکون آذاناً، إلاّ أنّهم یفقدون القدرة على السماع: (وکانوا لا یستطیعون سمع ).

فهؤلاء أسقطوا فی الواقع أهم وسیلة لمعرفة الحق وإدارکه، وأهملوا الوسیلة الهامّة فی شقاء أو سعادة الإنسان، یعنی أنَّهم غطّوا أعینهم وأسماعهم بحجاب وستار بسبب أفکارهم الخاطئة وتعصّبهم وحقدهم وصفاتهم القبیحة الاُخرى.

الطریف فی الأمر أنَّ الآیة تقول فیما یخصّ العین: إنّها کانت مُغطّاة وبعیدة عن ذکری، وهذه إشارة إلى أنّهم لم یستطیعوا أن یشاهدوا آثار الخالق جلَّ وعلا، لأنّهم کانوا فی ستار وحجاب مِن الغفلة، ولأنّهم لم یشاهدوا الحقائق فقد اختلقوا الأساطیر ونسوا الله.

نعم، إنَّ الحق واضح، وکلّ شیء فی هذا الوجود یتحدّث مع الإنسان، والمطلوب أن تکون للإنسان عین تنظر وأذن تسمع!

بعبارة اُخرى: إنَّ ذکر الله لیسَ شیئاً یُمکن رؤیته بالعین، فما یشاهد هو آثاره، إلاَّ أنَّ آثاره هی التی تذکّر الإنسان بخالقه.

الآیة التی بعدها تشیر إلى نقطة انحراف فکریّة لدى هؤلاء هی أصل انحرافاتهم الاُخرى، فتقول: (أفحسب الذین کفروا أن یتّخذوا عبادی مِن دونی أولیاء ).

هل یملک هؤلاء المعبودون ـ کالمسیح والملائکة ـ شیئاً للدفاع عن الآخرین بالرغم مِن مکانتهم العالیة، أو أنَّ الأمر بالعکس إذ کلّ ما عندَ هؤلاء هو مِن الله، وأنّهم أنفسهم یحتاجون إلى هدایته؟

إنّ هذه حقیقة واضحة، ولکنَّ هؤلاء تناسوها وتورّطوا فی شراک الشرک.

فی ختام الآیة وللمزید مِن التأکید، تقول الآیة: (إنّا اعتدنا جهنّم للکافرین نزل ).

«نزل» على وزن «رُسل» بمعنى الإقامة، وتعنی أیضاً الشیء الذی یُهَیَّأ لتقدیمه للضیوف، وذهب البعض إلى أنّ هذه الکلمة تطلق على أوّل شیء یقدّم للضیف عند وروده کالفواکه والشراب.


1. تفسیر العیاشی، نقلا عن تفسیر المیزان، ذیل الآیة مورد البحث.
سورة الکهف / الآیة 99 ـ 102سورة الکهف / الآیة 103 ـ 108
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma