رؤیة المعلم الکبیر:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
سورة الکهف / الآیة 65 ـ 70 سورة الکهف / الآیة 71 ـ 78

عندما رجع موسى (علیه السلام) وصاحبه إلى المکان الأوّل، أی قرب الصخرة وقرب (مجمع البحرین)، فجأة: (فوجدا عبداً مِن عبادنا آتیناهُ رحمة مِن عندنا وعلّمناه مِن لدنّا علم ).

إنَّ استخدام کلمة «وجدا» تفید أنّهم کانوا یبحثون عن نفس هذا الرجل العالم، وقد وجداه أخیراً.

أمّا استخدام عبارة (عبداً مِن عبادن ) فهی تبیّن أنّ أفضل فخر للإنسان هو أن یکون عبداً حقیقیاً للخالق جلَّ وعلا، وإنَّ مقام العبودیة هذا یکون سبباً فی شمول الإنسان بالرحمة الإلهیّة، وفتح أبواب المعرفة والعلم فی قلبه.

کما أنَّ استخدام عبارة (مِن لدنّ ) تبیّن أنَّ علم ذلک العالم لم یکن علماً عادیاً، بل کان یعرف جزءاً مِن أسرار هذا العالم، وأسرار الحوادث التی لا یعلمها سوى الله تعالى.

أمّا استخدام (علم) بصیغة النکرة فهو للتعظیم، ویتبیّن مِن ذلک أنَّ ذلک الرجل العالم قد حصَلَ مِن علمه على فوائد عظیمة.

أمّا ما هو المقصود مِن عبارة (رحمة مِن عندن ) فقد ذکر المفسّرون تفاسیر مختلفة، فقال بعضهم: إنّها إشارة إلى مقام النبوة، والبعض الآخر اعتبرها إشارة للعمر الطویل. ولکن یُحتمل أن یکون المقصود هو الإستعداد الکبیر والروح الواسعة، وسعة الصدر التی وهبها الله تعالى لهذا الرجل کی یکون قادراً على استقبال العلم الإلهی.

أمّا ما ذکر مِن أنَّ هذا الرجل اسمهُ (الخضر) وفیما إذا کانَ نبیّاً أم لا، فسوف نبحث کلّ ذلک فی البحوث القادمة.

فی هذه الأثناء قالَ موسى للرجل العالِم باستفهام وبأدب کبیر: (قالَ لهُ موسى هل أتّبعک على أن تعلّمن ممّا علّمت رُشد ).

ونستفید مِن عبارة «رشداً» أنَّ العلم لیس هدفاً، بل هو وسیلة للعثور على طریق الخیر والهدایة والصلاح، وأنَّ هذا العلم یجب أن یُتعَلَّم، وأن یفتخر به.

فی معرض الجواب نرى أنَّ الرجل العالِم یجیب موسى (علیه السلام) بکلام عجیب: (قالَ إنّک لن تستطیع معی صبر ).

ثمّ بیَّن سبب ذلک مُباشرة وقال: (وکیف تصبر على ما لم تحط بهِ خبر ).

وکما سنرى فیما بعد، فإنَّ هذا الرجل العالم کانَ یُحیط بأبواب مِن العلوم التی تخصّ أسرار وبواطن الأحداث، فی حین أنَّ موسى (علیه السلام) لم یکن مأموراً بمعرفة البواطن، وبالتالی لم یکن یعرف عنها الکثیر، وفی مثل هذه الموارد یحدث کثیراً أن یکون ظاهر الحوادث یختلف تمام الاختلاف عن باطنها، فقد یکون الظاهر قبیحاً أو غیر هادف فی حین أنَّ الباطن مفید ومقدَّس وهادف لأقصى غایة.

فی مثل هذه الحالة یفقد الشخص الذی ینظر إلى الظاهر صبره وتماسُکهُ فیقوم بالإعتراض وحتى بالتشاجر.

ولکن الأستاذ العالِم والخبیر بالأسرار بقی ینظر إلى بواطن الأعمال، واستمرّ فی عمله ببرود، ولم یعر أی أهمّیة إلى اعتراضات موسى وصیحاته، بل کان فی انتظار الفرصة المناسبة لیکشف عن حقیقة الأمر، إلاَّ أنَّ التلمیذ کانَ مستمرّاً فی الإلحاح، ولکنَّهُ ندمَ حین توضّحت وانکشفت لهُ الأسرار.

وقد یکون موسى (علیه السلام) اضطرب عندما سمعَ هذا الکلام وخشی أن یُحرم مِن فیض هذا العالم الکبیر، لذا فقد تعهّد بأن یصبر على جمیع الحوادث وقال: (قال ستجدنی إن شاءَ اللَّهُ صابراً ولا أعصی لک أمر ).

مرّة اُخرى کشف موسى (علیه السلام) عن قمّة أدبه فی هذه العبارة، فقد اعتمد على خالقه حیث لم یقل للرجل العالم: إنّی صابر، بل قال: إن شاء الله ستجدنی صابراً.

ولأنَّ الصبر على حوادث غریبة وسیّئة فی الظاهر والتی لا یعرف الإنسان أسرارها، لیسَ بالامر الهین، لذا فقد طلب الرجل العالم مِن موسى (علیه السلام) أن یتعهّد لهُ مرّة اُخرى، وحذَّره: (قال فإن اتّبعتنی فلا تسئلنی عن شیء حتى أحدث لک مِنهُ ذِکر ) (1) . وقد أعطى موسى العهد مجدداً وانطلق مع العالم الأستاذ.


1. إنّ عبارة (أحدث لک منهُ ذکر) یکون مفهومها بعد الأخذ بنظر الاعتبار کلمة «أحدث» هو: إنّی أنا الذی أبدأ بالکلام وأکشف للمرّة الاُولى; أمّا أنت فلا تتکلم.
سورة الکهف / الآیة 65 ـ 70 سورة الکهف / الآیة 71 ـ 78
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma