2ـ دروس وعبر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
1ـ غرور الثروة سورة الکهف / الآیة 45 ـ 46

هذا المصیر المقترن بالعبرة والذی ذُکِرَ هُنا بشکل سریع یتضمّن بالإضافة إلى الدرس الآنف، دروساً اُخرى ینبغی أن نتعلمها، وهذه الدروس هی:

) مهما کانت نعم الدنیا المادیة کبیرة وواسعة، فإنّها غیر مُطمئنة وغیر ثابتة، فصاعقة واحدة تستطیع فی لیلة أو فی لحظات معدودة أن تُبید البساتین والمزارع التی یکمن فیها جهد سنین طویلة مِن عمر الإنسان، وتحیلها إلى تلّ مِن تراب ورماد وأرض یابسة زلقة.

إنَّ زلزلة واحدة خفیفة یمکن أن تقضی على العیون الفوّارة التی هی الأصل فی هذه الحیاة، بالشکل الذی لا یمکن معهُ ترمیمها أبداً.

ب) إنَّ الأصدقاء الذین یلتفّون حول الإنسان بغرض الإفادة مِن إمکاناته المادیة هم بدرجة من اللامبالاة وعلى قدر مِن الغدر والخیانة بحیث إنّهم یتخلّون عنهُ فی نفس اللحظة التی تزول فیها إمکاناته المادیة ویترکونهُ وحیداً لهمومه: (ولم تکن لهُ فئة ینصرونه مِن دون الله ).

هذا النوع مِن الأحداث الذی طالما سمعنا ورأینا لهُ نماذج تُبرهن على أنَّ الإنسان لا یملک سوى التعلّق بالله وحده، وأنَّ الأصدقاء الحقیقیین والأوفیاء للإنسان هم الذین تصنعهم الروابط والعلائق المعنویة، إذ یستمر ودُّ هؤلاء فی حال الفقر والثروة، فی الشباب والشیبة، فی الصحة والمرض، فی العز والذلة، بل وتستمر مودّة هؤلاء إلى ما بعد الموت!

ج) لا فائدة من الصحوة بعد نزول البلاء

لقد أشرنا مِراراً إلى أنَّ الیقظة الإجباریة لدى الإنسان لیست دلیلا على یقظة داخلیة حقیقیة هادیة، ولیست علامة على تغییر مسیر الإنسان، أو ندمه على أعماله السابقة وعلى ما کان فیها مِن معصیة وانحراف، بل کلّ ما فی الأمر هو أنَّ الإنسان عندما ینزل بساحته البلاء أو یرى عمود المشنقة، أو تحیط به أمواج البلاء والعواصف، فهو یتأثّر للحظات لا تتعدى مدّة البلاء ویتخذ قراراً بتغییر مصیره، ولکن لأنَّهُ لا یملک أساساً متیناً فی أعماقه، فإنَّهُ بانتهاء البلاء یغفل عن صحوته هذه ویعود إلى خطّة ومسیره الأوّل.

لو تأمّلنا الآیة 18 مِن سورة النساء لرأینا مِن خلالها أنَّ أبواب التوبة تغلق أمام الإنسان عند رؤیة علائم الموت، وسبب هذا الأمر هو ما ذکرناه أعلاه.

وفی الآیات 90 و91 مِن سورة یونس یقول القرآن حول فرعون عندما صارَ مصیره إلى الغرق وعصفت بهِ الأمواج، فإذا به یصرخ ویقول: (آمنت أنّه  لا إله إلاّ الذی آمنت به بنو إسرائیل ) إلاَّ أنَّ هذه التوبة تُردّ علیه ولا تقبل منهُ: (آلآن وقد عصیت )!

د) لا الفقر دلیل الذلة ولا الثروة دلیل العزة

وهذا درس آخر نتعلّمهُ مِن الآیات أعلاه، طبیعی أنَّ المجتمعات المادیة والمذاهب النفعیة غالباً ما تتوهم بأنَّ الفقر والثروة هما دلیل الذلة والعزة، لهذا السبب لاحظنا أنَّ مُشرکی العصر الجاهلی یعجبون مِن یُتم رسول الإسلام (صلى الله علیه وآله) وفقره ویقولون: (وقالوا لولا نزّل هذا القرآن على رجل مِن القریتین عظیم ) (1) .

هـ ) أسلوب تحطیم الغرور

عندما تبدأ بواعث الغرور تقترب مِن الإنسان وتناجی أعماقه بسبب المال والمنصب، فیجب علیه أن یقطع تلک الوسوسة مِن جذورها، علیه أن یتذکّر ذلک الیوم الذی کانَ فیه تراباً لا قیمة له; وذلک الیوم الذی کان فیه نطفة لا قیمة لها، علیه أن یعی اللحظة التی کان فیها ولیداً ضعیفاً لا یقدر على الحرکة.

لاحظنا القرآن فی الآیات الآنفة کیف یعید مِن خلال خطاب الرجل المؤمن، صاحب البستان إلى وضعه العادی: (أکفرت بالذی خلقک مِن تراب ثمّ مِن نطفة ثمّ سوّاک رجل ).

و) درسٌ مِن عالم الطبیعة

القرآن عندما یصف البساتین المثمرة یقول: (ولم تظلم منهُ شیئ ) ولکنَّهُ عندما یتحدّث عن صاحب البستان یقول: (ودخل جنّته وهو ظالم لنفسه ).

یعنی: أیّها الإنسان، أنظر إلى الوجود مِن حولک، ولاحظ أنَّ هذه الأشجار المثمرة والزراعة المبارکة کیف آتت کلّ ما عندها بأمانة وقدّمته لک، فلا مجال عندها للإحتکار والحسد والبخل، فعالم الوجود هو ساحة للإیثار والبذل والعفو، فما تمتلکهُ الأرض تقدّمهُ بإیثار إلى الحیوانات والنباتات، وتضع الأشجار والنباتات کلّ ثمارها ومواهبها فی اختیار الإنسان والأحیاء الاُخرى، وقرص الشمس یضعف یوماً بعد آخر وهو یشعّ النور والدفء والحرارة; الغیوم تمطر والریاح تهب، لتتسع أمواج الحیاة فی کلّ مکان.

هذا هو نظام الوجود، ولکنّک أیّها الإنسان ترید أن تکون سید الوجود ومع ذلک تسحق قوانینه الثابتة البیِّنة، فتکون رقعة نشاز غیر متناسقة فی عالم الوجود ترید أن تستحوذ على کلّ شیء وتصادر حقوق الآخرین!


1. الزخرف، 31.
1ـ غرور الثروة سورة الکهف / الآیة 45 ـ 46
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma