1ـ الرّوح الطبقیة مُشکلة اجتماعیة کبیرة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
الحفاة الأطهار! 2ـ المقارنة بین الحیاة فی هذا العالم وعالم الآخرة

لیست الآیات الآنفة الذکر ـ وحدها ـ تحارب تقسیم المجتمع إلى مجموعتین مِن الأغنیاء والفقرء، بل إنّنا نجد الکثیر مِن الآیات القرآنیة الاُخرى، ممّا ذکرناها سابقاً أو سنذکرها لاحقاً، تؤکّد جمعیها على هذا الموضوع.

إنَّ المجتمع الذی تکون فیه مجموعة (وهی أقلیة فی الغالب) مُرفّهة وغارقة فی الإسراف والتبذیر وملوَّثة بأنواع المفاسد، سیکون فی مقابل هؤلاء مجموعة اُخرى، هم الأکثریة التی لا تملک أبسط وسائل الحیاة الإنسانیة، ومثل هذا المجتمع یرفضه الإسلام ولیسَ مجتمعاً إنسانیاً.

مثل هذا المجتمع سوف لا یرى الإستقرار أبداً، وسوف یلقی الاستعمار والاستکبار وأشکال الظلم والعبودیة بظلال علیه، وغالباً ما تقوم الحروب الدامیة فی مثل هذه المجتمعات ولا تنتهی الإضطربات فیها أبداً.

ومِن الطبیعی أن یتساءل المرء عن أسباب تکدُّس النعم الإلهیّة بید حفنة معدودة مِن الناس وبدون سبب، بینما الأکثریة تعیش الفقر والألم والعذاب والمرض؟

إنَّ مثل هذا المجتمع یکون مملوءاً ـ حتماً ـ بالکراهیة والحسد والکبر والعداء والغرور والظلم والتکبّر، وکل عوامل الفساد الاُخرى.

ولو دَققنا النظر فی تأریخ النّبوات لرأینا أنّ الأنبیاء (علیهم السلام) بأجمعهم، وخصوصاً رسول الإسلام (صلى الله علیه وآله) واجهوا هذا النظام المنحرف والظالم ورموزه مِن الأغنیاء الظالمین مِن أجل تأمین عوامل الاستقرار داخل المجتمع.

فی مثل هذه المجتمعات الطبقیة تکون جلسات واجتماعات المترفین مُنفصلة عن مجالس الفقراء وأماکنهم، وکذا الحال بالنسبة لمراکز الترفیه وما إلى ذلک. (هذا إذا کان الفقراء یملکون فی الأصل مراکز للترفیه). ثمّ إنَّ العادات والتقالید تختلف بین المجموعتین تماماً.

إنَّ هذا الإنفصال المجافی للروح الإنسانیة، وروح کلّ القوانین السماویة، لن یتحمّلها أىّ رجل إلهی. وقد کان مثل هذا الوضع حاکماً بشدَّة فی المجتمع العربی الجاهلی، حتى کان هؤلاء یعتبرون التفاف الفقراء مِن أمثال سلمان وأبو ذر حول رسول الله (صلى الله علیه وآله) مِن أکبر العیوب (!!) ولکن لم یعلم هؤلاء الأغنیاء أنّ قلوب الفقراء هؤلاء مملوءة بحبّ الله والإیمان وبصفات الشهامة والإیثار.

فی المجتمع الجاهلی الذی عاصر النّبی المصلح نوح (علیه السلام)، قال المترفون مِن الملأ عبید الدنیا مخاطبین نوح (علیه السلام): لماذا اتبعک الذین هم أراذلُنا (على حدِّ قولهم) ولقد حکى القرآن اعتراضهم هذا فی الآیة 27 مِن سورة هود فی قوله تعالى: (فقال الملأ الذین کفروا مِن قومه ما نراک إلاَّ بشراً مثلنا وما نراک اتبعک إلاَّ الذین هم أراذلن ).

وهکذا نرى أنَّ عبید الدنیا وأتباع الهوى هؤلاء یرفضون الجلوس - حتى للحظات ـ قرب الفقراء المؤمنین!

ولاحظنا ـ أیضاً ـ کیف أنّ رسول الإسلام (صلى الله علیه وآله) بطرده للمجموعة الاُولى (الأغناء المترفین) وتقریبه للمجموعة الثّانیة (الفقراء المؤمنین) شکَّل مجتمعاً توحیدیاً بمعنى الکلمة، مجتمعاً تفجَّرت فیه الطاقات الکامنة، وأصبحت فیه معاییر الشخصیة والقیم والنبوغ، هی التقوى والعلم والإیمان والجهاد والعمل الصالح.

والیوم ما لم نسعَ لبناء مِثل هذا المجتمع والإقتداء بالنموذج الإسلامی الذی شیَّدَهُ رسول الله (صلى الله علیه وآله) فی عهده، وبدون نبذ الفکر الطبقی مِن العقول عن طریق التعلیم والتربیة وتدوین القوانین الصحیحة والسهر على تنفیذها بدقّة ـ بالرغم مِن رفض الإستکبار العالمی وتعویقه لذلک ـ فسوف لن نملک مجتمعاً إنسانیاً سلیماً أبداً.

الحفاة الأطهار! 2ـ المقارنة بین الحیاة فی هذا العالم وعالم الآخرة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma