الحفاة الأطهار!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
سبب النّزول 1ـ الرّوح الطبقیة مُشکلة اجتماعیة کبیرة

مِن الدروس التی نستفیدها مِن قصّة أصحاب الکهف أنَّ مقیاس قیمة البشر لیست بالمنصب الظاهری أو بالثروة، بل عندما یکون المسیر فی سبیل الله یتساوى الوزیر والراعی، والآیات التی نبحثها تؤکّد هذه الحقیقة المهمّة وتعطی للرّسول (صلى الله علیه وآله) هذا الأمر: (واصبر نفسک مع الذین یدعون ربَّهم بالغداة والعشىّ یریدون وجهه ) إنَّ استخدام تعبیر (اصبر نفسک ) هو إشارة إلى حقیقة أنّ رسول الله (صلى الله علیه وآله) کانَ قد تعرَّض إلى ضغط الأعداء المستکبرین والمشرکین حتى یُبعد عنهُ مجموع المؤمنین الفقراء، لذلک جاءه الأمر الإلهی بالصبر والإستقامة أمام هذا الضغط المتزاید وأن لا یستسلم له، إنَّ استخدام تعبیر (الغداة والعشىّ ) إشارة إلى أنّهم کانوا دائماً وأبداً یذکرون الله.

أمّا استخدام مصطلح (یُریدون وجهه ) (1) فهو دلیل على إخلاصهم وإشارة إلى أنّهم یعبدون الله لذاته لا طمعاً بالجنة (بالرغم مِن نعمها الکبیرة والثمینة)  ولا خوفاً مِن الجحیم وعذابه (بالرغم مِن شدّة عذابها) بل یعبدون الله لأجل ذاته المُنزَّهة، وهذه أعلى مرتبة فی الطاعة والعبودیة والحبّ والإیمان بالله تعالى.

ثمّ تستمر الآیات مُؤکّدة خطابها للرّسول (صلى الله علیه وآله): (ولا تعدُ عیناک عنهم ترید زینة الحیاة الدّنی ) (2) فلا تنظر إلى هؤلاء المستکبرین بدل المستضعفین من أجل بهارج الدنیا وزخارفها.

ثمّ مِن أجل التأکید مجدداً یقول تعالى: (ولا تُطع مَن أغفلنا قلبه عن ذکرن ).

(واتبع هواه ) والمطیع لأهوائه النّفسیة، والمفرط فی أفعاله دائماً (وکانَ أمره فرط ) (3) .

الطریف هُنا أنَّ القرآن وضع هاتین المجموعتین فی مقابل بعضهما مِن حیث الصفات، وکانَ الأمر کما یلی:

مؤمنون حقیقیون إلاَّ أنّهم فقراء، ولهم قلوب مملوءة بحبّ الله، یذکرونه باستمرار ویسعون إلیه.

الأغنیاء المستکبرون الغافلون عن ذکر الله، والذین لا یتبعون سوى هواهم، وخارجون عن حدّ الإعتدال فی کلّ اُمورهم ویُفرطون ویُسرِفون.

إنَّ الموضوع ـ أعلاه ـ مِن الأهمیة بمکان، بحیث إنَّ القرآن یقول للرّسول (صلى الله علیه وآله) ـ بصراحة ـ فی الآیة التی بعدها: (وقل الحق مِن ربِّکم فمن شاء فلیؤمن ومَن شاء فلیکفر ).

ولکن اعلموا أنَّ هؤلاء عباد الدنیا الذین یسخرون مِن الألبسة الخشنة التی یرتدیها أمثال سلمان وأبی ذر خاصَّة، والذین یعیشون حیاة مُرفّهة باذخة وملیئة بالزینة، ستنتهی عاقبتهم إلى سوء وظلام وعذاب: (إنّا أعتدنا للظالمین ناراً أحاط بهم سرادقه ).

نعم، إنّهم کانوا إذا عطشوا فی هذه الدّنیا کان الخدم یجلبون لهم أنواع المشروبات، ولکنَّهم عندما یطلبون الماء فی جهنَّم یؤتى إلیهم بماء کالمهل: (وإن یستغیثوا یُغاثوا بماء کالمهل یشوی الوجوه ) (4) .

(بئسَ الشراب ).

ثمّ (وساءت مُرتفق ) (5) .

تصوّروا هل یمکن شرب الماء الذی إذا اقترب مِن الوجه فإنَّ حرارته ستشوی الوجه؟ إنّ ذلک بسبب أنّهم شربوا فی الدنیا أنواع المشروبات المُنعشة والباردة، فی حین أنّهم أجّجوا فی قلوب المحرومین نیراناً، إنَّ هذه النار هی نفسها التی تجسّدت فی الآخرة بهذا الشکل.

والطریف فی أمر هؤلاء أنَّ القرآن ذکر لهم بعض «التشریفات» وهُم فی جهنَّم، لقد کان لهؤلاء فی حیاتهم الدنیا (سرادق) عالیة وباذخة لیسَ فیها نصیب للفقراء، وهذه السرادق ستتحوَّل إلى خیام عظیمة مِن لهیب نار جهنَّم!

وفی هذه الدنیا تتوفر لدیهم أنواع المشروبات التی تحضر بین أیدیهم بمجرّد مُناداة الساقی، وفی جهنَّم یوجد أیضاً ساق وأشربة، أمّا ما هو نوع الشراب؟ إنَّهُ ماء کالمعدن المذاب! حرارته کحرارة دموع الیتامى وآهات المستضعفین والفقراء الذین ظلمهم هؤلاء الأغنیاء! نعم، إنَّ کلّ ما هو موجود هُناک (فی الآخرة) هو تجسید لما هو موجود هنا (فی الدنیا).

وبما أنَّ اُسلوب القرآن اُسلوب تربوی وتطبیقی، فإنَّهُ بعدما بیّن أوصاف وجزاء عبید الدنیا، ذکر حال المؤمنین الحقیقیین وجوائزهم الثمینة الغالیة التی تنتظرهم جزاء ما فعلوا. لقد أجملت الآیة کلّ ذلک بشکل مُختصر، ثمّ بشکل تفصیلی نوعاً مّا.

ففی البدء قال تعالى: (إنَّ الذین آمنوا وعملوا الصالحات إنّا لا نضیع أجر مَن أحسن عمل )أی إنّنا لا نضیع أعمال العاملین قلیلة کانت أو کثیرة، کُلّیة أو جزئیة، ومن أی شخص وفی أی عُمر کان:

(اُولئک لهم جنّات عدن ) (الجنات الخالدة).

(تجری مِن تحتهم الأنهار ) (من تحت الأشجار والقصور).

(یُحلّون فیها مَن أساور مِن ذهب ) (6) .

(ویلبسون ثیاباً خضراً مِن سندس وإستبرق ) (من حریر ناعم وسمیک).

(مُتّکئین فیها على الأرائک ) (7) .

(نعم الثّواب ).

(وحسنت مُرتفق ) (وحسنت مجمعاً للاحبّة).


1. فیما یخص معنى «وجه» وأنّها تأتی فی بعض الأحیان بمعنى (الذات) وأحیاناً بمعنى (وجه الإنسان) وفی سبب انتخاب ذلک فی هذه الموارد... فیما یخصُ کل ذلک یُمکن مُراجعة ما کتبناه مُفصلا لدى تفسیر الآیة 272 من سورة البقرة فی تفسیرنا هذا.
2. «لا تعد» مأخوذة مِن کلمة «عدا، یعدو» وهی بمعنى تجاوز الشیء وبذا یصبح مفهوم الجملة (لا تبعد عینیک عنهم کی تنظر إلى الآخرین).
3. «فرط» تعنی التجاوز عن الحد، وکل شیء یخرج عن حدّه ویتحول إلى إسراف یُقال لهُ (فُرط).
4. «مُهل» على وزن «قفل» وهی تعنی کما یقول الراغب فی المفردات: هی المقدار المترسّب من الدهن والذی یکون عادة مُلوّثاً بأشیاءِ وسخة وردیئة الطعم، إلاَّ أنَّ بعضاً آخر مِن المفسّرین یقولون بأنّها تعنی أی معدن مُذاب. والظاهر أنَّ تعبیر (یشوی الوجوه) یُرجِّح المعنى الثّانی.
5. «مُرتفق» مِن کلمة «رَفق ورفیق» بمعنى محل اجتماع الأصدقاء.
6. «أساور» جمع «أسورة» على وزن «مشورة» وهی بدورها جمع «سوار» على وزن (غبار) و(کتاب) وهی فی الأصل مأخوذة مِن کلمة فارسیة عُرِّبت واشتقت مِنها الأفعال العربیة.
7. «أرائک» جمع «أریکة» وتطلق على السریر الذی تکون جوانبه جمیعاً مغطاة، وهی فی الأصل ـ کما یقول الراغب ـ مأخوذة مِن «أراک» وهی شجرة معروفة کان العرب یصنعون مِنها مظلّة; أو مِن «أروک» بمعنى الإقامة والتوّقف.
سبب النّزول 1ـ الرّوح الطبقیة مُشکلة اجتماعیة کبیرة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma