إنَّ ذکر جُملة (إن شاء الله) عند اتّخاذ القرارات المرتبطة بالمستقبل لیسَ نوعاً مِن الأدب فی محضر الخالق جلَّ وعلا وحسب، بل هُوَ بیان لحقیقة أنّنا  لا نملک شیئاً مِن عندنا، بل هُوَ مِن عنده تعالى، وکُلّنا نعتمد ونستند إلیه لأنّه هو المستقل بالذات فقط، فلو تحرّکت کلّ السکاکین والشفرات فی العالم لِتقطع عرقاً واحداً فإنّها لا تستطیع مِن دون إذنه تعالى.

إنَّ هذه الحقیقة هی نفسها (توحید الأفعال) ففی الوقت الذی یملک الإنسان حرّیته وإرادته، فإنَّ تحقق أىّ شیء وأىّ عمل إنّما یرتبط بمشیئة  الخالق جلَّوعلا.

إنَّ تعبیر (إن شاء الله) یزید مِن توجّهنا نحو الله تبارک وتعالى، ویمنحنا القوّة والقدرة على الإنجاز، وهو مدعاة إلى تزکیة وطهارة وصحة الأعمال أیضاً.

ونستفید مِن بعض الرّوایات أنَّ الإنسان إذا ذکر کلاماً عن المستقبل بدون ذکر (إن شاء الله) فإنَّ الله سوف یَکِلُهُ إلى نفسه ویُخرجه مِن مظلّة حمایته(1) .

وفی حدیث عن الإمام الصادق (علیه السلام) نقرأ أنَّهُ (علیه السلام) أمر یوماً بکتابة رسالة، وعندما جاؤوا بالرسالة إلیه وجدها خالیة مِن کلمة (إن شاء الله) فقال (علیه السلام): «کیف رَجوتم أن یتمّ هذا ولیسَ فیه استثناء، انظروا کل موضع لا یکون فیه استثناء فاستثنوا فیه».(2)

1. تفسیر نورالثقلین، ج 3، ص 254.
2. أصول الکافى، ج 2، ص 673.