نستفید مِن تعبیر الآیات أعلاه أنَّ أصحاب الکهف کانوا یُصرّون على أن لا یعرف أحد مکانهم حتى لا یجبرون على عبادة الأصنام، أو یقتلون بأفجع طریقة مِن خلال رمیهم بالحجارة، إنّهم کانوا یرغبون فی أن یبقوا غیر معروفین حتى یستطیعوا بهذا الاُسلوب الإحتفاظ بقوّتهم للصراع المقبل، أو على الأقل حتى یستطیعوا أن یحتفظوا بإیمانهم.
وهذا المعنى تعبیر عن أحد أقسام «التقیة البنّاءة» حیثُ إنّ حقیقة التقیة هو أن یحفظ الإنسان طاقته مِن الهدر بإخفاء نفسه أو عقیدته، یحفظ نفسهُ ویصونها حتى یستطیع ـ فی مواقع الضرورة ـ الاستمرار فی جهاده المؤثِّر، وطبیعی عندما تکون التقیة واخفاء العقیدة سبباً لتصدُّع الأهداف والبرامج الکبرى، فإنّها تکون ممنوعة وینبغی الجهر بالحق والصدع به بالغاً ما بلغ الضرر.