بحوث

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
عُشّاق الحق: 1ـ التخطیط للتربیة والتعلّم

فی هذه الآیة ینبغی الإلتفات إلى البحوث التالیة:

أوّلا: یعتقد المفسّرون أنَّ جملة (آمنوا به أَو لا تؤمنو ) یتبعها جملة محذوفة قدّروها بأوجة مُتعدِّدة، إذ قال بعضهم: إنّ المعنى هو: سواء آمنتم أم لم تؤمنوا فلا یضر ذلک بإعجاز القرآن ونسبته إلى الخالق.

بینما قال البعض: إنَّ التقدیر یکون: سواء آمنتم به أو لم تؤمنوا فإنَّ نفع ذلک وضرره سیقع علیکم.

لکن یُحتمل أن تکون الجملة التی بعدها مُکَمِّلَة لها، وهی کنایة عن أنَّ عدم الإیمان هو سبب عدم العلم والمعرفة، فلو کنتم تعلمون لآمنتم به. وبعبارة اُخرى: یکون المعنى: إذا لم تؤمنوا به فإنَّ الأفراد الواعین وذوی العلم یؤمنون بهِ.

ثانیاً: إنَّ المقصود مِن (الذین أوتوا العلم مِن قبله ) هُم مجموعة مِن علماء الیهود والنصارى مِن الذین آمنوا بعدَ أن سمعوا آیات القرآن، وشاهدوا العلائم التی قرأوها فی التوراة والإنجیل، والتحقوا بصف المؤمنین الحقیقیین، وأصبحوا مِن علماء الإسلام.

وفی آیات اُخرى مِن القرآن تمّت الإشارة إلى هذا الموضوع، کما فی قوله تعالى فی الآیة 113 مِن سورة آل عمران: (لیسوا سواء مِن أهل الکتاب اُمّة قائمة یتلون آیات الله آناء اللیل وهم یسجدون ).

ثالثاً: «یخرّون» بمعنى یسقطون على الأرض بدون إرادتهم، واستخدام هذه الکلمة بدلا مِن السجود ینطوی على إشارة لطیفة، هی أنَّ الواعین وذوی القلوب الیقظة عندما یسمعون آیات القرآن وکلام الخالق عزَّوجلّ ینجذبون إلیه ویولهون به الى درجة أنّهم یسقطون على الأرض ویسجدون خشیةً بدون وعی واختیار(1) .

رابعاً: (أذقان) جمع (ذقن) ومن المعلوم أنّ ذقن الإنسان عند السجود  لا یلمس الأرض، إلاَّ أنّ تعبیر الآیة إشارة إلى أنَّ هؤلاء یضعون کامل وجههم على الأرض قبال خالقهم حتى أنَّ ذقنهم قد یلمس الأرض عندَ السجود.

بعض المفسّرین احتمل أنَّ الإنسان عندَ سجوده یضع أوّلا جبهتهُ على الأرض، ولکن الشخص المدهوش عندما یسقط على الأرض یضع ذقنه أولا، فیکون استخدام هذا التعبیر فی الآیة تأکیداً لمعنى (یخرون) (2) .

الایة التی بعدها توضّح قولهم عندما یسجدون: (ویقولون سبحان ربّنا إن کانَ وعدُ ربّنا لمفعول ) (3) . هؤلاء یعبرون بهذا الکلام عن عمق إیمانهم واعتقادهم بالله وبصفاته وبوعده. فهذا الکلام یشمل الإیمان بالتوحید والصفات الحقة والإیمان بنبوّة الرّسول (صلى الله علیه وآله) وبالمعاد. والکلام على هذا الأساس یجمع اُصول الدین فی جملة واحدة.

وللتأکید ـ أکثر ـ على تأثُّر هؤلاء بآیات ربّهم، وعلى سجدة الحب التی یسجدونها تقول الآیة التی بعدها: (ویخرّون للأذقان یبکون ویزیدهم خشوع ).

إنّ تکرار جملة (یخرّون للأذقان ) دلیل على التأکید، وعلى الإستمرار أیضاً.

الفعل المضارع (یبکون) دلیل على استمرار البکاء بسبب حبّهم وعشقهم لخالقهم.

واستخدام الفعل المضارع فی جملة (یزیدهم خشوع ) دلیل على أنّهم  لا یتوقفون أبداً على حالة واحدة، بل یتوجهون باستمرار نحو ذروة التکامل، وخشوعهم دائماً فی زیادة (الخشوع هو حالة مِن التواضع والأدب الجسدی والروحی للإنسان فی مقابل شخصیة معیّنة أو حقیقة معیّنة).


1. یقول الراغب فی المفردات: «یخرون» مِن مادة «خریر» ویقال لصوت الماء والریح وغیر ذلک ممّا یسقط مِن عُلّو. وقوله تعالى: (خروا لهُ سُجد) تنبیه على اجتماع أمرین: السقوط وحصول الصوت منهم بالتسبیح، والتنبیه أنَّ ذلک الخریر کان صوت تسبیحهم بحمد الله لا بشیء آخر. ودلیله قوله تعالى فیما بعد: (وسبحوا بحمد ربّهم).
2. تفسیر روح المعانی، ج 15، ص 175.
3. «إن» فی قوله: (إن کان وعد ربّن) غیر شرطیة، بل هی تأکیدیة، وهی مُخففة من الثقیلة.
عُشّاق الحق: 1ـ التخطیط للتربیة والتعلّم
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma