1ـ قوله تعالى: (وما منع الناس... ) یعنی إنّ سبب عدم إیمانهم هو هذا التذرُّع، إلاَّ أنَّ هذا التعبیر لیس دلیلا على الحصر، بل هو للتأکید وبیان أهمیة الموضوع.
2ـ عبارة: (ملائکةٌ یمشون مطمئنّین ) موضع اختلاف أقوال وآراء المفسّرین، فالبعض یعتبرها إشارة إلى قول عرب الجاهلیة الذین کانوا یقولون بأنّنا کُنّا نعیش فی هذه الجزیرة حیاةً هادئة، وقد جاءَ محمّد لیجلب الفوضى والقلق، إلاَّ أنّهم جوبهوا بقول القرآن لهم بأنَّهُ حتى لو کانت الملائکة تسکن الأرض وکانوا یعیشون حیاةً هادئة ـ کما تدَّعون ـ فإنّنا کُنّا سنرسل لهم رسولا مِن جنسهم وصنفهم.
البعض الآخر مِن المفسّرین فسّرها بأنّها «اطمئنان إلى الدنیا ولذّاتها والإبتعاد عن أىّ مذهب ودین».
وأخیراً فسّرها بعضهم بمعنى (السکن والتوطُّن) فی الأرض.
لکنّ الاحتمال الأقوى هو أن یکون هدف الآیة: لو کانت الملائکة ساکنة فی الأرض، وکانوا یعیشون حیاةً هادئة وخالیة مِن الصراع والنزاع، فبالرّغم من ذلک کانوا سیشعرون بالحاجة إلى قائد مِن جنسهم، حیثُ إنَّ الهدف مِن إرسال الأنبیاء وبعثهم لیس لإنهاء الصراع والنزاع وإیجاد أسباب الحیاة المادیة الهادئة وحسب، بل إنَّ هذه الاُمور هی مقدمة لطی سبیل التکامل والتربیة فی المجالات المعنویة والإنسانیة، ومثل هذا الهدف یحتاج إلى قائد إلهی.
3ـ یستفید العلاّمة الطباطبائی فی تفسیر المیزان مِن کلمة «أرض» فی الآیة أعلاه، أنَّ طبیعة الحیاة المادیة على الأرض تحتاج إلى نبی، وبدونه لا یمکن الحیاة.
إضافة الى ذلک فإنّه یرى أنّ هذه الکلمة إشارة لطیفة إلى جاذبیة الأرض حیثُ إنَّ التحرُّک بهدوء واطمئنان بدون وجود الجاذبیة یعتبر أمراً محالا.