ثالثاً: عدم تطابق الکبیر مَع الصغیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
الحذر مِن هذا الإشتباه! رابعاً: عدم تشابه الظواهر الروحیة مع الأوضاع المادیة

افترضوا أنّنا جلسنا على ساحل البحر، وشاهدنا أمامنا عدداً مِن الزَوارق معَ باخرة کبیرة، ثمّ نظرنا إلى جانب الشمس فرأیناها تمیل للغروب، بینما القمر بدأ یبزغ مِن الجانب الآخر. وعلى الشاطىء هُناک صفوف مِن طیور الماء الجمیلة وقد اقترب بعضها نحو الماء. ونشاهد على الطرف الآخر جبلا عظیماً تناطح قمّتهُ السماء علواً. والآن، إزاء هذا المنظر، لِنغمض عیوننا بُرهة مِن الزمَن ونتخیّل ما شاهدناه: جبل عظیم، بحرٌ واسع، سفینة کبیرة، کلّ هذه الاُمور ترتسم فی مخیلتنا کاللوحة الکبیرة للغایة فی مقابل روحنا، أو فی داخل روحنا.

والسؤال هُنا: أین مکان هذا المخطط فی وجودنا... هل تستطیع الخلایا الدماغیة الصغیرة والمحدودة للغایة أن تستوعب حجم اللوحة الکبیرة والمخطط الکبیر؟ الإجابة ـ طبعاً ـ هی النفی، ولذلک لا بدّ أنّنا نمتلک قسماً آخر فی وجودنا یکون فوق المادة الجسمیة، وهو مِن السعة بمقدار بحیث یستوعب کلّ هذه المناظر والمخططات واللوحات.

وإلاَّ فهل نستطیع تنفیذ مخطط لبنایة ذات مساحة 500 متر على قطعة أرض ذات مساحة بضعة ملیمترات؟

الجواب: طبعاً ـ سیکون بالنفی، لأنَّ موجوداً أکبر لا یمکنهُ الإنطباق على موجود أصغر مع احتفاظه بکبره وسعته، إذ مِن ضرورات الإنطباق أن یکونا مُتساویین، أو أن یکون أحدهما أصغر مِن الثّانی، فیمکن حینذاک تنفیذ الصغیر على الکبیر.

مع هذا الوضع کیف یُمکن لخلایا دماغنا الصغیرة استیعاب الصور الذهنیة الکبیرة؟

إنّنا نستطیع تصوّر الکرة الأرضیة بحزامها الذی یبلغ أربعین ملیون متر فی أذهاننا، ونستطیع أن نتصوَّر ذهنیاً کرة الشمس التی تَکبُر الأرض بمقدار ملیون ومئتی ألف مَرَّة، وکذلک یُمکننا تصوّر المجرات والتی هی أکبر مِن الشمس بملایین المرّات، ولکن کلّ هذه الصور لا یمکن ارتسامها عملیاً فی خلایا الدماغ الصغیرة، وذلک وفقاً لقاعدة عدم انطباق الکبیر على الصغیر.

إذن یجب أن نعترف ونقرّ بوجود کامن فینا هو أکبر مِن جسمنا فی قدرة استیعابه وإحاطته بالأشیاء والمخططات والموجودات الکبیرة.

سؤال مهم: یُمکن أن یقول البعض: إنّ تصوراتنا الذهنیة هی مثل المایکروفیلم أو الخرائط الجغرافیة التی تحتوی على مقیاس للرسم مِثل 1000000(1) أو 100000000(1) حیث یرمز هذا المقیاس إلى مقدار التصغیر وکذلک کثیراً ما یحدث لادراک عظمة باخرة کبیرة جدّاً وتصویر حجمها أنّ أحد الأشخاص یقف على عرشتها ویؤخذ لها صورة لکی یعرف الناظر لها عظمة حجمها من خلال رؤیة الشخص الواقف علیها.

وتصوراتنا الذهنیة على مِنوال الصور المصغَّرة وذات مقاییس رسم معیّنة، وعندما نکبّرها بنفس المقدار فإنّنا نحصل على المخطط أو الحجم الصحیح والواقعی. وبالطبع فإنّ المخططات والأحجام الصغیرة یُمکن أن تستوعبها الخلایا الدماغیة.

فی الجواب نقول: إنَّ المایکروفیلم یتمّ تکبیره بواسطة (البرجکتر والشاشة الکبیرة التی تنعکس علیها الصور) کما أنَّ الخرائط الجغرافیة نستطیع التعرُّف على ما تطویه مِن أحجام حقیقیة بواسطة الأرقام الموجودة تحت الخرائط، فعندما نضرب المساحات بهذا الرقم نحصل على الخریطة الکبیرة الواقعیة مجسمة فی أذهاننا.

والآن نطرح هذا السؤال: أین هی هذه الشاشة أو الصفحة العظیمة التی ینعکس علیها مایکروفیلم الذهن؟ هل تُمثّل الخلایا الدماغیة الصفحة أو الشاشة المعنیّة؟

بالطبع لا، لأنَّ الخریطة الجغرافیة الصغیرة التی نضربها بمقیاس الرسم لتتحوَّل إلى حجمها الحقیقی، لا یمکن أن یکون مکانها الخلایا الدماغیة الصغیرة فی حجمها.

وبعبارة أوضح نقول: بالنسبة إلى المایکروفیلم والخارطة الجغرافیة، فإنّنا نرى أنَّ الشیء الموجود فی الخارج هو الفیلم والخارطة الصغیرة، إلاَّ أنَّهُ فی صورنا وإدراکاتنا الذهنیة تکون الصور بمقدار وجودها الخارجی، ولابدّ بالتالی مِن مکان یستوعبها، فهل یمکن للخلایا الدماغیة وهی بمساحتها وحجمها المعروف أن تستوعب کلّ هذه الأحجام العظیمة؟

وخلاصة القول: إنّنا نتصوّر الصور الذهنیة للأشیاء بنفس أحجامها وسعتها فی موضوعاتها الخارجیة، وهذا التصوّر العظیم لا یمکن أنّ ینعکس فی الخلایا الدماغیة، لذلک فهی تحتاج إلى مکان ومحل خاص، وهکذا ندرک أنّ فینا وجوداً حقیقیاً أکبر مِن هذه الخلایا وفوقها جمیعاً.

الحذر مِن هذا الإشتباه! رابعاً: عدم تشابه الظواهر الروحیة مع الأوضاع المادیة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma