کلٌ یتصرف وفق فطرته:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
سورة الإسراء / الآیة 83 ـ 84 1ـ الغرور والیأس

بعد أن تحدَّثت الآیة السابقة عن شفاء القرآن، تشیر الآیة التی بین أیدینا إلى أحدِ أکثر الأمراض تجذّراً فتقول: (وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونئا بجانبه ). ولکن عندما نسلب منه النعمة ویتضرر من ذلک ولو قلیلا: (وإذا مسّهُ الشرّ کان یؤس ).

(أعرض) مُشتقة مِن (إعراض) وهی تعنی عدم الإلتفات، والمقصود مِنها هُنا هو عدم الإلتفات للخالق عزَّوجلّ، وإعراض الوجه عنهُ وعن الحق.

(نأى) مُشتقّة مِن (نأی) وهی على وزن (رأی) وهی بمعنى الإبتعاد، وعند إضافة کلمة (بجانبه) إلیها یکون المعنى التکبّر والغرور والتزام المواقف المعادیة، ویمکن الاستفادة مِن مجموع هذه الجملة أنّ الأشخاص الدنیویین یصابون بالغرور عند مجیء النعم، بحیثُ إنّهم ینسون واهب ومعطی هذه النعم، ولا یقتصر الأمر على النسیان وحسب، بل ینتقل إلى الإعتراض والتکبّر وعدم الإلتفات للخالق.

جملة (مسّه الشرّ ) تشیر إلى أدنى سوء یصیب الإنسان. والمعنى أنَّ هؤلاء مِن الضعف وعدم التحمّل بحیث إنّهم ینسون أنفسهم ویغرقون فی دوّامة الیأس بمجرّد أن تصیبهم أبسط مُشکلة.

الآیة الثّانیة تخاطب الرّسول (صلى الله علیه وآله) فتقول: (قل کلّ یعمل على شاکلته ). فالمؤمنون یطلبون الرحمة والشفاء مِن آیات القرآن الکریم، والظالمون  لا یستفیدون مِن القرآن سوى مزید مِن الخسران، أمّا الأفراد الضعفاء فیصابون بالغرور فی حالِ النعمة، ویصابون بالیأس فی حالِ ظهور المشاکل... هؤلاء جمیعاً یتصرفون وفق أمزجتهم، هذه الأمزجة التی تتغیّر وفق التربیة والتعلیم والأعمال المتکررة للإنسان نفسه.

وفی هذه الأحوال جمیعاً فإنَّ هناک علم الله الشاهد والمحیط بالجمیع وخاصّة بالأشخاص المهتدین: (فربّکم أعلم بمن هو أهدى سبیل ).

سورة الإسراء / الآیة 83 ـ 84 1ـ الغرور والیأس
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma