مُؤامرة خبیثة اُخرى:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
أسباب النّزول سورة الإسراء / الآیة 78 ـ 81

فی الآیات السابقة رأینا کیف أنَّ المشرکین أرادوا مِن خلال مکائدهم المختلفة أن یحرفوا رسول الله (صلى الله علیه وآله) عن الطریق المستقیم، لکنّ الله أنجاه بلطفه له ورعایته إیّاه، وبذلک فشلت خطط المشرکین.

بعد تلک الأحداث، وطبقاً للآیات التی بین أیدینا، وضع المشرکون خطّة اُخرى للقضاء على دعوة الرّسول (صلى الله علیه وآله)، وهذه الخطّة تقضی بإبعاد الرّسول (صلى الله علیه وآله) عن مسقط رأسه (مکّة) إلى مکان آخر قد یکون مجهولا وبعیداً عن الأنظار، إلاَّ أنَّ هذه الخطّة فشلت أیضاً بلطف الله أیضاً.

الآیة الاُولى تقول: (وإن کادوا لیستفزّونک مِن الأرض لیخرجوک مِنه ) بخطة دقیقة.

وبما أنَّ کلمة «یستفزونک» مُشتقة مِن «استفزاز» التی تأتی فی بعض الأحیان بمعنى قطع الجذور، وفی أحیان اُخرى بمعنى الإثارة مع السرعة والمهارة، فإنّنا نفهم مِن ذلک أنَّ المشرکین وضعوا خطّة محکمة تجعل الوسط المحیط بالرّسول (صلى الله علیه وآله) غیر مناسب له، وتُثیر عامّة الناس ضدَّه کی یخرجوه بسهولة مِن مکّة، لکن هؤلاء لا یعرفون أنَّ هناک قوّة أعظم مِن قوّتهم، وهی قوّة الخالق الکبیر حیث تتلاشى إرادتهم دون إرادته عزَّوجلّ.

ثمّ یحذّرهم القرآن بعد ذلک بقوله: (وإذاً لا یلبثون خلافک إلاَّ قلیل ) فهؤلاء سیُبادون بسرعة بسبب ذنبهم العظیم فی إخراج القائد الکفوء ـ الذی تذهب نفسه حسرات على العباد ـ مِن البلد، إذ یعتبر ذلک أوضح مدالیل کفران النعمة، ومثل هؤلاء القوم لا یستحقّون الحیاة ویستحقّون العذاب الإلهی.

إنَّ هذا الأمر لا یخص مشرکی العرب وحسب، بل هو (سنّة مَن قد أرسلنا قبلک مِن رسلنا ولا تجد لسنّتنا تحویل ). وهذه السنة تنبع مِن مَنطق واضح، حیث إنَّ هؤلاء القوم لا یشکرون النعم، ویحطّمون مصباح هدایتهم ومنبع النور إلیهم بأیدیهم، إنَّ مِثل هؤلاء الأقوام لا یستحقّون رحمة الخالق، وإنَّ العقاب سیشملهم، ونعلم هُنا أنَّ الله تبارک وتعالى لا یفرّق بین عباده، وبذلک فإنَّ الأعمال المتشابهة فی الظروف المتشابهة لها عقاب مُتشابه، وهذا هو معنى عدم اختلاف سنن الخالق جلَّوعلا.

إنَّ السنن الإلهیّة هی عکس السنن والقوانین التی یضعها البشر حیث تقتضی مصالحهم فی یوم أن تکون هناک سنّة أو قانون معیّن، وفی یوم آخر یمکن أن تنقلب هذه السُنَّة أو القانون إلى عکسه تماماً.

ونعرف هنا أنَّ اختلاف السنن والقوانین البشریة إمّا أن یعود إلى عدم وضوح الاُمور، والتی عادة ما تتوضّح بمرور الزمن، وتنکشف للإنسان اشتباهاته وأخطاؤه، أو أنَّ السبب فی ذلک یعود إلى مُقتضیات المصالح الخاصّة وشروط الحیاة التی تتحوَّل وتتغیَّر فی کلّ وقت. ولمّا کانت هذه الاُمور لا تؤثِّر على الإرادة الإلهیّة، فإنَّ ما یصدر عن الحکمة الإلهیّة مِن سنن تکون ثابتة فی جمیع الحالات والشرائط.

أسباب النّزول سورة الإسراء / الآیة 78 ـ 81
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma